حين يريد الانسان ان يركن الى الراحة والاستقرار ويبتعد عن الملل المتسرب إلى العلاقة الزوجية عليه ان يواجه بعض الأزواج ضغوط الحياة اليومية بالابتعاد المؤقت، وهذا الأمر يساهم في تجديد المشاعر بينهما لعلاج الملل الذي يتسرب إلى حياتهما والقضاء عليه ليحل محله الود والصفاء والانسجام...
الحياة الزوجية بصورة عامة وما يتخللها من تفصيلات منها تربية الأطفال وتلبية احتياجات الطرفين، وإدارة شؤون الحياة المنزلية كلها عوامل ذات تأثير على الحياة الزوجية، فقد يكون التأثر بها بسيطاً يمكن مجاراته والتكيف معه، وقد يكون تأثيرها سلبياً عبر ما تؤديه من حدوث تباعد بينهما إلى درجة الوصول إلى الصمت الزواجي الذي ينتهي بالبرودة العاطفية بعد مرور فترة طويلة على الزواج.
وسط هذه الرتابة والانشغال والملل والتشبع تبرز بعض المستجدات على المستوى الوظيفي على سبيل المثال، اذ يضطر أحد الزوجين لان يعمل في مكان بعيداً نسبياً عن مكان اقامته، كما يحصل للعالمين في القوات الأمنية والعاملين في الشركات النفطية وامثالهم الكثيرين، فهل يعيد التباعد بين الأزواج تأجيج العاطفة والحب بين الأزواج؟
من الواقع
لدي صديق اجبرته الحياة على يكون مصدر رزقه بعيداً عن سكنه مما يضطره الى المكوث هناك لأيام، ذات مرة سألته عن انعكاس الامر على حياته الزوجية فأجئني بانه مرتاح على هذه الشاكلة، ظننت ان يمازحني فضحكت اعادة القول بأنه مرتاح جداً وعلل ذلك بكون بعد الزوج عن زوجته سيمنحهما فرصة للاشتياق أكثر مما لو كانا قريبان من بعضهما على الدوام، فبعده عنها يجعلها حريصة على عدم ازعاجه او مشاكسته او الدخول معه في مشكلات لكونها لا تريد ان تفسد أوقات تواجده معها والعكس هو المنطقي بالتأكيد.
يشير خبراء العلاقات الأسرية الى ضرورة ان يبتعد الشريك عن شريكه فترة مقبولة، وقد تتمثل بالابتعاد ليوم كامل وقد تصل فترة الابتعاد أسبوعاً او اكثر حسب الحاجة لذلك، اذ ان هذا الانفصال المؤقت قد يثير مشاعر الفقدان وقلق الانفصال بين الزوجين، وبالتالي يؤجج مشاعر إيجابية تجاه الشريك، إضافة إلى منح الوقت لهما لمراجعة مشاكلهما والوقوف على أسبابها وإيجاد حلول لها، خاصة إذا كانت الإجازة بعد مشكلة أو شجار حاد، حتى تأتي فائدتها في تهدئة النفوس وتخفيف درجة الغضب.
حين يريد الانسان ان يركن الى الراحة والاستقرار ويبتعد عن الملل المتسرب إلى العلاقة الزوجية عليه ان يواجه بعض الأزواج ضغوط الحياة اليومية بالابتعاد المؤقت، وهذا الأمر يساهم في تجديد المشاعر بينهما لعلاج الملل الذي يتسرب إلى حياتهما والقضاء عليه ليحل محله الود والصفاء والانسجام وهو ما يجعل الحياة الزوجية أكثر هدوء على مستوى الأزواج أنفسهم وعلى مستوى العائلة بصورة عامة ومنها الأطفال الذين ينالهم نصيب من العراك والمشكلات ان حصلت.
ما هي مكتسبات الابتعاد بين الزوجين؟
للابتعاد المعقول بين الأزواج ثمة مكتسبات على علاقتهما وعلى المنزل بصورة عامة من أهمها ما يأتي:
حين يبتعد الطرفين عن بعضهما البعض يستشعران قيمة القرين ويضعون في حسبانهما حجم الخدمات التي يقدمها أحدهما للآخر ومقارنة أنفسهم مع اقرانهم الذين لم تتاح لهم فرصة الارتباط وإنجاب الأطفال وغيرها من التفصيلات التي تتكون بفعل الزواج وتكوين الاسرة، وحينها ينأون بأنفسهم عما يمكن ان يفرط عقد هذه العلاقة ويذهب بحسانتها ويعملان عن ادامة العلاقة وحميتها من التصدع وترميمها قدر المكن.
وحين يكون بين الزوجين بعداً جغرافياً فأن ذلك يولد الشعور بالحرمان وبالتالي يدفع كليهما الى الابتعاد عن الافتراق ولأي سبب كان وهو ما يكشف عمق الحب الذي يجمع بينهما، لكن إذا طالت فترة الغياب بين الطرفين يحدث شرخ في العلاقة التي أكسبها العيش المشترك متانةً وعمقاً وصلابةً حتى لو تم اللجوء إلى تبادل الرسائل والاتصالات الهاتفية التي لا تعوض الاتصال الروحي الفعلي بينهما وهو ما يثير مشاعر الحب والاشتياق وبالتالي الابتعاد عن المشكلات التي تفسد الحياة الزوجية.
في الخلاصة نقول: للابتعاد المؤقت بين الزوجين فوائد جمة كما ذكرنا أعلاه لكن شريطة ان لا يطول هذه الابتعاد فيدب الإحباط وقد يلجئ أحد الطرفين او كلاهما الى المحرمات من السلوكيات وهذا الذي يخشى.
اضف تعليق