شبكة النبأ: تعد جوائز نوبل من اشهر الجوائز العالمية التي تمنح كل عام لمن يقوم بالأبحاث البارزة، أو لمن يستطيع ان يبتكر تقنيات جديدة أو من يقوم بخدمات اجتماعية نبيلة. تتضمّن جائزة نوبل مبلغ 10 ملايين كرونر سويدي، أي أكثر من مليون دولار أمريكي بقليل. تقدم في الفيزياء والكيمياء وعلم دراسة الأعضاء أو الطب والآداب والسلام، وفي عام 1968، قام البنك السويدي باستحداث جائزة نوبل للعلوم الاقتصادية إلا ان عائلة نوبل لم تعترف بالجائزة المستحدثة حيث ان ألفريد نوبل لم يذكرها من ضمن المجالات التي تُمنح لها جائزة نوبل.
ومنذ ذلك العام، تقرر ان لا تُستحدث مجالات جديدة على جائزة نوبل والمجالات التي أقرّها الفرد نوبل وقد أُقيم أوّل احتفال لتقديم جائزة نوبل في الآداب، الفيزياء، الكيمياء، والطب في الأكاديمية الملكية الموسيقية في مدينة ستوكهولم السويدية عام 1901. وابتداءً من عام 1902، قام الملك بنفسه بتسليم جائزة نوبل للأشخاص الحائزين عليها. تردّد الملك "أوسكار" الثاني، ملك السويد في بداية الأمر في تسليم جائزة وطنية لغير السويديين، ولكنه تقبّل الوضع فيما بعد لإدراكه لكمية الدعاية العالمية التي ستجنيها السويد. وتُعلن أسماء الفائزين في شهر أكتوبر من العام نفسه من قِبل اللجان المختلفة والمعنية في تحديد الفائزين لجائزة نوبل.
وبحسب بعض المراقبين فأن جوائز نوبل وعلى الرغم من أهميتها الكبيرة في دعم وتكريم العلماء وغيرهم، لكنها قد لا تخلوا من بعض الانتقادات والتشكيك في اختيار بعض الأسماء حيث ان البعض يعتقد ان هذه الجائزة ربما تمنح في بعض الأحيان إلى من لا يستحقها وذلك بسبب دوافع ايدولوجية أو براغماتية سياسية أو تجارة اعلامية على حساب المعايير المهنية و الاستحقاق الانساني، مؤكدين بذلك على ما يحدث لجائزة نوبل للسلام والاقتصاد التي منحت لبعض الشخصيات والقادة وهو ما ولد بعض الشكوك في مصداقية عمل لجان التحكيم.
وعدد جوائز نوبل منذ بدايتها عام 1901 وحتى العام الماضي 2013 بلغ 561 جائزة. وفازت 25 منظمة بجائزة نوبل للسلام منذ عام 1901 كما فازت اللجنة الدولية للصليب الأحمر بالجائزة ثلاث مرات، وحصلت عليها المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة مرتين. ورفض تسلم الجائزة اثنان، رغم فوزهما بها، وهما: الفرنسي جان بول سارتر الذي فاز بجائزة الأدب عام 1964، والفيتنامي لو دوك ثو الذي فاز بالجائزة عام 1973 مناصفة مع الأمريكي هنري كيسنجر وفازت 44 امرأة بجائزة نوبل وكانت ماري كوري المرأة الوحيدة التي تحصل على جائزتين في الفيزياء في عام 1903 والكيمياء في عام 1911.
وللحصول على جائزة نوبل لابد من الترشيح أولا، ولا يتم الترشيح إلا لأشخاص على قيد الحياة. وحق الترشيح يكون للأشخاص الحاصلين على الجائزة من قبل، كما يكون الحق في الترشيح في مجالات الفيزياء والكيمياء والطب والاقتصاد لأعضاء لجنة نوبل الخاصة بكل مجال ولأكاديمية العلوم ولأساتذة أي من هذه المجالات في جامعات اسكندنافية معينة وكذلك بعض الأشخاص المختارة من أعضاء هيئة التدريس في بعض الجامعات الأخرى.
وبالنسبة لجائزة نوبل في الآداب فيمكن تقديم اقتراحات الترشيح من قبل أساتذة الآداب والبحث اللغوي وأعضاء الأكاديمية السويدية والهيئات المشابهة ورئيس رابطة الكُتاب الممثلة. أما اقتراحات الترشيح لجائزة نوبل للسلام فيمكن أن تأتي من أي عضو من أعضاء الحكومات أو إحدى المحاكم الدولية كذلك من أساتذة الجامعة في مجالات العلوم الاجتماعية والتاريخ والفلسفة والحقوق والعلوم الدينية ورؤساء معاهد البحث المتخصصة في مجال السلام أو غيرها من المؤسسات الشبيهة.
نوبل للسلام
وفي هذا الشأن فقد فازت المراهقة الباكستانية ملالة يوسف زاي التي أصيبت برصاصة في الرأس في هجوم نفذته عناصر بحركة طالبان قبل عامين بسبب مطالبتها بحق الفتيات في التعليم وكايلاش ساتيارثي الهندي المطالب بحقوق الأطفال بجائزة نوبل للسلام لعام 2014. وبذلك تصبح يوسف زاي (17 عاما) أصغر فائز بجائزة نوبل متقدمة بذلك على العالم البريطاني الأسترالي المولد لورانس براج الذي كان في الخامسة والعشرين عندما اقتسم جائزة نوبل في الفيزياء مع والده عام 1915.
وقالت لجنة نوبل النرويجية إن الاختيار وقع على يوسف زاي وساتيارثي لكفاحهما للقضاء على قمع الأطفال والصغار وجهودهما من أجل حق كل الأطفال في التعليم. وذكر رئيس اللجنة توربيورن ياجلاند "لجنة نوبل تعتبرها نقطة مهمة أن يشترك هندوسي ومسلمة..هندي وباكستانية في كفاح مشترك من أجل التعليم ومحاربة التطرف." وأضاف "تشير الحسابات إلى أن هناك 168 مليون طفل يعملون في كافة أنحاء العالم حاليا...في 2000 كان الرقم أعلى بمقدار 78 مليونا.. أصبح العالم أقرب إلى هدف القضاء على عمالة الأطفال."
وكان ساتيارثي قد قاد أشكالا مختلفة من الاحتجاج السلمي على استغلال الأطفال لتحقيق مكاسب مالية. وتعرضت يوسف زاي لهجوم عام 2012 وهي تستقل حافلة مدرسية في وادي سوات في شمال غرب باكستان على يد مسلحين ملثمين عقابا لها على مدونة بدأت في كتابتها للخدمة الأوردو بهيئة الإذاعة البريطانية للتصدي لمساعي طالبان لحرمان المرأة من التعليم.
وبعد شفائها من إصابتها لم تتمكن من العودة إلى باكستان لتستقر في بريطانيا وتؤسس صندوق ملالة وتقدم العون للجماعات المحلية المنادية بالحق في التعليم خاصة في باكستان ونيجيريا والأردن وسوريا وكينيا. وستقدم الجائزة التي تبلغ قيمتها حوالي 1.1 مليون دولار في أوسلو في العاشر من ديسمبر كانون الأول الذي يوافق ذكرى وفاة السويدي ألفريد نوبل مخترع الديناميت الذي أوصى بمنح الجائزة في وصية كتبت عام 1895.
من جانب اخر هنأ الرئيس الامريكي باراك أوباما الفتاة الباكستانية ملالة يوسف زاي والناشط الهندي كايلاش ساتيارثي المناهض للاتجار في الاطفال لفوزهما بجائزة نوبل للسلام ووصف اختيارهما بأنه انتصار لاولئك الذين يدعمون الكرامة الانسانية. وقال أوباما -الذي فاز أيضا بنوبل للسلام- في بيان "اعلان اليوم هو انتصار لكرامة كل انسان." بحسب رويترز.
واضاف أوباما ان اختيار لجنة نوبل لملالة وكايلاش "يذكرنا بأهمية ما قاما به من أعمال لحماية الحقوق والحريات لكل افراد شبابنا وضمان ان تتاح لهم الفرصة لتحقيق امكاناتهم التي وهبها الله لهم بغض النظر عن خلفيتهم أو جنسهم أو وضعهم في الحياة." وأضاف أوباما "ملالة وكايلاش واجها تهديدات وترهيبا وخاطرا بحياتهما لانقاذ آخرين وبناء عالم أفضل للاجيال القادمة."
نوبل في الآداب
من جانب اخر قالت الأكاديمية السويدية إن الكاتب الفرنسي باتريك موديانو فاز بجائزة نوبل في الآداب للعام 2014 عن الأعمال التي جعلته "مارسيل بروست هذا العصر". وتركزت أعمال موديانو- غير الشهير نسبيا خارج فرنسا- على الذاكرة والنسيان والهوية والذنب وغالبا ما تدور أحداثها خلال الاحتلال النازي لباريس في الحرب العالمية الثانية. وكتب موديانو روايات وكتب أطفال وسيناريوهات أفلام.
وقال الأمين العام الدائم للأكاديمية السويدية بيتر انجلند للصحفيين "يمكننا القول إنه مارسيل بروست عصرنا." وقالت الأكاديمية إنها منحت موديانو الجائزة "لفن الذاكرة الذي استحضر من خلاله مصائر إنسانية هي الأصعب فهما. وأزاح الستار عن العالم الشخصي للمرء أثناء الاحتلال." وتبلغ قيمة جائزة نوبل ثمانية ملايين كرونة سويدية (1.1 مليون دولار).
ولم يترجم الى الانجليزية إلا القليل من أعماله ولكن أعماله الأربعين تقريبا تشتمل على عملين شهيرين هما "المفقود" و "شهر العسل". وكان أحدث كتبه هو رواية "حتى لا تضل الطريق في الحي." وترجمت له إلى العربية روايات منها (الأفق) و(عشب الليالي) في الجزائر و(شارع الحوانيت المعتمة) التي صدرت في سلسلة روايات الهلال بالقاهرة. وقال مسؤول بدار الهلال إن الرواية الأخيرة سيعاد نشرها.
وقال موديانو ردا على منحه الجائزة إنه يشعر وكأنه كان يكتب نسخا من نفس الكتاب منذ 45 عاما وإنه حريص على أن يفهم لماذا اختير لنيل الجائزة. وقال موديانو في مؤتمر صحفي "ما أود معرفته هو الأسباب التي جعلتهم يختاروني.. لا يستطيع المرء أبدا أن يكون قارئا لكتابات نفسه. بل إن لدي انطباعا أنني أكتب الكتاب نفسه منذ 45 عاما." وقال موديانو الذي كتب الكثير من رواياته عن فرنسا في ظل الاحتلال النازي خلال الحرب العالمية الثانية إنه سيهدي الجائزة لحفيده السويدي.
وقال رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس "إنه من دون أدنى شك أحد أعظم المؤلفين في السنوات الأخيرة وأوائل القرن الواحد والعشرين. هذه الجائزة استحقها عن جدارة كاتب يتحلى بالحصافة مثل أعماله الرائعة."ولد موديانو (69 عاما) في ضاحية بولون بيلانكورت في باريس في يوليو تموز عام 1945 بعد عدة أشهر على النهاية الرسمية للاحتلال النازي للبلاد في أواخر عام 1944.
وقال الدكتور ألان موريس كبير المحاضرين بالفرنسية في جامعة ستراتكلايد "الغموض أحد سمات أعماله." وأضاف قوله "إنك تجد محاولة للتجربة وبعث نوع من القصة من الماضي لكن يتبين حتما أنها مستحيلة." وسبق لموديانو أن فاز بجائزة جونكور وهي أرفع جائزة أدبية في فرنسا عام 1978 عن أعماله. وقال إنجلند "من الأشياء الفريدة فيه هي قطعا أسلوبه الذي يتسم بالدقة الشديدة والاقتصاد في الكلمات. وهو يكتب جملا قصيرة ومتأنقة للغاية. ويرجع بوجه عام إلى الموضوعات نفسها مرة بعد مرة لأن هذه الموضوعات لا يمكن أن تبلى."
وذاع صيت موديانو في فرنسا في أواخر السبعينات من القرن الماضي لكنه لم يظهر قط مستريحا أمام الكاميرا وسرعان ما انزوى بعيدا عن وهج الشهرة. وقال جو ليندل ناشره الألماني في دار هانسر للنشر "إنه كان مؤلفا ظل على القائمة وقتا طويلا." وأضاف قوله "كنا ننتظر معه وها هو الآن قد فاز بالجائزة. نشعر بسعادة غامرة." بحسب رويترز.
وذهب أكبر عدد من جوائز الأدب إلى مؤلفين كتبوا أولا بالانجليزية تلاهم الفرنسية والألمانية. وموديانو هو الفائز الحادي عشر من فرنسا بجائزة نوبل في الآداب. وكانت الجائزة السابقة ذهبت إلى جان ماري جوستاف لو كليزيو في عام 2008. وجائزة نوبل في الآداب هي رابع جوائز نوبل التي يتم منحها كل عام وقد منحت أول مرة عام 1901 وفقا لوصية مخترع الديناميت ألفريد نوبل.
الكيمياء والفيزياء
الى جانب ذلك منحت جائزة نوبل للكيمياء للعام 2014 الى الاميركيين اريك بيتزيغ ووليام مورنر والالماني شتيفان هيل الذين حسنوا المجهر. وكوفئ الباحثون الثلاثة "لتطويرهم المجهر الفوسفوري بوضوحية عالية" على ما اوضحت لجنة نوبل. وتسمح اعمالهم للعلماء "برؤية داخل جدران الجزيئيات الفردية ضمن الخلايا الحية". وكان لفترة طويلة من غير الممكن دراسة الخلايا الحية بادق التفاصيل. وقد وضع الفائزون طريقتين للسماح بذلك.
وفشتيفان هيل (51 عاما) اكتشف علم الاستجهار الذي يعرف "ستيمولايتد اميشن ديبليشن" (ستيد) فيما استحدث اريك بيتزيغ (54 عاما) ووليام مورنر (61 عاما) الاستجهار الاحادي الجزيئية (سينغل موليكويل ميكروسكوبي). وهذه الاختراعات مفيدة في فهم امراض مثل باركنسون والزهايمر وهانتينغتون.
على صعيد متصل منحت جائزة نوبل للفيزياء للعام 2014 الى اليابانيين ايسامو اكاساكي وهيروشي امانو والاميركي من اصل ياباني شوجي ناكامورا وهم مخترعو الصمام الثنائي الباعث للضوء او ما يعرف بتقنية "ليد" للانارة التي تسمح باقتصاد الطاقة. وكوفئ الباحثون الثلاثة "لاختراعهم مصدر ضوء جديدا فعالا على صعيد استهلاك الطاقة ومراعيا للبيئة" على ما قالت لجنة نوبل في بيانها. ومن خلال اختراعهم لمصابيح "ليد"، "نجحوا حيث فشل الجميع" على ما شددت لجنة نوبل التي اعتبرت ان الاكتشاف "احدث ثورة". بحسب رويترز.
واجرى اكاساكي (85 عاما) ابحاثه مع امانو المولود في العام 1960 في جامعة ناغويا اليابانية في حين ان ناكامورا المولود في اليابان العام 1954 والباحث الان في جامعة كاليفورنيا في سانتا باربارا (الولايات المتحدة)، كان يعمل على الموضوع نفسه في شركة يابانية صغيرة.
نوبل للطب
من جهة اخرى فاز الباحث البريطاني-الاميركي جون اوكيف والزوجان النروجيان ماي بريت موزر وادفارد اي موزر بجائزة نوبل للطب للعام 2014 لاكتشافهم نظاما في الدماغ هو بمثابة جهاز تموضع داخلي. وقالت لجنة نوبل في حيثيات قرارها "الفائزون هذه السنة اكتشفوا نظام تموضع هو بمثابة جي بي اس داخلي في الدماغ يسمح بتوجيه انفسنا في المكان".
وتابعت تقول "اكتشافات جون اوكيف وماي-بريت موزر وادفارد موزر حلت مشكلة شغلت فلاسفة وعلماء على مدى قرون (..) وهي : كيف يضع الدماغ خارطة للمكان المحيط بنا وكيف يمكننا ان نجد طريقنا في محيط معقد؟" وفي العام 1971 اكتشف اوكيف اول عنصر في هذا النظام عندما رصد لدى جرذ خلية عصبية في منطقة من الدماغ تدعى الحصين كانت تنشط عندما يتواجد الحيوان في مكان معين من المختبر. وادى ذلك الى رسم خارطة للغرفة في دماغ الجرذ.
وبعد ثلاثة عقود على هذا الامر، اكتشف الزوجان ماي-بريت وادفارد موزر في العام 2005 ، عنصرا اساسيا اخر في نظام تموضع الدماغ. فقد رصدا نوعا من الخلايا العصبية التي تسمح بقيام نظام منسق وبتموضع دقيق. دقيقين. ولهذه الاعمال اثر كبير محتمل على طب الاعصاب ولا سيما على صعيد مرض الزهايمر حيث تتعرض داوئر الدماغ للضرر في مراحل مبكرة من المرض. بحسب فرانس برس.
وقالت لجنة نوبل "الاطلاع على نظام التموضع في الدماغ قد يساعد في فهم الالية التي تتحكم بفقدان الذاكرة المكانية الذي يصيب الاشخاص الذين يعانون من هذا المرض". وسيتقاسم الفائزون المكافأة المالية البالغ قدرها ثمانية ملايين كرونة سويدية (1,1 مليون دولار). وسيذهب النصف الى اوكيف والنصف الثاني الى الزوجين موزر. وفاز بالجائزة العام الماضي الاميركيون جيمس روثمان وراندي شيكمان وتوماس سودوف عن اعمالهم حول طريقة تنظيم الخلايا لنظام النقل فيها.
يجب أن تظل حكراً
على صعيد متصل قال رئيس الأكاديمية الملكية السويدية للعلوم المسؤولة عن ترشيحات جائزة نوبل إنه لا يجب تغيير نظام اختيار الفائزين بالجائزة العالمية رغم الضغوط نحو إجراء إصلاح على ذلك النظام. وقال سير بول نيرس إنه لابد من الاستمرار في منح الجائزة لأفراد يجري انتقاؤهم، وليس لفرق أو منظمات.
وتتزامن هذه التصريحات مع ما تردد عن استحقاق المنظمة الأوروبية للأبحاث النووية "سيرن" لجائزة نوبل في الفيزياء لهذا العام. وكان آلاف الباحثين في مجال "مصادم الهدرونات الكبير"، وهي تقنية فيزيائية لتسريع حركة الجسيمات، قد شاركوا في اكتشاف جسيم هيغز عام 2012. وقال سير نيرس"عادة ما تشترك فرق كبيرة في الأبحاث، لكن تكريم الأفراد له تأثير مختلف. وأخشى أن يقلل تكريم الفرق والمجموعات من ذلك التأثير."
وكان العالمان البريطاني، بيتر هيغز، والبلجيكي، فرانسوا إنغلرت، قد تسلما جائزتيهما في الفيزياء من ملك السويد في احتفالية كبرى لكن أربعة علماء آخرين كانوا قد شاركوا بشكل كبير في التوصل لنظرية تثبت أن جسيمات البناء الأولية للكون لها كتلة، وعرفت النظرية باسم آلية هيغز. ففي إبريل/نيسان 2013 قال كارل هاغين، أحد هؤلاء العلماء، إنه وعند إعلان الاكتشاف في مختبر سيرن، عومل هيغز وكأنه "نجم لامع بينما لم يُكرم أحد أيا منا".
وقبل إعلان أسماء الفائزين بجائزة نوبل، علق هاغين قائلا إنه لا يهتم إن لم يفز بالجائزة. لكنه أضاف: "إلا أن منحها لجزء من الفريق سيطمس مشاركتنا الهامة نحو هذا الاكتشاف." ويرى البعض أنه ينبغي تغيير قواعد منح جوائز نوبل، رغم أن ثوابت مؤسسة نوبل تنص على عدم منح الجائزة لأكثر من ثلاثة أفراد. ولم يتم منح أي جائزة علمية لإحدى المنظمات، فيما يرى البعض أنه يجب إعادة النظر في ذلك أيضاً، حيث ساهم آلاف العلماء من وحدة مصادم الهدرون الكبير بمختبر سيرن في اكتشاف جسيم هيغز، وهو ما مهد الطريق لمنح بيتر هيغز وفرانسوا إنغلرت جائزة نوبل في الفيزياء. ويرى آش جوغاليكار، مدون العلوم الأمريكي، أنه كان يجب على لجنة نوبل تكريم مختبر سيرن.
وقال جوغاليكار "أعتقد أنه آن لمؤسسة نوبل أن تحدث تغييرا في نظامها. فعندما أسس ألفريد نوبل للجائزة منذ 113 عام، كان البحث العلمي يتم بطريقة مختلفة. حيث كان فردياً، بتكلفة صغيرة جداً ويلقى دعما دوليا ضئيلا." وتابع قائلا: "إلا أن الوضع تغير تماماً. فكل الأبحاث الكبيرة والهامة تجرى بمجهود جماعي ومن خلال فرق متخصصة في شتى الفروع."
ويتفق سير نيرس، وهو أحد الحاصلين على هذه الجائزة، مع وجهة نظر جوغاليكار. إلا أنه قال "عندما يقف شخص على المنصة ويصافح ملك السويد وسط الأضواء والكاميرات، سيكون من الصعب حينها تكريم مختبر سيرن، وستذهب الشهرة للأفراد المتواجدين حتى وإن كان الفريق به 20 شخص." بحسب بي بي سي.
لكن البروفيسور سير جون والكر، الحاصل على جائزة نوبل عام 1997، يرى أن الإبداع الفردي هو ما يلهم الآخرين ويدفعهم للاكتشافات العلمية. وأضاف والكر قائلا: "كنت محاطاً بالحاصلين على نوبل في كامبريدج. أحدهم، وهو فريدريك سانغر، كان له أثر كبير في عملي. ناقشت معه أفكاري وشجعني على تنفيذها، وهو ما أدى إلى تغيير حياتي على مدار 35 عاماً من ذلك اللقاء." ويُذكر أن جامعة كيمبريدج تضم أكبر تجمع للحاصلين على نوبل في بريطانيا، حيث إن هناك أكثر من 50 فائزاً من الجامعة بالجائزة في فروع العلوم الثلاثة التي تضمها لذا، فإن الكثير من الشركات العاملة في التكنولوجيا تعمل على تأسيس مقراتها هناك.
اضف تعليق