شيخوخة الإطار تجعل السوداني يحقق ما يروم في الأيام القادمة والانتخابات المقبلة، لكن الشيء الذي قد يؤرقه في التحركات الحالية هو انه يعلم ان شخصيات الإطار وتشكيلاته الرئيسية عندما تضع الحجر في طريق ما، يصعب زحزحته وإكمال المسير، لذا يمكن ان تكون الفترة القادمة هي الأصعب...
قبل أسابيع انتشرت صورة جمعت رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني ومحافظ كربلاء المهندس نصيف الخطابي ومحمد المياحي محافظ واسط، يقف الى جانبهم اسعد العيداني محافظ البصرة، وربما هذه الصورة هي التي حركت المياه السياسية الراكدة في محيط الإطار التنسيقي.
حديث العامة والاوساط السياسية بعد انتشار هذه الصورة ركز على ولادة تحالف جديد، رأس ماله الخدمات المقدمة للمواطنين، ذلك لان المحافظين الذين اختارهم السوداني ليكونوا شركاءه في الظهور جميعهم حققوا نجاحات كبيرة في مدنهم، وأصبح لهم جمهورهم الخاص الذي صوت لهم في الانتخابات المحلية الماضية.
وعلى نفس الخطوات يسير رئيس الوزراء في العاصمة بغداد، اذ عمل على انشاء شبكة من الطرق والمجسرات الحديثة في المناطق الأكثر ازدحاما، ولمس المواطنين اختلافا ملحوظا مع افتتاح بعضها، وهو ما بدا يغيض الجهات التي لا تريد للحكومة الحالية ان تستحوذ على قناعة الرأي العام ورضاه.
هنالك قاعدة تقول إذا سلمت من العداوة، فلن تسلم من الحسد، قاعدة لو تأملتها لوجدت فيها عين الصواب، فالنفس الإنسانية دائماً تسعى إلى المعالي وكسب الفضائل، والمقصود بالفضائل في المجال السياسي هو الفوز بالأغلبية المطلقة في الانتخابات المقبلة التي بدأت بوادر الخلاف حولها تظهر للعيان وما خفي بالتأكيد أعظم.
فالإطار التنسيقي اخذ بالتحسس من تحركات السوداني الأخيرة، وإعلانه غير المباشر عن الخريطة السياسية والتحالفية القادمة، والتي من الممكن ان تقلل حظوظه (الإطار)، في التحكم برئاسة الحكومة المقبلة، وهو ما يرفضه الإطار رفضا قاطعا ومستعد من اجل عدم نضوج هذا السيناريو فعل أي شيء ربما لم يأتي في الحسابات المنطقية.
ان ما يجعل قوى الإطار التنسيقي تتوجس خيفة من رئيس الحكومة الحالية هي التسريبات التي تقول ان السوداني يحاول وبتأثير جهات أخرى من القوى السياسية خارج نطاق الإطار اقناع التيار الصدري في العودة الى العملية السياسية والمشاركة في الانتخابات المقبلة، التي تعد الأكثر صعوبة وحساسية بالنسبة للإطار الذي فقد وما زال يفقد الكثير من جمهوره ولأسباب كثيرة أهمها ضعف الخدمات واستشراء الفساد.
حديث السوداني المقتضب في الفيديو الأخير يشير الى توتر الوضع الداخلي للإطار التنسيقي، بل ان التشظي بلع أقصى درجة، وهو الذي جعله يصف الخوف من جهوده بالقلق من النجاح النسبي المتحقق على مستويات عدة، مبينا ان همه خدمة المواطن والبلد ولا يعير أهمية للأحاديث الدائرة خلف الكواليس.
في هذا الحديث ربما فتح السوداني أبواب المواجهة مبكرا مع الإطار التنسيقي الذي أعطاه الضوء الأخضر والموافقة العلنية للوصول الى كرسي الرئاسة، وقد يعدون هذا التحرك هو بمثابة الانقلاب عليهم وكسرا للقواعد العامة التي وضعها الإطار امام من يقع عليه الاختيار.
شيخوخة الإطار تجعل السوداني يحقق ما يروم في الأيام القادمة والانتخابات المقبلة، لكن الشيء الذي قد يؤرقه في التحركات الحالية هو انه يعلم ان شخصيات الإطار وتشكيلاته الرئيسية عندما تضع الحجر في طريق ما، يصعب زحزحته وإكمال المسير، لذا يمكن ان تكون الفترة القادمة هي الأصعب بعدما وضع زعيم الإطار شروط يمكن وصفها بالقاسية.
اضف تعليق