شارك الدكتور والشاعر المعروف، العلامة محمد حسين الصغير، يوم الخميس الماضي، في مراسم عزاء العلامة الفقيد السيد محمد جواد الحسيني الشيرازي، الذي وافته المنية، ليل الجمعة الماضي، اثناء عودته وأخيه السيد مصطفى الحسيني الشيرازي، من كربلاء المقدسة الى النجف الاشرف، في حادث سير مؤسف.
وقال البروفسور الصغير، في حوار مع (شبكة النبأ المعلوماتية)، الفقيد الشاب من ال الشيرازي، ان "نبأ وفاة السيد محمد جواد الحسيني الشيرازي له وقع أسي وحزن عميقين في النجف الاشرف"، وذلك "لما تتمتع به هذه الاسرة الشريفة التي انحدرت من جدهم السيد "محمد الشيرازي".
مضيفا ان "جده المرجع الديني الكبير العابد الزاهد التقي النقي السيد "مهدي الشيرازي"، شيع في كربلاء المقدسة عام 1960 وكان تشيعه حافلا بقرابة المليون مشيع.
وفيما يلي نص المقابلة مع البرفسور محمد حسين الصغير:
انا لله وانا اليه راجعون
قال تعالى بسم الله الرحمن الرحيم "والذين إذا اصابتهم مصيبة قالوا انا لله وانا اليه راجعون أولئك عليهم صلوات من ربهم" صدق الله العلي العظيم
كان نبأ وفاة السيد محمد جواد الحسيني الشيرازي له وقع أسي وحزن عميقين في النجف الاشرف لما تتمتع به هذه الاسرة الشريفة التي انحدرت من جدهم السيد "محمد الشيرازي" وابي جده المرجع الديني الكبير العابد الزاهد التقي النقي السيد "ميرزا مهدي الشيرازي"، الذي شيع في كربلاء المقدسة عام 1960 وكان تشيعه حافلا بقرابة المليون مشيع.
المرجع مهدي الشيرازي (قدس)
كنت عند السيد المرجع "محسن الحكيم" عندما جاء نبأ وفاة السيد "مهدي الشيرازي"، وطلبوا اليه ان يعين الوفد الذي سيذهب للمشاركة بتشييع كربلاء، تأمل قليلا ثم قال "انا اذهب للتشيع"، وكان السيد وقتها مريضا لكنه شارك في التشييع (...) وقد ذكرت تفاصيل ذلك في كتبي.
المرجع محمد الشيرازي (قدس)
وقد كنت قريبا من السيد محمد الحسيني الشيرازي منذ وفاة ابيه الى ان غادر كربلاء المقدسة، وكان فضل السيد محمد الشيرازي ببركة ابيه السيد مهدي، فضلا كبيرا وعظيما، لان السيد محمد الشيرازي في عصره من الطبقة التي جمعت بين القديم والحديث، فهو "يتكلم بهمة الشباب وعقلية الشيوخ" وكان يزن الأمور بميزانها الدقيق.
ذكرياتي مع السيد الشيرازي
في اول سنة بعد تسفير السيد الشيرازي الى خارج العراق، ذهبت الى الكويت في سنة تسفيره وزرته في مكانه، وكنت حينها نازلا عند ال الدرويش، وقد أبلغني انه سيرد لي الزيارة في اليوم التالي، وقد أبلغت من كنت بضيافتهم فتعجبوا من ذلك، فقلت لاهم لا تعجبوا من اخلاقه، وقد زارني مع (50) نفر من محبيه، وكان على علو منزلته كأحدهم وهو ما حبب عامة الناس فيه، كان مثلا في الاخلاق والتواضع، يعطف على الصغير ويحترم الكبير ويبتسم للقادم والذاهب.
بعد سنة من لقائي به، والدي ذهب الى الحج عن طريق الكويت، فقلت له "اترجاك ان نزور السيد محمد مهدي الشيرازي"، فقال "نبهتني جزاك الله خير"، ووالدي كان أكبر سنا بكثير من السيد الشيرازي، وهو امام جامع براثا والوكيل العام للسيد محسن الحكيم في بغداد.
وبالفعل ذهب ورجع من الحج، ولما سألته عن تلبية الزيارة أبلغني بان وصيتي قد نفذها في زيارة السيد الشيرازي بمجرد وصوله الى الكويت.
اللقاء الأخير
انطوت السنين ولم التقي مع السيد الا في السنة التي سمح فيها للعراقيين ان يذهبوا الى إيران بعد الحرب الظالمة (حرب الخليج 1980-1988)، وقد دعاني السيد جواد الشهرستاني نجل السيد عبد الرضا الشهرستاني، وكان يصدر مجلة "الأسئلة والاجوبة" للسيد الشيرازي، لزيارة الامام الرضا (ع) وقم المقدسة، فقلت له بشرط واحد وهو "ان أزور السيد محمد الشيرازي" فأكد لي أنى أستطيع زيارة السيد.
وعند وصولي جاء لزيارتي في سكني المرجع الكبير السيد "صادق الحسيني الشيرازي"، حفظه الله، مع وفد كبير من ال الشيرازي (40 نفر تقريبا)، وقال لي "يسلم عليك الأخ السيد محمد ويقول انا محجوز منذ أكثر من 20 سنة، ولو سمح لي بالخروج لجئت الى زيارتك"... فقلت لسماحة السيد صادق الشيرازي "انا غدا أزوره".
وبالفعل ذهبت لزيارة سماحة السيد، وكانت زيارتي له في الثاني من شعبان، في سنة وفاته، وحينما زرته في بيته، كانت جلسة ولقاء طويل جمعني به، وبعدها كان الوداع والفراق.
وفاة الامام الشيرازي
جاءني أحد طلبتي ممن يدرس الدكتوراه وأبلغني بانه سمع نبأ حزين بثته اذاعه لندن قبل قليل، فقلت ما هو هذا الخبر؟
فقال ان الإذاعة قد نقلت ان السيد محمد الشيرازي وافته المنية.
كان الخبر كالصاعقة وأسقط ما في يدي واذكر أنى سمعت هذا الخبر في 2 شوال، أي ثاني أيام العيد.
في تلك الاثناء بقيت مترددا، هل الخبر صحيح ام مجرد إشاعة، فخرجت مبكرا الى السيد السيستاني، فكان في استقبالي ولده العلامة السيد محمد رضا السيستاني، وعندما أبلغته الخبر أكد لي صحته، وانه سمعه من الإذاعة الرسمية وباللغة الفارسية.
حينها دخلت على السيد السيستاني (دام الله عزه) وعظمت اجوره، وقد وجدته في غاية التأثر لخبر رحيل السيد الشيرازي، وكان يعلم مدى علاقتي بالسيد الشيرازي.
وقد الفت كتابي "قادة الفكر الديني والسياسي في النجف الأشرف" ذكرت فيه السيد الشيرازي واهميته العملية.
نبذة عن السيرة الذاتية للدكتور العلامة محمد حسين الصغير
- ولد في النجف الأشرف 1940 م.
- التحق بالحوزة العلمية في النجف عام 1952 م.
- أكمل دراسته العلمية بالبحث الخارج العالي للإمام الخوئي عام 1975 م.
- أكمل دراسته العليا في جامعة بغداد وجامعة القاهرة وجامعة درهام البريطانية.
- حصل على جائزة الرئيس عبد الناصر للدراسات العليا في جامعة القاهرة عام 1969 م.
- حصل على الدكتوراة في الآداب بدرجة الامتياز ومرتبة الشرف الأولى عام 1979 م.
- حصل على درجة الأستاذية (البروفيسور) عام 1988 م.
- مؤسس الدراسات العليا في جامعة الكوفة عام 1988 م.
- حصل على مرتبة (الأستاذ الأول) في جامعة الكوفة عام 1993 م.
- حصل على مرتبة (الأستاذ الأول المتمرس) عام 2001 م، وهي أرقى درجة تمنحها الجامعات الرصينة في العالم.
- رشح لعدة جوائز عالمية.
- أشرف وناقش أكثر من 257 رسالة ماجستير ودكتوراه في الدراسات القرآنية والأصولية والحديثية والبلاغية والنقدية.
- أصدر أكثر من ستين بحثاً علمياً وثلاثين مؤلفاً، منها:
انفجار الحقيقة.
إنسانية الدعوة الإسلامية.
قادة الفكر الديني والسياسي في النجف.
تاريخ القرآن.
تطوّر البحث الدلالي.
نظرية النقد العربي.
نظرات معاصرة في القرآن الكريم.
اضف تعليق