مهما وصل الزوجين من مراحل التفاهم والحب والاستقرار العائلي والنفسي تبقى الاختلافات واردة جداً بينهم، وحين تنشأ الخلافات حتماً انها تترجم الى بعض السلوكيات التي تكون غير صائبة تحت تأثير العصبية والتذمر، وواحدة من السلوكيات التي تطفو الى السطح عند عصبية الزوجة هي نكرانها لجميل زوجها...
مهما وصل الزوجين من مراحل التفاهم والحب والاستقرار العائلي والنفسي تبقى الاختلافات واردة جداً بينهم، وحين تنشأ الخلافات حتماً انها تترجم الى بعض السلوكيات التي تكون غير صائبة تحت تأثير العصبية والتذمر، وواحدة من السلوكيات التي تطفو الى السطح عند عصبية الزوجة هي نكرانها لجميل زوجها، وكأنها تشعل النيران في كوم قش فلا تبقي هذه النيران ولاتذر وكأن كوم القش لم يكن له وجود ابداً، فماهي انعكاسات نكران الجميل؟، وكيف يتم التعامل مع هذه المشكلة الزوجية؟
حدوث المشكلات الزوجية ليس معيب بل المعيب هو سوء التعامل معها وعدم فهم طرق حلها حلاً منطقياً يرضي الطرفين وبالتالي يعود على الاسرة الاستقرار للاسرة والتمتع بالهدوء والراحة، ولعل مشكلة نكران الجميل من قبل الزوجة لجهود الزوج وعناءه من اجل توفير مستلزمات العيش الآمن وتحقيق سبل الراحة بات من ابرز المشكلات التي تقتل الود بين الزوجين وتشعل نيران الخلاف والجفاء وقد توصل العلاقة الى الانفصال لا سمح الله.
مثال واقعي
يقول احدهم المتزوج منذ قرابة العشر اعوام ان زوجته عند نشوء اي خلاف تتحدث بطريقة الشعور بالمظلومية وكأنها محرومة من كل ما تتمع بها باقي الزوجات، وحين يذكرها بما يقدمه تجيب بأن ذلك من واجبه وليس له به منيةً عليها، وهوما يشعره بالاحباط ولوم النفس لكونه يجهد نفسه من اجلهم ولم يدع فرصة صغيرة او كبيرة الا واستغلها من اجل زيادة راحتهم ورفاهيتهم وهو لا يعرف كيف يتعامل مع هذه النقطة تحديداً في حياتهم الزوجية.
اعتقد شخصياً ان الزوج الذي يواجه الجحود بهذه الطريقة سيتجه الى التقشف او تقليل الانفاق على زوجته على اقل تقدير على اعتباره انه مهما قدم فهو ملام وغير مجازى وبالتالي لايرى ضرورة لأن يبذل جهود اضافية من اجل زوجته لانها لا تستحق ذلك وربما هو محق في ذلك ولا يلومنه احد منصف.
كما من سلبيات نكران الجميل من قبل الزوجة انه يجعل الزوج يشعر بأن رضى زوجته وإسعادها أمر بالغ الصعوبة ويبحث عن التقدير والاحترام خارج أسرته، بل قد تتطور الامور في بعض الاسر الى تصرف الزوج بطريقة قاسية وتغيير طريقة تعامله مع الزوجة مما يزيد من حدة التوتر بينهما وتنعكس على حياتهم الاسرية بصورة عامة.
ما الحل؟
لحل هذه المشكلة التي تفسد العلاقة الزوجية وتهددها بالانهيار يفضل القيام بما يلي:
اول مايجب ان يقوم به الزوج المتعرض لمثل هذه المواقف هو معرفة وفهم الطبيعة النفسية والعقلية لزوجتها، فقد تكون في طيبعتها خجل يمنعها من التعبير عن مشاعر الرضا والشكر للزوج وبالتالي يتعامل مع الامر بحسن نية لتسير القافلة من دون الاضطرار الى الغاء الرحلة او تركها في منتصف الطريق.
ومن الاهمية بمكان ان يتحلى الزوج بالصبر على تصرفات الزوجة المزعجة وعدم التناحر معها على الدوام واستثمار الفرصة المناسبة لمناقشة الامر معها لبيان عواقب الامر وانعكاساته السلبية على حياتهم الزوجية، وابداء الحرص على تماسكمهم وعدم الانجرار وراء المشاكل، والافضل يتم ذلك عبر تصحيح الافكار الخاطئة عند زوجته دون أن يقوم بتجريحها او إهانتها.
وعلى الزوجة ان تتعلم ثقافة الشكر والاحترام ، اذ ان شكرها له و مدح ما يقوم به من أعمال المنزل تشعره بأهمية هذه العبارات والتصرفات وقدرتها على تحسين العلاقة وزيادة المودة بين أفراد الاسرة والعكس هو الصواب من دون شك.
وعلى الزوجة ايضاً ان تفصل عالمها في منزلها عن عالم الآخرين وتبتعد عن المقارنات مع النساء الأخريات فلكل انسان اوعائلة ضروفها الخاصة التي تجعلها تعيش حياتها بصورة مختلفة تماماً، وعند الاقتناع بضرورة ان يعيش الانسان حياته لا حياة غيره ستسقيم الحياة وتبتعد عن المنغصات وهذا هو المراد.
اضف تعليق