قبل ايام انتعشت امال الدول المصدرة للنفط، بارتفاع لأسعار النفط، بدعم من عدة عوامل، وجاء هذا الارتفاع بعد ان زاد عدد الاصوات الداعية الى وقف انهيار اسعار النفط، والاتهامات بوجود ارادة سياسية دولية بخفض الاسعار كورقة ضغط دولية قد توجه الى بعض الدول، فقد قد تشهد اسواق النفط بفعل ضغوط القرارات السياسية...
ناقش ملتقى النبأ للحوار موضوعا بعنوان (أسباب انخفاض اسعار النفط) خلال الفترة المخصصة من 26/11/2018 الى 2/12/2018، شارك في الحوار مجموعة من الناشطين والسياسيين (الدكتور هاشم الحسيني، الدكتور مظهر محمد صالح، الدكتور ايهاب النواب، النائب ماجد شنكالي، السيدة نورة البجاري، الاستاذ عبد العباس الشياع).
أجرى الحوار رئيس ملتقى النبأ للحوار علي الطالقاني، وملتقى النبأ للحوار هو مجتمع يسعى إلى تحفيز المناقشات بهدف توليد الأفكار من أجل دعم المؤسسات الحكومية ومنظمات المجتمع المدني وإسداء النصح لها من خلال عدة فعاليات يقوم بها الملتقى.
محور النقاش
قبل ايام انتعشت امال الدول المصدرة للنفط، بارتفاع لأسعار النفط، بدعم من عدة عوامل، وجاء هذا الارتفاع بعد ان زاد عدد الاصوات الداعية الى وقف انهيار اسعار النفط، والاتهامات بوجود ارادة سياسية دولية بخفض الاسعار كورقة ضغط دولية قد توجه الى بعض الدول.
كما يتضح وجود مجموعة من العناصر، وباتجاهات متنافرة تطوق افاق المستقبل لأسعار النفط، قد تشهد اسواق النفط بفعل ضغوط القرارات السياسية الامريكيةالتي تزيد المشهد تعقيدا.
برأيكم
- ماهو السبب الحالي الذي يقف خلف انخفاض أسعار النفط؟
- ماذا ستكون عليه أسعار النفط؟
- كيف سيؤثر انخفاض أسعار النفط على العراق وماهي الآثار المترتبة على ذلك؟
- هل سيستمر هبوط أسعار النفط في العام 2018 في ظل هذه المتغيرات المتعدد التي تواجهها سواء على المستوى السياسي أم الاقتصادي؟
الدكتور هاشم الحسيني
سلعة النفط تعد من السلع الاساسية المتاجر بها دوليا و هذا يعني انها تخضع للتقلب الدائم في اسعارها و هنالك جملة من الاسباب التي تؤدي الى هذة التقلبات فمنها سياسية و منها اقتصادية و ايهما اسبق في التغيير سوف يؤدى الى التأثير في الاخر دوريا . فمن زاوية التأثيرات الاقتصادية علينا ان نلقي نظرة على جملة من المتغيرات منها توقعات نمو الاقتصادي العالمي اذ حدث تغير طفيف على هذه التوقعات و بالاتجاة التراجعي اذ كانت عام 2018 حوالي 3.7 بالمئة و من المتوقع ان يكون 3.5 بالمئة هذا من جانب و من جانب العرض و الطلب العالمي على النفط و رغم التوازن الذي حصل بينهما في الربع الثالث من عام 2018 الى توجهات العرض المتوقعه للنفط العالمي قد تتجاوز المطلوب منه كذلك التغيرات التي طرأت على اسعار الذهب و العملات الرئيسية كلها اسباب تجعل من اتجاه اسعار النفط نحو الانخفاض الى ما دون عتبة 50 دولار و هذا كله مدعوم بتوقعات ارتفاع مخزون الولايات المتحدة و غيرها من الاسباب التي لا يستع المقام لذكرها و اذا ما غضضنا النظر عن توقعات نمو الاقتصاد العالمي و ركزنا على احتمالت اتجاة المعروض من النفط العالمي الى الارتفاع و ثبات الطلب و فقا لثبات النمو العالمي او استقراره هنا يأتي العمل السياسي كمتغير ذو دور كبير في التأثير على حركة الاسعار و بالتالي اتجاها نحو الانخفاض. و لابد من تحليل خاص لهذه الاسباب التي يضيق المقام بها هنا .
اما قدر تعلق الامر بالعراق الحبيب فأن الاثار سوف تكون واضحة و كبيرة هذة المرة اذا ما استمر الانخفاض كثيرا في المستوى و في الزمن لأسباب عديدة و هي في اغلبها معروفة منها قضية اعمار المدن ما بعد التحرير منها ازمات البنى التحتية و منها الدين العام و ...الخ
و هنا لا خيار امام العراق في المدى المنظور الا رفع مستويات الانتاج من النفط لتعويض الانخفاض في السعر و حلول اخرى في عرض هذا الحل ربما نتطرق لها في فرصة اخرى ان شاء الله.
الدكتور مظهر محمد صالح
اليوم انخفضت اسعار النفط وخسر العراق قرابة ٢٠ دولار من المعدلات السعرية للبرميل الواحد المنتج مبتعداً عن المستويات السعرية التي بلغها في الاشهر الماضية. بمعنى اذا مااستمر الحال هكذا سيؤدي الى خسارة عائدات مالية تقارب ٢،٥ مليار دولار شهرياً مما يقتضي اعادة هيكلة توقعات الايرادات في موازنة العام ٢٠١٩ .فالسبب واضح انها تسمى في الادبيات النفطية حرب اسعار prices war على سواحل الخليج العربي جراء ممارسة توليد تخمة مصطنعة في سوق النفط وهي وجزء من الحرب الصامته للدول المتصارعة في المنطقة . ويلحظ انه منذ فرض الصفحة الثانية من العقوبات على طهران في الرابع من الشهر الجاري بدات القوى المتصارعة الخليجية باغراق الاسواق واحداث تخمة عرض بكميات نفط فائضة وكسر قيود اوبك . وهو اتجاه في الحرب الاقتصادية يمثل انفلات الكميات المعروضة في اسواق النفط ومن ثم تدهور الاسعار .الرابح من هذا الصراع هي البلدان الكبيرة المستهلكة للنفط وبالذات القوى الصناعية مثل اليابان والصين وكوريا والهند في خضم حرب الاسعار ...او يمكن تسميتها بحرب الخليج الصامته الرابعة .فادواتها هي اغراق السوق النفطية وقمع عوائد النفط في معادلة الصراع بين البلدان لتوليد اضرر مادية مستهدفة.
الدكتور ايهاب النواب
تحية طيبة .. ماحصل من انتعاش في اسعار النفط هو نتيجة لالتزام الدول المصدرة للنفط باتفاق اوبك حول انتاج وتصدير النفط .. الا ان الضغوط التي مارستها الولايات المتحدة وخاصة على السعودية من اجل تخفيض أسعار النفط جعلت الاخيرة تخفض الاسعار .. وعليه يبدو أن سقف اسعار النفط سوف لن يتجاوز الحدود الاخيرة او على الاقل لن يتجاوز حدود ال 80 دولار للبرميل واحتمال يكون اقل من ذلك بقليل.. واكيد ان هذا سينعكس على حجم الايرادات التي يتحصل عليها العراق نتيجة هذا الانخفاض.. الا انه قد يكون حافزاً لتحقيق التنويع الاقتصادي والإسراع فيه كاستراتيجيه بديلة عن الاعتماد على النفط .. ونعم اتوقع ان تنخفض اسعار النفط سيما في المستقبل وكنتيجة طبيعيه للمتغيرات السياسية والاقتصادية ويبقى الامر مناط باوبك في الحفاظ على سعر النفط من الانهيار او التدهور كما حصل في الاعوام الماضية.
النائب ماجد شنكالي
من اهم العوامل التي تؤثر على ارتفاع وانخفاض اسعار النفط عالميا
١- نسبة النمو العالمي الذي يتناسب طرديا مع الطلب العالمي على النفط ارتفاعا وانخفاضا.
٢- زيادة المعروض على الطلب كما حدث في عام ٢٠١٤ بحيث كان هناك زيادة في المعروض من النفط اكبر بكثير من الطلب في الاسواق العالمية وصلت الى ٤٠٠ مليون برميل فائض تم خزنها في الناقلات في البحر وفي المخازن تسببت بهبوط النفط الى دون ٣٠$ للبرميل.
٣-المتغيرات الجيوسياسية والاقتصادية التي لها تاثير على اسعار النفط صعودا وهبوطا.
ان اكثر الدول تاثيرا في اسعار النفط في الوقت الحاضر هي امريكا،روسيا والسعودية.امريكا بصفتها الاعلى انتاجا11.7مليون برميل والاعلى استهلاكا بمايقارب 20 مليون برميل، روسيا ثاني اعلى انتاح 11.4 مليون برميل، السعودية ثالث اعلى انتاج 11.2مليون والاعلى تصديرا لقلة استهلاكها والتي استفادت كثيرا من فترة العقوبات التي فرضت على العراق من ١٩٩١ الى ٢٠٠٣ واصبحت صاحبة التاثير والنفوذ الاقوى في اوبك،انتاج هذه الدول يمثل ٣٣-٣٤٪ من الانتاج العالمي.
اوبك فقدت الكثير من تاثيرها بسبب مشاكل العراق سابقا،فنزويلا،ليبيا، نيجيريا وايران حاليا واصبحت السعودية وروسيا المؤثران الاقوى في السوق النفطية.
اهم الاسباب التي تقف خلف انخفاض اسعار النفط حاليا
١-زيادة المعروض من النفط بالنسبة للطلب بسبب زيادة ارتفاع انتاج امريكا ووصوله الى مستويات قياسية من النفط الصخري سيجعلها تقترب من ال١٢ مليون برميل يوميا اضافة الى قرار اوبك وروسيا ومنتجين اخرين رفع الانتاج مليون برميل يوميا في حزيران ٢٠١٨ استجابة للطلب الامريكي لتعويض النفط الايراني نتيجة العقوبات المفروضة عليها ومن ثم منح استثناءات لثمانية دول باستيراد النفط الايراني ساهم في فائض كبير في المعروض .
٢-ضعف وتباطؤ النمو في الصين والولايات المتحدة ودول الاتحاد الاوربي بسبب ارتفاع اسعار الفائدة والتوترات التجارية بين امريكا والصين ودول اخرى والذي سيخفض توقعات النمو العالمي من 3.7% الى 3.5% وسيؤدي الى خفض الطلب العالمي على النفط.
٣-عدم الاستقرار الجيوسياسي والاقتصادي في الكثير من المناطق في العالم وخاصة في الشرق الاوسط يلقي بظلاله على اسعار النفط.
اجتماع قمة العشرين في ٣٠ نوفمبر في بوينس ايرس سيكون له تاثير كبير على اسعار النفط بحضور بن سلمان وبوتين لان اتفاقهما على تخفيض انتاج النفط مع صعوبته بوجود ترامب وتاثيره الكبير على القرار السعودي سيسهل مهمة المجتمعين في مؤتمر اوبك في فيينا من ٥ الى ٧ ديسمبر للاتفاق على تخفيض الانتاج وسيساهم في رفع الاسعار خلال الفترةالمقبلة.
تاثير اسعار النفط سيكون له تاثير كبير على العراق لان اقتصاده يعتمد بنسبة ٩٥٪ على النفط وكان يبني امالا على ارتفاع الاسعار ليستفيد من فائض المبالغ في بناء اقتصاده المنهار ودعم القطاع الصناعي والتجاري بمشاريع ضخمة واعمار المدن المحررة وتقديم الخدمات وتأهيل البنى التحتية لذلك عليه ان يضع خططا تقلل الاعتماد على النفط وتعمل على تعظيم الموارد غير النفطية.
اذا كانت السعودية جادة وبالتعاون مع دول اوبك الاخرى في خفض الانتاج سيمكنهم ذلك من الحفاظ على سعر مقبول للنفط بمعدل ٧٥$ للبرميل في ٢٠١٩ و٢٠٢٠ لان السعودية من مصلحتها ان يكون سعر النفط مرتفعا لتمويل مشاريعها الاستثمارية والصناعية التي خططت لها ضمن رؤية ٢٠٣٠،روسيا لايمكن التعويل عليها كثيرا لان اقتصادها لايعتمد كثيرا على النفط وان الشركات الكبرى تريد الاستفادة من استثماراتها النفطية في روسيا.
سعر النفط لن ينحدر الى ذلك الانهيار الكبير في ٢٠١٤ وسيبقى محافظا على حالة التوازن السعري في حدود معدل ٧٠-٧٥ $ اذا مارفعت الدول شعارات السعودية وغيرها اولا بعيدا عن مصالح امريكا وضغوطها.
السيدة نورة البجاري
كثيرا ما نسمع من ان احد اهم اسباب انخفاض اسعار النفط العالمية هو عدم التزام السعودية بمستويات الانتاج وكذلك سياسة منظمة اوبك التي تتحكم تقريبا بثلث الانتاج العالمي ، وقد تكون هذه واحدة من الاسباب لكن ليست وحدها بل هناك جملة من الاسباب تظافرت للإطاحة بأسعار النفط مؤخرا ، ونتوقع استمرار الهبوط ما تبقى من العام الحالي ، وايضا ستؤثر على انهيار اسعار سلع اخرى وتحديدا تلك التي يتم تداولها في الاسواق العالمية مثل الذهب وبقية المعادن .
اما عن الاسباب الاخرى لهبوط الاسعار فاحب ان اذكركم بالقرار الفيدرالي الاميركي عام 2014 بالخفض التدريجي او ما يعرف ب"التيسير الكمي" فكان اميركا تضح طيلة اربعة سنوات الى الاسواق نحو 85 مليار دولار شهريا ، ثم قررت وقفا تدريجيا لهذا البرنامج مما تسبب بارتفاع اسعار الدولار الاميركي وهبوط تدريجي ايضا في اسعار النفط والذهب والفضة والعديد من السلع والمعادن الاخرى .
ومن الاسباب هو رفع العقوبات الغربية عن ايران وهذا يعني أن أسواق النفط بانتظار زيادة في المعروض بنحو مليون برميل يومياً، وربما أكثر من ذلك، ولا ننسى ايضا قرار اوبك بالحفاظ على مستويات الانتاج للأعضاء ، وهذا ما استغلته الدول خارج المنظمة وبخاصة روسيا وهنا هوت الاسعار عام 2015 اكثر واكثر .
اما السبب الاخر فيتمثل بالنفط الصخري الذي تمتاز به اميركا وكندا والتي تسببت ايضا بخفض الاسعار والكل يعلم بان الاقتصاد الاميركي يمثل ثلث اقتصاد العالم وهي ايضا اكبر مستورد ومستهلك للنفط بكمية 1,6 مليون برميل يوميا، لكن هذا الحال بدا يتغير تدريجيا بفعل النفط الصخري ، وحلت محلها الصين كابر مستورد وهنا بدا النفط الخليجي يتوجه الى اسيا بعد ان كان يتوجه غربا.
الامر الاخر يتعلق بالصين ايضا فهي الان في حرب اقتصادية مع اميركا، واستراتيجية الصين قد القت بالرعب في اقتصاد العالم وقد تتسبب بذات الازمة عام 2007 او ما تعرف بأزمة الرهون .
ما يهمنا هنا هو هل يؤثر ذلك على العراق بالتأكيد ستكون العواقب وخيمة على بعض البلدان التي تعتمد على عوائد النفط ومنها روسيا وايران والعراق خاصة بينما لن تتأثر بلدان الخليج ومنها السعودية التي لا تعتمد على النفط بل لديها فائض نقدي كبير وصناديق سيادية .
ورغم ان موازنة 2019 احتسبت وفق اسعار 56 دولار للبرميل لكن بقاء ذات الانتاج بهذه الاسعار يحرم العراق من عوائد اضافية ، وحسب كل المعطيات المذكورة قد يستمر هبوط الاسعار لكن ليس بمستويات كبيرة كما شهدنا عام 2014.
الاستاذ عبد العباس الشياع
لا شك إن سبب إنخفاض أسعار النفط يقف خلفه جهات دولية مؤثرة وتتحكم بالأقتصاد العالمي وبأسعار النفط وتستهدف دولا معينة من أجل إضعافها إقتصاديا تساعدها في موقفها عدد من الدول أعضاء في أوبك تلتقي أهدافها مع أهداف تلك الجهات.
من المتوقع أن يستمر إنخفاض أسعار النفط عند حدود أقل من ٥٠ دولار لدرجة تنهار فيها إقتصاديات تلك الدولة المستهدفة ولكن يبقى سعر النفط غير قابل للتنبؤ ويرضخ للمفاجآت وحركةالسوق والتجاذبات السياسية.
بالنسبة للعراق معروف إن إقتصاده ريعي يعتمد بشكل رئيسي على النفط لذلك فإن إنخفاض إسعار النفط يؤثر كثيرا على موازنة الدولة وبالخصوص المشاريع الاستثمارية التي تبنى على تخصيصات فائضة عن الموازنة التشغيلية والتي تتطلب سعر لا يقل عن ال ٥٠ دولار للبرميل.
.............................................
اضف تعليق