ينبغي على الوالدين عدم الانصياع لالحاح ابنائهم وتجاهل صراخه وان كان مزعجاً فصبر على الحاحه لوقت يقي من تشكيل سلوكية غير سوية، كما من الاهمية بمكان ان يحافظ الوالدين على الهدوء والتجمل بالصبر قدر الممكن وهو ما يجعل امكانية القبول قليلة او معدومة...

يقف الابوان على اعتاب الكثير من المشكلات السلوكية التي تتعلق بالاطفال، وهذه المشكلات بمجملها ترهقهم وقد توصلهم الى طرق مسدودة في التعامل مع الابناء، واحدة من اهم هذه المشكلات هي مشكلة الحاح الطفل واحراج وارباك ابويه واتعباهم، وهو ما يجعل الوالدين امام مسؤولية ايجاد الحلول التربوية والطرق الذكية للتعامل معه كي لا يزداد الأمر سوءاً، ويتطور إلى سلوكيات أخرى هم في غنى عنها.

ربما اغلب الاطفال يطلبون حوائجهم بالحاح لاتزاع مايريدونه فلا يهدئ لهم بال الا عند الظفر بالمطلب، فهم لايعرفون تأجيل او تسويف لكن الاهل لهم رأي آخر فهم يرفضون اعطاء الطفل كل مايريد لعلمهم بعواقب الامور، وبين مايريد الابناء ومايرفضه الاباء فجوة كبيرة، فكيف يمكن ردم هذه الفجوة وترويض الطفل اللحوح؟

من الواقع

انا شخصياً اعاني من الحاح ولدي الذي لم يكمل الرابعة بعد، فهو في كل مرة يطلب حاجة معينة يصر على الحصول عليها والا فالبديل الصراخ والبكاء، ولنتعرف ربما نفعه بكاءه في استمالة عواطفنا للحصول على بعض الاشياء فاستغل ذلك وبدأ يطالب باشياء اكثر فادركنا حيلته ومعرفته لما يقوم به انه يوصله الى مايريد، فقررنا ان نغلق آذاننا حين يطلب ما نعتقد ان اعطاءه اياه غير صحيح تربوياً.

المحرج بالموضوع هو ان الطفل يعرف تماماً متى يقوم بهذه السلوكية، اذ يختار الاوقات التي يعتقد ان الاهل لابد لهم ان يلبوا طلبه مثل اوقات وجود الضيوف، او اوقات الخروج في نزهة او سفرة او حين يشعر ان الابوين يريدون منه امر ما، وهذا بحد ذاته ذكاء من قبل الطفل فالواجب التعامل معه بذكاء وحكمة وليس بالقمع والتسلط والضرب كما يفعل بعض الاباء.

في سياق الحديث عن بداية هذه السلوكية تقول استشارية الامراض النفسية للاطفال الدكتورة فيونا حدادة " تظهر هذه المشكلة من عمر عام وذلك عندما يبدأ الطفل في البكاء المتواصل لطلب شيء ما وتضطر الأم لتنفيذه بهدف إسكاته، ولكنه يعتاد على ذلك ويتبع هذا الأسلوب في ما بعد ويكبر معه ويصبح طفلا لحوحا".

وينتظر الاطفال ان يواجه الالحاح هذا باستسلام للطلبات وهذا من أسهل الخيارات، لأنه يعيد جو الهدوء والسلام إلى المنزل، ولكنه يعلمهم أن الإلحاح يأتي بنتيجة، وفي المرة المقبلة عندما يريد الطفل أي شيء سيكرر هذه العملية، فليس صحيحاً ان تعالج سلوكية خاطئة بأخرى خاطئة ايضاً.

كيف نتعامل مع الحاح اطفالنا؟

ينبغي على الوالدين عدم الانصياع لالحاح ابنائهم وتجاهل صراخه وان كان مزعجاً فصبر على الحاحه لوقت يقي من تشكيل سلوكية غير سوية، كما من الاهمية بمكان ان يحافظ الوالدين على الهدوء والتجمل بالصبر قدر الممكن وهو ما يجعل امكانية القبول قليلة او معدومة.

وينفع احتضان الطفل واشعاره بالحب حين يصر على طلب امر ما، وقد ينفع اعطاء بدائل نافعة اكثر مما يطلبه فمن الممكن ان يحيد الطفل عن مطالبه اذا راى خيارات كثيرة، وحين يتم التكلم مع الطفل بلطف وسلوك جيد ومعاملته كأنه فرد ذو مكانة لدى والديه فانه يحاول ارضائهم والكف عن الالحاح.

ومن الاهمية بمكان تشتيت الانتباه عن الإلحاح ومحاولة اشراكة في عمل معين او لفت انتباه لامر لم يكن يعرفه وهذا ما يمكن ان يشغل الطفل ويبعده عن سلوك الالحاح، وبهذه الاساليب والحيل النفسية يمكن للوالدين ان احسنوا تنفيذها ان يغيرون ابنائهم سيما فيما يخص الالحاح المزعج. 

اضف تعليق