ثقافة مقيتة يتباهي بها طلابنا محصورة بين مغريات ممنهجة واهمام متعمد وسياسة مقصودة جعلتهم ألعوبة وسط التكنولوجيا الحديثة واليأس من المستقبل المجهول فهم لايفقهون ماهو العلم وكيف يبني الأمم بل جعلوا من العاب الانترنت بديلاً تقليدياً للتعليم، وصار السهر على لعبة الببجي ثقافة يتفاخرون بها...
ثقافة مقيتة يتباهي بها طلابنا محصورة بين مغريات ممنهجة واهمام متعمد وسياسة مقصودة جعلتهم ألعوبة وسط التكنولوجيا الحديثة واليأس من المستقبل المجهول فهم لايفقهون ماهو العلم وكيف يبني الأمم بل جعلوا من العاب الانترنت بديلاً تقليدياً للتعليم، وصار السهر على لعبة "الببجي" ثقافة يتفاخرون بها.
بعد القفزات النوعية التي حققها مستوى التعليم في العراق ووصوله الى مراحل متقدمة في السبعينات من القرن الماضي يهبط الآن ويصل الى المستوى الانهيار لأسباب كثيرة تتحمل مسؤوليتها اطراف عدة على رأسها وزارة التربية والكادر التدريسي واولياء الأمور واطراف اخرى:
١- بالنسبة لوزارة التربية: هي المسؤولة عن تغيير المناهج بوقت غير مدروس أدت الى تحطيم العملية التعليمية وارباك المدرس والطالب، وكثرة عدد المواد وفخامتها من قبل الوزارة بما لايتناسب مع قدرات الطلبة الذهنية وحالتهم النفسية، فضلا عن كثرة العطل والمناسبات المبالغ بها التي تعيق العملية التربوية وتؤدي الى عدم اكتمال المنهج المقرر. والوزارة أيضا مسؤولة عن تاخرها في تنفيذ مشاريع للابنية المدرسية وترميم القديمة ووجود المدارس الطينية ولا سيما في القرى والارياف.
٢- الكادر التدريسي، فبعضهم يتسيبون من مدارسهم الصباحية بالاتفاق مع ادارة المدرسة، من اجل التدريس في المدارس الاهلية او فتح الدروس الخصوصية التي جعلت المدرس لا يقدم المستوى المطلوب منه في المدرسة الحكومية. والجزء الأخطر عدم عدم اهلية بعض المدرسين، فعند تعيين المدرسين والمعلمين، لا يوجد اي اختبار حقيقي وانما يعينون مباشرة، فولد لنا ذلك وجود مدرسين صفاتهم لا تتلائم مع مهنتهم، وهؤلاء لا ينفعون لمجال التدريس وانما مجالات اخرى.
٣- صعوبة المنهاج، بحيث ان تلميذ الابتدائية لا يستطيع ان يذاكر المادة بدون شخص مختص، وبعلمي ان مرحلة الابتدائية المطلوب من الطالب فيها ان يقرأ ويكتب ويجمع بشكل جيد لا ان يصبح مهندس، وان الغرض من هذه الصعوبة هو امرين: الاول اجندة خبيثها غرضها تشجيع الامية، حيث ان اغلب اولياء امور التلاميذ لا يستطيعون متابعتهم علميا، اما لانشغالهم او لاميتهم : والثاني تشجيعا للمدارس الاهلية !
٤- بسبب الطالب وبيئته الاسرية النافرة النافرة للتعليم ان صح التعبير، فضلا عن التطور السلبي في المجتمع وآثاره على الطالب مثل الانحلال الاخلاقي و شيوع الانترنت والعابه ومواقعه... الخ.
٥- إهمال اولياء امور الطلبة، اذ نجد القسم الاكبر منهم لم يكن عنده مستوى المسوؤلية حيث تجد ولي الامر لا يتواصل مع ادارة المدرسة في العام الدراسي ولاتوجد متابعة للابناء حيث ياتي في نهاية العام الدراسي ويفرض رأيه بنجاح ابنه حتى لو كان مستوى غير جيد واخذ قسم من اولياء الامور بالتهجم على ادارة المدرسة اذا عرف ان ابنه راسب
هذه الاعراض لمرض تعاني منه العملية التربوية في العراق، وبدون تحديد العلاجات لا يمكن للبلد ان يتقدم خطوة واحدة للامام، فطلاب اليوم هم قادة المستقبل، والعلم هو الطريق الوحيد لمغادرة عصر التخلف، وتستطيع الدولة معالجة الخلل لو اتبعت مجموعة من الخطوات من خلال:
1- عرض المناهج الدراسية الجديدة المُستبدلة، قبل طباعتها، على لجان من المشرفين والتدريسيين والمعلمين من ذوي الخبرة من جميع المحافظات وإشراكهم بالمناقشات لمعرفة السلبيات والإيجابيات والأخذ بوجهة نظرهم. يكون موعد تغيير المناهج مدروس حيث ان التغيير دائما ً يكون في بداية العام الدراسي وعدم التاخر في توزيع المنهاج الجديد على التلاميذ او الطلاب وكذلك ادخال المعلمين والمدرسين في دورات على المنهاج الجديد اثناء العام الدراسي وبهذه الصورة لايحدث ارباك في تدريس التلاميذ والطلاب وكذلك الدورات يجب على الوزارة دائما ان تختار التوقيت الصحيح اي فتح الدورات في العطلة الصيفية حتى لا تسبب ارباك في عمل المعلم او المدرس، وعلى الوزارة عدم شمول المدارس بالعطل الطارئة وتقليل الرسمية منها بصورة عامة والتشديد على الصرامة في هذا الامر لكي يتمكن المدرس من إكمال المنهج بصورة صحيحة
2- فتح دورات مستمرة للمعلمين والمدرسين وحثهم وتشجعيهم على تطوير أنفسهم، ومنع كل المدرسين والمعلمين المستمرين بالدوام في المدارس الحكومية من التعاقد مع المدارس الأهلية ومعاهد التقوية وإلزامهم بعدم التدريس بهما معا.
3- إقامة إجتماعات شهرية لمجالس الآباء والمدرسين وبحضور إلزامي للمشرف المتابع لمناقشة مستويات الطلبة وإطلاع أولياء الأمور على كل ما يخص أبناءهم وإلزامهم بالمشاركة في إيجاد الحلول المناسبة لأي مشكلة.
4- بناء المدارس وزيادة عددها وتنفيذ المشاريع المتوقفة للابنية المدرسية وترميم المدارس القديمة وتعيين كوادر متخصصة في القرى والأرياف لتحقيق التوازن بين المدينة والريف.
اضف تعليق