تسعى كوريا الجنوبية، ثالث أكبر مستورد للنفط الخام في آسيا، إلى تكثيف جهودها لتقليل الاعتماد على الواردات لتلبية احتياجات البلاد من الوقود مع وجود إمكانات هائلة للنفط والغاز في منطقة الساحل الشرقي، في المقابل، فإنّ تحقيق الإنتاج الأولي من اكتشافات النفط في كوريا الجنوبية قد يكون صعبًا للغاية بسبب...

أثار إعلان اكتشافات النفط في كوريا الجنوبية المحتملة خلال المدة المقبلة الحيرة حول مستقبل واردات الخام لثالث أكبر مستورد للنفط في آسيا، ووفق بيانات اطلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، يبدو أن سول لن تتوقف عن استيراد النفط والغاز على الرغم من موافقة الحكومة على خطة لإجراء عمليات حفر استكشافية لاحتياطي ضخم محتمل قبالة سواحل مدينة بوهانغ في جنوب شرق البلاد، وتسعى كوريا الجنوبية، ثالث أكبر مستورد للنفط الخام في آسيا، إلى تكثيف جهودها لتقليل الاعتماد على الواردات لتلبية احتياجات البلاد من الوقود مع وجود إمكانات هائلة للنفط والغاز في منطقة الساحل الشرقي، في المقابل، فإنّ تحقيق الإنتاج الأولي من اكتشافات النفط في كوريا الجنوبية قد يكون صعبًا للغاية بسبب الاختبارات الصارمة والوقت الكافي والتمويل الضخم اللازم.

النفط في كوريا الجنوبية

في 3 يونيو/حزيران الجاري، أعلن الرئيس الكوري الجنوبي، يون سوك يول، أن بلاده لديها احتياطيات يمكن أن تحتوي على ما يصل إلى 14 مليار برميل من النفط والغاز الطبيعي، وهي كمية يمكن أن تلبي الطلب على الغاز والنفط في كوريا الجنوبية لمدة 29 عاما و4 سنوات على التوالي.

وتقدّر الحكومة الكورية الجنوبية أن 75% من الاحتياطيات عبارة عن غاز طبيعي، والباقي عبارة عن نفط، مشيرة إلى أن احتياطيات الغاز الطبيعي لا تقل عن 320 مليون طن متري وقد تصل إلى 1.29 مليار طن، بالإضافة إلى احتياطيات نفطية تتراوح بين 780 مليون برميل و4.22 مليار برميل، وفقًا لتقديرات المكتب الرئاسي.

وتقع احتياطيات اكتشافات النفط في كوريا الجنوبية المحتملة بالقرب من المربع البحري 6-1، إذ أنتج حقل غاز دونغهاي (البحر الشرقي) نحو 45 مليون برميل مكافئ من الغاز الطبيعي والمكثفات خلال المدة 2004-2021، حسب وكالة إس آند بي غلوبال كوموديتي إنسايتس (S&P Global Commodity Insights).

وقال الرئيس الكوري الجنوبي، يون سوك يول: "تشير النتائج الزلزالية إلى احتمال كبير للغاية، لوجود مكامن تصل إلى 14 مليار برميل من النفط والغاز، وتحققت من هذه النتائج مؤسسات بحثية رائدة وخبراء".

تخفيضات ضرائب أسعار الوقود 

في المقابل، فإن قطاع تكرير النفط في كوريا الجنوبية وتجار الخام في جميع أنحاء آسيا كانوا حذرين وغير متحمسين لمشروع التنقيب في شمال شرق آسيا.

قال مصدر في إدارة المواد الخام في مصفاة كورية جنوبية كبرى: "ما يقرب من 30 عامًا من احتياطيات النفط في كوريا الجنوبية... هذا أمر جيد جدًا لدرجة يصعب تصديقها، ولكن لا يعتقد الكثيرون في قطاع التكرير أن هذا سيتحقق بالفعل، وحتى إذا نجح المشروع، فإن ذلك سيستغرق عقدًا من الزمن على الأقل".

وتعتمد كوريا الجنوبية، وهي ثالث أكبر مستورد للنفط الخام في آسيا، على الواردات لتلبية جميع احتياجاتها من النفط الخام تقريبًا.

وأظهرت أحدث البيانات الصادرة عن مؤسسة النفط الوطنية الكورية، أنها استوردت 90.41 مليون برميل، أو نحو 3.01 مليون برميل يوميًا في أبريل/نيسان الماضي، بزيادة 11.4% عن العام السابق، وقال مديرو المواد الخام في 3 مصافٍ كورية جنوبية، إن صناعة التكرير لن تأخذ الاحتياطيات المحتملة على محمل الجد في الوقت الحالي، وفق المعلومات التي رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.

تأثير محدود في السوق الآسيوية

تُعد الإمكانات الهائلة لاحتياطيات النفط في شرق آسيا أمرًا إيجابيًا بالنسبة إلى مجتمع النفط والتكرير الآسيوي بصورة عامة، إذ ٱنها تعزز أمن الطاقة في المنطقة.

وقد تشهد العديد من خامات التصدير الخام في جنوب شرق آسيا، بما في ذلك خام كيماني الماليزي، وخام سيريا لايت من بروناي، وسو تو دين في فيتنام، بالإضافة إلى مزيج إسبو من الشرق الأقصى الروسي، انخفاض فروق الأسعار بصورة حادة في السوق الفورية الآسيوية.

يأتي ذلك في حال توصل التنقيب عن النفط في كوريا الجنوبية إلى تحقيق معدل إنتاج تجاري، وفقًا لتجار النفط الخام والمكثفات منخفضة الكبريت في سنغافورة وجاكرتا وكوالالمبور.

من ناحية ثانية، فإن فرص نشاط الاكتشاف والتنقيب عن النفط في كوريا الجنوبية الذي يؤدي في النهاية إلى إنتاج ثابت تتراوح بين 15% و20% في أحسن الأحوال.

وقال التجار والمحللون، إن السوق الآسيوية لن تأخذ التنقيب عن النفط في كوريا الجنوبية على محمل الجد حتى تتوفر تفاصيل أكثر رسوخًا عن الاحتياطيات، حسب وكالة إس آند بي غلوبال كوموديتي إنسايتس (S&P Global Commodity Insights).

وزعمت الحكومة أنها اكتشفت لأول مرة الاحتمالية العالية لاحتياطي النفط والغاز في فبراير/شباط 2023، ثم طلبت بعد ذلك من شركة الأبحاث "أكت-جيو" Act-Geo ومقرها الولايات المتحدة إجراء الدراسة التي أظهرت احتياطيات النفط والغاز المقدرة.

في هذا السياق، وصل مالك شركة الأبحاث الجيولوجية "أكت-جيو"، فيتور أبريو، يوم الأربعاء 5 مايو/أيار، لعقد اجتماعات مع المسؤولين الحكوميين، حسب وكالة يونهاب للأنباء، وأشار أبريو إلى أن زيارته ترمي إلى التنسيق مع شركة النفط الوطنية الكورية بشأن الاكتشاف المحتمل لما يصل إلى 14 مليار برميل من الغاز والنفط.

اضف تعليق