من الاستغناء عن عضويات الصالة الرياضية واستبدالها بالأجهزة الرياضية المتزلية إلى الاقتصاد في قضاء العطلات الخارجية ليحل بدلًا عنها الوجهات السياحية المحلية ذات الأسعار المعقولة، باتت العادات المالية للأثرياء تأخذ اتجاهًا جديدًا، وفق ما رصده الخبراء، وما تحدث به الأثرياء أنفسهم، الذين يبحثون عن طرق التعامل الذكي...

من الاستغناء عن عضويات الصالة الرياضية واستبدالها بالأجهزة الرياضية المتزلية إلى الاقتصاد في قضاء العطلات الخارجية ليحل بدلًا عنها الوجهات السياحية المحلية ذات الأسعار المعقولة، باتت العادات المالية للأثرياء تأخذ اتجاهًا جديدًا، وفق ما رصده الخبراء، وما تحدث به الأثرياء أنفسهم، الذين يبحثون عن طرق التعامل الذكي مع أموالهم وذلك لتوفير المزيد.

تقول إريكا كولبيرغ، المحامية وخبيرة التمويل الشخصي: «أصبح المستهلكون أكثر ذكاءً – فهم يعرفون أنهم بحاجة إلى ادخار أموالهم واستثمارها إذا كانوا يريدون تحقيق أقصى استفادة منها».في السطور التالية سنتعرف على أبرز الاتجاهات الجديدة في العادات المالية للأثرياء:

الاستغناء عن عضويات الصالة الرياضية

جيك هيل، الخبير في التمويل الشخصي والمدير التنفيذي لشركة ديبت هامر، لاحظ مؤخرًا أن عددًا متزايدًا من الأشخاص ذوي الثروات يتجهون لإلغاء اشتراكاتهم بالنوادي الرياضية. وأوضح أن العديد من الأشخاص، بغض النظر عن مستوى ثرواتهم، لا يستفيدون بشكل كافٍ من عضوياتهم بالنوادي الرياضية لتحقيق الفائدة المرجوة.

هيل، أشار أيضًا إلى أن الأفراد الأكثر ثراءً عادة ما يمتلكون القدرة المالية للبحث عن بدائل للنوادي الرياضية، كما أنهم غالبًا ما يمتلكون معدات رياضية في منازلهم، مما يجعل الحاجة إلى الاشتراك بالنوادي الرياضية أمرًا غير ضروري.

وجهات سياحية بأسعار معقولة 

هاريسون تانغ، الرئيس التنفيذي لشركة سبوكيو، يشير إلى أن الأثرياء أصبحوا يميلون الآن إلى تفضيل الوجهات السياحية ذات الأسعار المعقولة على نظيرتها ذات التكلفة الباهظة التي اعتادوا عليها، لافتًا إلى أنهم باتوا يختارون بشكل متزايد الوجهات القريبة بدلًا من السفر الدولي المكلف.

يعتبر تانغ أن هذا النهج الاقتصادي يعكس رغبة الأثرياء في تقليل المخاطر المالية والحفاظ على ثرواتهم، النابع من إدراكهم بأن السفر البعيد قد يؤثر سلبًا على مدخراتهم، وهو ما يحفزهم على البحث عن وجهات أقرب.

يشير هذا التغيير إلى اتجاه أكبر بين الأثرياء نحو تبني الحذر المالي في ظل الظروف الاقتصادية غير المستقرة، مما يظهر استعدادهم للتكيف مع الأوضاع الجديدة.

تقليل النفقات الفاخرة

إريكا كولبيرغ، خبير التمويل الشخصي، عبرت عن إعجابها بمقاطع الفيديو على موقع تيك توك التي يشارك فيها الناس طرق تقليل النفقات الفاخرة لتوفير المال، لافتة إلى أنها رصدت أن العديد من الأثرياء يخفضون النفقات غير الضرورية لتعزيز وضعهم المالي، وهو ما يشمل التكاليف المتكررة التي تعد من الكماليات.

كولبيرغ أشارت إلى أن هذا الاتجاه ملحوظ بين النساء الأثرياء، حيث يتخلين عن العلاجات التجميلية المكلفة مثل المانيكير الاحترافي، خاصةً مع ارتفاع أسعار هذه الخدمات والبقشيش المتوقع.

كارتر سيوث، الرئيس التنفيذي لقمة الائتمان، لاحظ أيضًا تغيرًا في عادات الإنفاق بين الأثرياء، حيث يقلل الأثرياء من النفقات التقديرية مثل خدمات التنظيف وتمشية الكلاب، أو يستغنون عنها بالكامل لتقليل النفقات.

تقليص الاشتراكات الترفيهية

كولبيرغ تلاحظ توجهًا مماثلًا نحو تقليص الاشتراكات الترفيهية، حيث يحتفظ المستهلكون ببعض الاشتراكات المفضلة لديهم ويتخلون عن الباقي، معتبرة أن هذه التغييرات في نمط الحياة مؤثرة بشكل كبير، حيث تسمح بتوجيه الأموال نحو الادخار والاستثمار بدلًا من الإنفاق غير الضروري.

التكنولوجيا الذكية بديل إعادة تجديد المنازل 

بدلًا من إعادة تجديد المنازل، يميل الأثرياء إلى استثمار أموالهم في تقنيات المنزل الذكي التي توفر وفورات تكلفة طويلة الأمد وتحسين الخدمات المنزلية، فتطبيق نظام المنزل الذكي يمكنهم من التحكم في درجة الحرارة عن بُعد، مما يوفر راحة خاصة في الشتاء، وتساعد الألواح الشمسية في تقليل تكاليف الطاقة.

سيوث يشير إلى أن الأثرياء يقللون من تكاليف تجديد منازلهم، مفضلين أفكار أقل تكلفة، يقول الرئيس التنفيذي لقمة الائتمان «يؤثر التضخم وعدم اليقين المالي على الجميع، بما في ذلك الأثرياء، وتقليل النفقات الزائدة يساعد في الحفاظ على المزيد من الأموال». 

بناء صندوق للطوارئ 

سيد لطيف، الرئيس التنفيذي لشركة SyedBNB ومدرب الأعمال، يشير إلى أن الأزمة الاقتصادية الأخيرة والجائحة قد علمت الأثرياء درسًا قيمًا حول أهمية امتلاك مدخرات للطوارئ. «لقد واجهت تحديات كبيرة في أعمالي خلال فترة الإغلاق، ولكن بفضل رؤيتي التجارية وصندوق الطوارئ الذي أمتلكه، استطعت التغلب على هذه الصعوبات»، يقول لطيف.

يؤكد لطيف أن الأثرياء الآن يولون اهتمامًا كبيرًا لإعادة بناء وتعزيز مدخراتهم للطوارئ، مشيرًا إلى أن «تنمية الثروة يصبح أمرًا معقدًا إذا كنت مضطرًا للتعامل مع كل نفقة غير متوقعة من خلال الاستثمارات أو، ما هو أسوأ، الاعتماد على بطاقات الائتمان».

يشدد على أن الأثرياء يتقنون فن إنشاء والحفاظ على صندوق للطوارئ، مع توصية الخبراء الماليين بتوفير ما يعادل نفقات ستة أشهر في حساب التوفير، بينما يذهب البعض إلى حد تخصيص ما يصل إلى 25% من ثرواتهم للطوارئ.

اضف تعليق