"بالنهاية المبدعون هم من يحددوا ملامح المنطقة الجغرافية، ليصبح المكان وطنا بتاريخ" كلمات اطلقتها الشاعرة ميمي أوديشو خلال محاورتي معها:
_من هي ميمي الشاعرة والانسانة؟
* ميمي الانسانة قروية تحاول حراسة التراث لا الموروث، بالحفاظ على مشرقيتها رغم الاغتراب واحتضان الضياء من ماضينا في ظلمات اليوم رغم ادعاءات النور، اما الشاعرة فهي المتمردة على ما هو مُقحم في خاصرة مبادئنا .. رحالة لعوالم الدهشة عائدة بحقيبة أسرار أبوح بها بقلم.
_نبذة عن نتاجاتك الادبية.
*نتاجاتي الأدبية.. مجموعتي الشعرية الأولى صلاة في مبغى اسمه العالم وكان له صداه العمل المشترك بين المبدع فاروق الجمل المصور وانا في تقديم بابل بشكل غير مسبق والقادم قيد التنقيح من مجموعة شعرية ثانية وشيء آخر أفصح عنه لاحقا، لكن الذي لاقى الصدى أكثر هو مقاطع فيديو مباشر من منبري بخصوص قضايا مهمة أوصلت هدف التآخي والتنوير بسرعة أكبر.
_تكتبين الاجناس المختلفة هل هذه علامة ايجابية ام سلبية؟ كيف تولد لكِ تلك الاجناس المختلفة؟
*الإبداع كالماء في الاواني المستطرقة قد يختلف الشكل لكن الفحوى يبقى الاساس في إرواء ظمأ القارئ بصورة شعرية جديدة او اختطاف الانتباه بكناية...اما وكيف ولدت عندي اختلاف الاجناس فهذا يجب ان نوجهه لي (لكن) حين اكون مسافرة لعوالم الدهشة حيث اعود بحروف الوان، تفرض علي اللوحة التي ادهشتني اسلوب رسمها بالكلمات.
- (صلاة في مبغى اسمه عالمي) عنوان جريئ كيف استقبله القارئ والناقد.
*عنواني صلاة في مبغى اسمه العالم عنوان اشبه بمرآة لواقع انثى ترى العالم كما اراد المشرق لها ان تراه ليس الا اما استقبال الناقد او القارئ فهذا انتظر إجابته منهم لا مني.
- برأيك الغربة تمنح الحالم فرصة في تطوير ذاته؟
* الاغتراب نعمة تجعلنا نرى الامور من خارجها بعدما كنا نراها من الداخل بالتالي نصبح أكثر قدرة على رؤية المشهد لنعطي لإدراكنا افقا أوسع في اتخاذ القرارات وإطلاق أحكام السلوك تجاه اي مسألة او مشكلة.
_ميمي زارت العراق كيف رأت المشهد الثقافي هناك؟
*المشهد الثقافي للعراق يشبه نظيره في سوريا ومصر متخبط... يبحث عن هويته بين التعلق بالماضي والتمسك بعربة الحاضر يمنعه في ذلك حتى الآن جدار الموروث القادر على قطع علاقاتنا بالزمن بالتالي أصبح التأخر والتقدم خيوط عجوز تغزل و قطتها تعبث بكرات تلك الخيوط ... باختصار أكثر بات الإحتفاء الظاهر بالمثقف انكسار لا انتصار.
_ما لذي لايعجبكِ في الحقل الثقافي العراقي؟
*ما يعجبني هو استمرار الابداع و استمرار الكتابة و هذا وسام في ظلي رغم كل الصعوبات التي تواجهها من تدخل سياسي و تحكم مادي لاتزال وجع حاضرنا و بين ماضينا وما بين حماية تراثنا و استفحال موروثنا، لكن ما لا يعجبني هو وسيلة الاعلام التي تقدم الابداع، فالاعلام بالنهاية هو من يصنع هوية قرار الشعب و يتحكم بمزاجه و ما اراه هو تسطيح للفكر و تخريب للذوق العام رغم كل الابداع المظلوم الذي فيه.
_الساحة الثقافية في الوطن العربي كيف ترينها. وهل هي قابله على استيعاب كل التجارب الشعرية والادبية؟
*الساحة الثقافية كونٌ يحتوي كل أنواع الكواكب والنجوم والشهب والتدهور الذي نعيشه وهو أيضا فوز في جولة من الصراع الثقافي بين حاضنة لأقلام تكاد تكون منارات وتُخرج بين فترة وأخرى قناديل فكر لكن وبسبب ما ذكرته مسبقا لم يعد هناك أسماء محددة معينة.
ففترة الاسماء الكبيرة غابت، ربما لأن فترة الاسماء الكبيرة كانت قضيتنا فلسطين وحسب
والآن بات الفكر مشتتا كل يغني على قضاياه.
_يقال ان الابداع الذكوري متغلب على الابداع الانثوي؟
*الابداع لا جنس محدد له وليس بالكم يتفوق الذكر وهذا تبعا للتهميش الذي عانته و تعانيه الانثى، و مكن لانثى ان تسرق الضياء من التاريخ الذكوري كله، كما ولا نتناسى ان موضوع الذكور الذي يتباهون بتفوقهم هو عن الانثى بالتالي لسنا بعيدات عن هذا النتاج و لا يمكن فصلنا
ثم هل حين ندخل مكتبة نرى رفوفا للادب الانثوي او الذكوري؟، بالتأكيد لا يمكن التفريق في بحر الابداع بين موجة ذكورية وموجة انثوية.
_كلمة أخيرة
*المثقف مسؤول أمام فشل الدولة وليس العكس، فعلى عاتقه تقع مهمة التنوير، لكن الإعلام ما يحدد تأثيره في التغيير، فالكاتب بكل مجالاته صحافة شعر نثر مسرح سينما دراما اغنية مناهج دراسية والمخرج والممثل والمعد والمذيع هم المسؤولون عن التوعية و التنوير وهم الأكثر تحكما بالمزاج العام و الاعلام و اسلوب تقديم الضياء هو السور الفاصل بين ما نريده و ما نعيشه، فالشعب الآن ليس نتاج ما يقرأه بقدر ما هو نتاج ما يسوّق له ليؤثر به.
وهنا تأتي مهمتنا كجزء من المسؤولية بحماية التراث بكل رقيه لا الموروث كي لا نصبح مقلدين بلا ملامح لملامح لا تشبه مشرقنا الحبيب فالتراث هويتنا وبالموروث ضاعت او تشوهت تلك الهوية.
اضف تعليق