ما يجب ان يقوم به الوالدين هو الاعتدال في التربية فلا حرمان يبقي الانسان شابح العين لمن حوله، ولا دلال يجعله يفتقد الى الكثير من القيم الإنسانية ومن أبرزها الصبر والتعاطف مع الاخرين وتقبل الحال كما هو، وبذا وضع الوالدين أسس سليمة للتربية بعيداً عن الشذوذ السلوكي ذو العائد غير المريح...
يحرص الأبوان حرصاً شديداً على توفير كل ما يحتاجه أبنائهم، فقد يصل الحال بهم الى تجاهل احتياجاتهم الشخصية من اجل اشباع حاجات الأبناء المادية والمعنوية، وليس في الامر خطأ الى هذا الحد فمن الطبيعي ان يوفر الابوين متطلبات أبنائهم لئلا تشبح اعينهم صوب حاجيات الاخرين، لكن عندما يتحول الامر الى توفير ما يحتاجه بالفعل وما لا يحتاجه يسمى هذا دلال، والافراط في الدلال له من السلبيات الكثير، فما هي سلبياته؟، وكيف نعدل من هذه السلوكية؟
فطرياً يحتل الأبناء مكانة عظمية في نفوس الوالدين فهم كما ثمار القلوب وعماد الظهور، بهم يرى الإباء أنفسهم ومن هذا النقطة تحديداً يعطون كل ما يريدون لإرضائهم دونما وضع حدود للعطاء عند الكثير من الاباء والمربين المتغافلين لحقيقة ان كل شيء زاد عن حده انقلب إلى ضده، فحتى الدواء كثيره قاتل وهو ما يوجب الاعتدال في كل شيء في هذه الحياة والا فالخسائر جمة.
إشارة
حين ندعوا الى الابتعاد عن تدليل الطفل فأننا لا نعني أبدا أن يعيش الطفل في شظف من العيش وتقتير من الوالدين بل التوسط هو الدواء الناجع لفساد الإسراف والتقتير وانعدام المسؤولية الذي يتربى عليه الأبناء المدللين بلا حدود وهذا الذي يجب ان يفهم وليس أي فهم آخر.
نحن في التربية نحرص على مرحلة الطفولة لكونها الأساس في بناء الانسان للمراحل اللاحقة، وحين يكون الأساس غير رصين فأن الأسرة والمجتمع يجنون غدا ثمار ما يزرعونه اليوم في أبنائهم، إذ يكبر هؤلاء وينتظرون من الجميع أن يكونوا طوع أمرهم، فإن لم يجدوا من يشعر بهم ولا يسمع لطلباتهم أصيبوا بصدمة تدفعهم إلى الانسحاب من المجتمع، وإن وجدوا من يلبيها جزئيا اتكلوا عليه كما تجعلهم يتمردون على الأنظمة الاجتماعية التي تحكم المجتمع.
ما هي المردودات السلبية للأفراط في الدلال؟
الكثير من المردودات السلبية للفراط في دلال الطفل من قبل الوالدين، من أبرزها ما يأتي:
اول ما يعود على الطفل سلبياً هو تربيته على صفة الانانية، تلك الصفة السلبية التي تدفع بصاحبها الى حب الاستئثار والرغبة القاتلة في الظهور، وتجعله يتقاتل مع الآخرين على ما ليس له لأنه يريد أن يظهر وحده في كل مشهد بل قد يسلك طرقاً ملتوية من اجل الظفر بما يريد وان كان يعرف ان ما يقوم به ليس طبيعياً ولا شرعياً.
ومن السلبيات الناتجة من تدليل الطفل بإفراط هي ان الطفل يكون قليل الصبر لا ينتظر حدوث الأشياء في اوقاتها او تأجيل ما يجب تأجيله عند عدم توفر الامكانية المادية لشرائه، لكونه تعود طلباته مجابة باستمرار دون أن يدرك كم المعاناة التي يتكبدها الوالدين وقد تعود على ان تلبى طلباته بأقصى سرعة ويشتد غضبه عندما تتأخر تلبية طلبه وبذا يكون الطفل مشروعاً للسرقة والاجرام من اجل تلبية ما يريده في المستقبل.
كما يجعل الدلال الزائد من الانسان متقلب المزاج لا يفهم له توجه، فهو لطيف ساعة أن يطلب شيئا ما، عنيف ساعة أن تتأخر تلبية طلبه، لا يملك الحكمة التي تجعله يزن الأمور قبل التصرف، والخشية تمكن في ملازمة هذا التقلب طوال عمر الانسان.
ما يجب
ما يجب ان يقوم به الوالدين هو الاعتدال في التربية فلا حرمان يبقي الانسان شابح العين لمن حوله، ولا دلال يجعله يفتقد الى الكثير من القيم الإنسانية ومن أبرزها الصبر والتعاطف مع الاخرين وتقبل الحال كما هو، وبذا وضع الوالدين أسس سليمة للتربية بعيداً عن الشذوذ السلوكي ذو العائد غير المريح.
اضف تعليق