مهما بلغت مستويات الاتفاق والانسجام الفكري والروحي بين الزوجين تبقى امور تشكل علامات استفهام وربما استهجان من كليهما لكليهما، ومن هذه النقطة بالتحديد يذهب الزوجان بأتجاه التفتيش في عيوب الآخر ونشرها بشتى الطرق والاختلافات وهو ما يشعل فتيل الصراع في منزل الزوجية، وربما لن ينطفئ هذا الفتيل الى بخسارات كبيرة...
مهما بلغت مستويات الاتفاق والانسجام الفكري والروحي بين الزوجين تبقى امور تشكل علامات استفهام وربما استهجان من كليهما لكليهما، ومن هذه النقطة بالتحديد يذهب الزوجان بأتجاه التفتيش في عيوب الآخر ونشرها بشتى الطرق والاختلافات وهو ما يشعل فتيل الصراع في منزل الزوجية، وربما لن ينطفئ هذا الفتيل الى بخسارات كبيرة ومنها الطلاق لا قدر الله، فما هي الاثار السلبية للانتقاد المستمر بين الازواج؟، وكيف يجب ان يكون الانتقاد؟
كلنا يتفق ان النقد أسلوب بناء حضاري في العلاقات الإنسانية، وهو ردة فعل لموقف أو سلوك غير متوقع أو خاطئ، لكن تختلف إدارة هذا النقد من شخص لآخر، فهناك من يوظفه بطريقة إيجابية قريبة للنفس يتقبلها الطرف الآخر ولا ينزعج منها، وهذا ما يعرف بالنقد البناء، وآخر يستخدمه بأسلوب منفر يوصف بالنقد الهدام او القاتل الذي يؤدي الى مؤديات سلبية ذات اثار مدمرة.
المختص في العلاقات الزوجية والاسرية (زاك بريتل) يقول إن "النقد هو التعبير عن الشكوى بأنها عيب في شخصية الآخر"، على سبيل المثال ان احدهم منزعج من تأخر زوجته في اعداد الطعام له عند عودته الى المنزل من الدوام، فيقول ها انك مهملة وغير ملتزمة وبطريقة مستفزة وهجومية، بدلا من ان يحاول الاشارة الى انزعاجه مما يحصل بطريقة لطيفة وهادئة مثلا يقول لها انه لا يفضل انه يعود متعباً ويريد احظار الطعام بصورة سريعة لكي يستلقي ليأخذ قسط من الراحة.
ما هي صور الانتقاد؟
في الانتقاد تستخدم عبارات شخصية تبدأ بـ (انت، وانتِ) وعادة ما ستيم الحديث بالقسوة، ويكون الانتقاد في الغالب بطابع التنكيل وليس بغرض الوصول لحل لمشكلة او نقطة تثير التذمر وهو ما يأزم العلاقات بين الطرفين.
كما النقد يكون ملئ باللوم والاتهامات بين الطرفين ويأخذ شكلاً تصاعدياً ويوصل الى نتائج غير محمودة اذا ما استمر، ولا تركز على كيفية تعديل السلوك، كما الانتقاد يقلل من قيمة الآخر ويوحي الانتقاد بالسيطرة على الآخر ومحاولة.
الى ماذا يؤدي الانتقاد القاتل؟
من الاثار السلبية للانتقاد بين الزوجين هو ان الابناء الذي يعيشون في منزل تتسيده هذه الاجواء يشعرون بأنعدام الامان ويعكسون هذه المشاعر على البيئة الاجتماعية المحيطة بهم، وخاصة المعلمين والأصدقاء، ويتوقعون انتقادا ممن حولهم، كما أنهم سيعيدون تدوير هذه الأساليب على من حولهم، وبالتالي ربما يصبحون شخصيات منبوذة وغير مرغوب بها داخل محيطهم الاجتماعي.
ومن الاثار السلبية للانتقاد هو وصول العديد من المتزوجين الى ما يعرف بالطلاق البارد، بمعنى انهم يعيشون تحت سقف واحد لكن مشاعرهم ميتة وان كانت غير ميتة فهي باردة ويتظاهرون بأنهم أزواج أمام المجتمع، لكن في حقيقة الأمر لا يوجد بينهم أي حب أو ود أو حتى حوار، وربما ينام كل منهم في غرفة منفصلة، وهذا له أثر كبير بل مخيف على حياتهم وعلى استقرار حياتهم.
ما هو بديل الانتقاد القاتل؟
لكي ينجوا المتزوجين من الاثار السلبية من الانتقاد عليهم الابتعاد عنه وتعويضه بالعتب الخفيف الهذب وبأسلوب مريح بعيداً عن التجريح والانتقاص والتشهير بالطرف الآخر امام الاهل او اية احد آخر، لان الانتقاد في مثل هذه الحالات سيولد مشاعر عدم الرضا والتذمر وبالتالي يتحول الى سلوكيات عدائية قد تصل الى الظرب او القتل او ماشابه ذلك لا سامح الله.
اما العكس فسينتج العكس تماماً من مشاعر الرضا والتقبل والاحترام وبالتالي الانصياع لما يراد وتطبيقه وبالتالي التمكن من تعديل بعض السلوكيات المنتقدة وابدالها بأخرى اكثر مقبولية وتأثير ايجابي على مستوى الافراد والعائلة.
اضف تعليق