ان حجم ونوع العقاب يجب ان يكون متوافقاً مع نوع وحجم الخطأ، وكذلك أن يكون متوافقاً مع عمر الطفل، فليس من المعقول أن يعاقب الطفل مثلاً بالحرمان من اللعب لمدة أسبوع أو أكثر من أجل خطأ بسيط قام به، فكلما كان الوالدان عادلين فيما يفرضونه على ابنائهم...

من المنطقي جداً ان تتكون لدى الانسان رغبة جامحة للانجاب، وبعد ان يحصل على الطفل تتولد لديه معضلة تتمثل بالتربية السليمة لذلك الطفل وسط كم التحديات الذي يتزايد في كل يوم، فمابين المستجدات التي فرضت على واقعنا ومابين ما تريده اسس التربية الحديثة فجوة كبيرة قد يفشل الكثير من الابوين والمربين في معالجتها للاتيان بنتائج تربوية مقبولة على اقل تقدير، فماهي اسس التربية وفق التربية الحديثة؟

ينقسم الابوين في تربيتهم لاطفالهم الى قسمين الاول يشدد الخناق ويفرط في فرض الانظمة والتعليمات التي تجعل الاولاد ينفرون من المنزل ومن فيه لصرامة ما يجري فيه، على الجانب الآخر يوجد الطرف المتساهل كثيراً الى حد ترك الامور سائبة مما يجعل الابناء سائبين لا تحكمهم نظم ولا قواعد ولاقيم ولا حدود، فلا الاول صحيح ولا الثاني ايضاً صحيح وكليهما لا يقودان التربية الى الجانب الصحي من التربية.

وما يوصل الطفل الى مستوى عال من التربية هو الوسطية فلا التشديد ولا التسيب، وهنا لابد للابوين ان تنهجوا منهجاً وسطاً يمكنهم من بلوغ الاهداف التربوية بجهد اقل ووقت اقصر، وذلك يتم عبر التعرف على اساليب التربية الحديثة التي تنسجم مع معطيات الوضع الحالي لكون الكثير من اساليب واسس التربية المتبعة سابقاً باتت لا تلبي حاجة التربية الحديثة وهو ما يتستدعي التحديث لمواكبة تربية اليوم ومقتضياتها.

عدة سلوكيات يسلكها الابوين من اجل تقويم سلوك الطفل غير السوي وترصين السلوك السوي وتعزيزه يبنغي على الوالدين القيام بما يأتي:

اول ما ينفع في تعديل سلوك الطفل وتوجيه نحو سلوك يكون هدفا تربويا للاهل هو العقد السلوكي مع الابناء ليكون واضحاً لدى الأبناء ما الأخطاء والسلوكيات التي تستلزم العقوبة حين يتخطونها الامور التي تتخذ بحقهم وما هو العكس اذا ما التزموا بالاتفاق.

فعندما تكون هذه الأمور واضحة لدى الأبناء فإن ذلك يردعهم عن الوقوع في كثير من الأخطاء السلوكية وكذلك يجعلهم أكثر تقبلاً للتتوبيخ، ويشعرون أن هذا نظام ينطبق عليهم جميعاً وليس واحداً دون الأخر، فعندما نطبق على الطفل عاقبة ما قد اختارها هو بنفسه أو وافق عليها فإن هذا يجعله أكثر التزاماً بالخضوع لها.

كما من الاهمية بمكان ان يمارس الابوين العقابة بدلاً عن العقاب، بمعنى حرمان الطفل من سلوك يحبه و يود القيام به في كل مرة يخرق فيها قواعد السلوك داخل المنزل، مثال على ذلك اذ تماهل الطفل عن ترتيب غرفته كما متفق عليه وتجري عليه العادة يومياً ويفكر في لعب الالعاب الالكترونية في وقتها الذي اعتاد في كل يوم يقوم الابوين بسحب اللعبة منه كرد على عدم التزامه وبهدوء تام وهو ما يجعله يحرص على القيام بواجباته لئلا يحرم من مما يحبه.

ومما يجب القيام به لاجل التربية السليمة على اسس تربوية هو الحزم والاستمرار، بمعنى ان الابوين حين يرفضون قيام طفلهم بامر ما في وقت يجب عدم تغير قرارهم بعد وقت قصير لان ذلك سيمنح الطفل شعوراً بعدم جدية والديه في الرفض وبالتالي لا يطيع ما يريدونه منه. 

لكن حين يصرون على مايردون ستبوء محاولة ابنائهم بالفشل من التملص من الضوابط والحدود التي يضعها الابوان، وإذا استمر الوالدان في تكرار هذا النوع ومعاودته عند الحاجة إليه بكل حزم واصرار ودون تراجع فأن وهذا سيجعل من تعديل سلوك الطفل أكثر نجاحاً.

ووفق اسس التربية الحديثة من الاهمية بمكان ان العقاب عادلاً ومنطقياًـ اذ ان حجم ونوع العقاب يجب ان يكون متوافقاً مع نوع وحجم الخطأ، وكذلك أن يكون متوافقاً مع عمر الطفل، فليس من المعقول أن يعاقب الطفل مثلاً بالحرمان من اللعب لمدة أسبوع أو أكثر من أجل خطأ بسيط قام به، فكلما كان الوالدان عادلين فيما يفرضونه على ابنائهم، كلما اخف وطئة على نفسية الطفل وتقبلها وقبل تطبيقها عليها، وبهذه السلوكيات التربوية يربى الطفل وفق اسس التربية السليمة الصالحة.

اضف تعليق