في السابق كانت الحياة تتميز بالبساطة، لذا فإن الأسر كانت تفرح بالضيف ولا تشعر بالمفاجأة من قدومه بل على العكس كانوا يرحبون به ويكرمونه منذ دخوله حتى خروجه من الدار، أما الآن أصبح الناس أكثر انشغالًا والحياة أكثر تعقيدًا بسبب صغر مساحة البيوت والوضع الاقتصادي المتردي لبعض الأسر...
الحياة لم تعد كما كانت في السابق، فالجميع أصبحوا منشغلين بما يؤمن متطلبات حياتهم، المرأة تعمل خارج المنزل وداخله لمساعدة أسرتها، والرجل تعقد عليه الحياة وأُجبر على الركض في أيامها بغية اللحاق بركب العيش الكريم، وهكذا تمضي الأيام على دوامة العمل المرهق، وحين يكون الإنسان مرهقًا فإنه يحتاج إلى فرصة للراحة سواء في الليل أو في عطلة نهاية الأسبوع.
لكن يفاجأ البعض بجرس الباب يدق، في الليل مثلًا أو عند صباح يوم العطلة، نعم زيارة مفاجئة لأحدهم دون علم لصاحب المنزل ولا إشعار له، وهذا ما يجعل أصحاب البيت في جو ممزوج بين الحيرة والتذمر والاستياء في أغلب الحالات، فما هي الآثار التي تترتب على الزيارات المفاجئة؟ وما هو اللازم عمله قبل الزيارات لتفادي هذه النتائج؟
هل الزيارة بدون موعد أمر مقبول؟
أخذ الإذن بالزيارة هو أمر ضروري جدًا، حيث يساعد أهل المنزل في الاستعدادات لاستقبال الزوار من حيث الملابس وتنظيم المنزل وتجهيز واجب الضيافة. أما الزيارة بدون استئذان هو أمر مرفوض وغير مقبول إلا إذا كان الأمر ضروريًا وعاجلًا ولا يستطيع الزائر الاستئذان في هذه الحالة يصبح من الطوارئ. وفي حالات كون الضيف من الأهل فلا يتقيد صاحب المنزل منه هنا لا مانع لكن الأفضل الاستئذان.
في هذا الإطار تقول أستاذة علم النفس والتربية بجامعة بغداد الدكتورة ناز بدر خان السندي: "في السابق كانت الحياة تتميز بالبساطة، لذا فإن الأسر كانت تفرح بالضيف ولا تشعر بالمفاجأة من قدومه بل على العكس كانوا يرحبون به ويكرمونه منذ دخوله حتى خروجه من الدار، أما الآن أصبح الناس أكثر انشغالًا والحياة أكثر تعقيدًا بسبب صغر مساحة البيوت والوضع الاقتصادي المتردي لبعض الأسر، هذا كله أسهم في تغيير مفهوم تلك العادات، فأصبح من الواجب على الضيف أن يحدد موعدًا للزيارة".
لماذا تعد الزيارات المفاجئة مرفوضة؟
سوء الزيارات المفاجئة يكمن في أن الكثير من الأسر تخطط وتُنظّم جدولًا لأوقات فراغها، تارة للخروج إلى الأماكن العامة طلبًا للراحة والاستجمام، وتارة أخرى للذهاب لقضاء حاجة معينة أو زيارة الأهل أو زيارة طبيب أو الذهاب للتبضع أو تخصيص وقت لتعليم الأبناء وإنجاز مهامهم المدرسية وغيرها مما يحتاج الإنسان القيام به، فيأتي أحدهم فجأة في خضم هذه الفوضى ويطرق الباب دون الاتصال مسبقًا للقيام بزيارة مفاجئة تلخبط كل ما خطط له.
كما من تداعيات الزيارات المفاجئة التي تدعو إلى رفضها هي وضع المستضيف في موضع الحرج لكون قد يكون غير مستعد لاستقبال الضيوف من حيث توفير مستلزمات استقبال الضيوف من الضيافة وحتى معدات البيت الأخرى، وقد يكون المنزل في حالة ترميم أو أن مرافقه غير جاهزة وهو ما يحرج المستضيف والضيف أحيانًا، لذا وجب الاستئذان قبل الزيارة لتلافي كل هذا الحرج.
ماذا يجب أن حدثت زيارة مفاجئة؟
رغم كون الأمر محرجًا لكن تقاليدنا العربية ترفض عدم استقبال الضيف حين يأتي بزيارة مفاجئة ويقدم له من يمكن أن يقدم من ترحيب واهتمام ورعاية واحترام وضيافة، ولا يشعره أنه متذمر من زيارته المفاجئة فهذا هو أجمل ما يقدمه الإنسان لأخيه الإنسان وإن لم يكن على استعداد كافٍ له.
ويُفترض فيمن يزور أحدًا من دون موعد أن يتقبل ما يحصل معه فقد لا يفتح له الباب في الأصل سيما إذا كان الأب غير موجود على سبيل المثال، وإذا كانت الضيافة ليست بالمستوى المطلوب ينبغي أن لا ينتقدها وحتى إن لاحظ تذمرًا ولو بسيطًا على أصحاب المنزل عليه أن لا يلومهم لأن سلوكه بالأصل مبني على الخطأ، وهذه هي تبعات الزيارات من دون مواعيد سابقة.
اضف تعليق