في الاول من الشهر الجاري آذار، يحتفل العراقيون بعيد المعلم السنوي، فيتم في مثل هذا اليوم من كل عام، تذكّر الخدمات الكبيرة التي يقدمها المعلم للجميع، في مجال التربية والتعليم، ولعل الاهمية الكبرى تكمن في الدور الاساسي للمعلم، في تطوير قدرات الانسان، وتنمية مواهبه، واستثمار وتوجيه طاقته بالطريقة المثلى...
في الاول من الشهر الجاري آذار، يحتفل العراقيون بعيد المعلم السنوي، فيتم في مثل هذا اليوم من كل عام، تذكّر الخدمات الكبيرة التي يقدمها المعلم للجميع، في مجال التربية والتعليم، ولعل الاهمية الكبرى تكمن في الدور الاساسي للمعلم، في تطوير قدرات الانسان، وتنمية مواهبه، واستثمار وتوجيه طاقته بالطريقة المثلى.
ومثل هذه المناسبات لا يمكن أن تمر مرور الكرام، وفقا لأهميتها، ومكانة الرمز المحتفى به، ودوره فيما يقدمه للمجتمع، من اجل النمو والتطور قُدُما، ولعل المعلم يقف بالصدارة من بين الاخرين، في مجال الخدمات الجليلة التي يقدمها للمجتمع، فهو الذي يقدم العلم والتربية الى أجيال متعاقبة، وفئات عمرية متباينة، بدءاً من الاطفال، فالمراهقين، ثم الشباب، صعودا الى التعليم الجامعي أو العالي ولكل الاعمار، ولا تنحصر مهمة المعلم في قضية نقل المعلومات والتفاصيل العلمية الى ذهن الطالب، بل تتعدى ذلك الى بناء الشخصية وتطويرها، لذلك يُسهم المعلم في بناء شخصية المجتمع بكل مكوناته وفئاته العمرية، ومن الطبيعي أن العملية التربوية كلما كانت ترتكز وتستند الى قدرات تعليمية تربوية راسخة، كلما كان المجتمع والدولة عموما، اكثر استقرارا واستعدادا لمواكبة العصر.
وليس كثيرا بحق المعلم المربّي التربوي، أن نحتفل به بالطريقة التي تعزز من مكانته وتزيد من شأنه، فهو يستحق التكريم لما يقدمه من جهد كبير ومتميز، في المجالين المعنوي والمادي ايضا، ففي المجال المعنوي يساعد المعلم على تنمية الافكار في الشخصية، ويساعدها على التطور ويبث فيها روح الثقة، لذلك دور المعلم أساسي في تطوير شخصية الانسان من كلا الجنسين.
أما في الجانب المادي، فإن المعلومات القيّمة التي يقدمها المعلم للطالب، تساعده على بلورة قدراته في الابداع والابتكار، ومن ثم تحديد مساره العملي وفقا لرغباته وتطلعاته ايضا، لذلك يسهم المعلم في تطوير النزعة الانسانية العملية للفرد، ويزيده اندفاعا في التطور والتفرّد في المجالات العملية المادية، الى جانب القدرات الفكرية التي يتحلى بها.
ولكي نرد ونعيد جانبا من الفضل الذي يقدمه لنا المعلم، كأفراد أو مجتمع، فإن أقل ما يمكن أن نقدمه له من باب التكريم والاعتراف بفضله علينا، هو أن نحتفل به في مثل هذا اليوم من كل عام هنا في العراق، علما أن جميع الدول في عموم العالم خصصت يوما سنويا تحتفل فيه بالمعلم اعترافا منا، بما يقدمه للاجيال المتعاقبة، ولعل هذه الظاهرة العالمية، تعد من أهم الظواهر المتفَّق عليها عالميا، كون المعلم، هو الجسر الأهم في حياة الامم كافة، إذ يقوم بنقل الناس من ضفة الظلام والجهل، الى ضفاف العلم والنور والتطور، فما أروعه من جسر، وما أحقّه في التكريم والاحتفاء، هذا الذي كاد بسبب رسالته التربوية الانسانية أن يكون رسولا، كما يقول الشاعر: قف للمعلم وفّه التبجيلا..... كاد المعلم أن يكون رسولا.
إن المعلم يبقى رمزا شامخا في عالم العلم والمعرفة، وهو الفنار الذي يضيء حياة الناس، وهو عدو الجهل والقاضي عليه، وهو الذي ينمي العقل وطور قدرات الفرد ومواهبه، لذا وجب تكريمه واحترامه وتبجيله، لأنه يحمل رسالة العلم والتعليم، واذا اختلفنا على شيء بالتأكيد سنتفق على فضل المعلم، واذا ضاق بنا هذا العالم الواسع يبقى المعلم مكانا فسيحا ننهل منه العلم، لذلك يتحتم على كل طالب وطالبة النظر بعين الاحترام والإجلال والإكرام والتواضع للمعلم، فتواضعك له عز ورفعة لك، لذا فإنه من حق المعلم عليك، حسن الاستماع إليه، والإقبال عليه، وألا ترفع عليه صوتك، ولا تغتاب عنده أحدا، ولا تذمه أمام أحد، ولابد من التذكري دائما الى الإذعان لنصائحه كونها الطريق الى التميّز والتفوّق.
وفي هذه المناسبة السنوية، لابد أن نشير الى الجهات الرسمية، لكي تتنبّه الى الدور التربوي الاساسي المعلم، ولابد من تحسين أوضاعه المادية، فضلا عن المعنوية، بما يوازي دوره التعليمي الكبير، حتى يضمن المجتمع تطورا علميا تربويا ملموسا، كذلك عندما يشعر المعلم بهذه المكانة الرفيعة التي يكنها له المجتمع عموما، والدولة ايضا، فإنه سيكون اكثر حرصا في اداء رسالته الانسانية على افضل وجه، خاصة في ما يتعلق بأساليب التعليم القديمة جانبا، مثل اللجوء الى العنف المدرسي وما شابه، فالمعلم هو سبيل المجتمع الى التطور، والانتقال من الدول خانة المتأخرة، الى صفوف الدول المتقدمة.
اضف تعليق