ان الأطفال الذين كانت نسب ذكائهم عالية في مرحلة ما قبل المدرسة قد أبدوا اهتماماً واضحاً بالأجهزة والمواد التي تستخدم في الألعاب التمثيلية والفعاليات التي تتطلب الابتكار، بينما الاطفال الذين لم يمارسوا العاب ذكاء سيميلون الى الواجبات والاشغال التقليدية لانهم لا يمتلكون مهارات ابتكارية وفكرية...
يود الكثير من المربين والوالدين ان يروا اطفالهم في حالة من الهدوء والجلوس بانتظام مما يحفظ الهدوء في المنزل، لكن هذه الرغبة تصطدم برأي التربية الحديثة الذي يقول ان اللعب في حياة الطفل من الحاجات الاساسية كالأكل والشرب وباقي الحاجات الفسيولوجية التي تكون كيانه، هذا الحقيقة التي يجهلها الناس راينا من الضروري ان يسلط عليها لبيان اهميتها وبالتالي فسح المجال للطفل للعب دونما تنغيص او منع له.
تختلف وسائل اللعب من طفل لآخر ومن منطقة لأخرى ومن عائلة لأخرى ايضاً، فمن الطبيعي ان تختار البنات العاب تناسب طبيعتها البنيوية النفسية والجسمانية، بينما يختار الذكور العاب تناسب طبيعتهم ايضاً، ومن الطبيعي جداً ان تختلف العاب ابناء الريف عن العاب ابناء المدينة، وحتى في البيئة الواحدة تختلف الالعاب من عائلة لأخرى حسب المستوى المادي لكل عائلة ونسبة الثقافة والوعي الذي يمتلكه الوالدين وتأثيرهم في اختيار العاب نافعة للطفل.
إذا لم تتهيأ للأطفال أماكن ملائمة وقريبة من منازلهم للعب أو إذا لم تتوفر مواد اللعب المستخدمة في لعبهم فإنهم ينفقون وقتهم في التسكع أو يصبحون مصدراً للإزعاج وللبيئة ويصبحون منغلقين على انفسهم اجتماعيين وربما يصل الامر بهم الى اصابتهم ببعض العقد والامراض النفسية التي تقلل من نسب مناعتهم النفسية، ناهيك عن كبت الطاقة التي قد يتحول بموجبها الطفل الى عدواني او دائم العصبية والعراك مع اقرانه ومع ذويه.
عائدات اللعب على الطفل:
للعب بصورة عامة عدة عوائد ايجابية على الطفل تمتد معه حتى نهاية عمره والتي بغيابها تغيب هذه الميزات، وهذه العائدات هي:
عقلياً
في الجانب العقلي يرتبط اللعب بتطوير الذكاء لدى الطفل، اذ توجد بعض الالعاب التي تجعله يكتشف ويحل مشكلاته بذاته دون اللجوء الى مساعدة الوالدين فالأطفال الذين يتصفون بالنباهة والذكاء هم أكثر لعباً وأكثر نشاطاً في لعبهم من الأطفال الأقل مستوى من الذكاء والنباهة يوصلهم في المستقبل الى التفوق والإبداع.
في هذا السياق تقول بعض الدراسات النفسية التي اجريت على الاطفال أن الأطفال الذين كانت نسب ذكائهم عالية في مرحلة ما قبل المدرسة قد أبدوا اهتماماً واضحاً بالأجهزة والمواد التي تستخدم في الألعاب التمثيلية والفعاليات التي تتطلب الابتكار والعكس هو المنطقي، اذ الاطفال الذين لم يمارسوا العاب ذكاء سيميلون الى الواجبات والاشغال التقليدية لان قدرتهم على العمل في المجالات التي تتطلب مهارات ابتكارية وتفكرية قليلة او ربما معدومة.
كما ان العاب الذكاء ستنمي لدى الكفل الرغبة في القراءة، اذ ان الميل المبكر إلى القراءة والقدرة على القراءة يتجليان عند الأطفال ذوي النسب العالية من الذكاء وهو ما يجعلهم يتمتعون بقراءة القواميس والموسوعات والعلم والتاريخ والأدب ولا يبدون اهتماماً بالحكايات الخرافية مع أنهم يفضلون الروايات البوليسية على قصص المغامرات العنيفة.
جسمانياً
جميعنا يتفق على ان اللعب مفيد جسدياً للطفل، فحين يلعب الطفل سيفرغ طاقته المكبوتة التي تتحول في لحظة ما الى شعلة تحرق الانسان والمكان معاً، وحين يتخلص الطفل من طاقته سيكون انساناً سوياً منتجاً للأفكار والاعمال التي تحتاج طاقة جسمانية على عكس الاطفال الذين لا يمارسون الالعاب لدواع عديدة منها خوف الوالدين عليهم لكن هذا الخوف غير مبرر اطلاقاً لانهم سيجعلهم ضعفاء البنية طوال حياتهم ان لم يلتحقوا لاحقاً بأندية رياضية.
كما ان الطفل الذي لا يمارس الالعاب سيكون منقوص التناسق الحركي الذي ينمو لدى الانسان منذ الطفولة لذا نشدد على اهمية ان ينخرط الطفل في الالعاب خشية ان يصبح انسانا لا يمتلك مهارات حركية لازمة لإداء الكثير من الادوار الحياتية التي لا مهرب من القيام بها او الاستغناء عنها، هذه هي ابرز العائدات الايجابية للعب الطفل بنما السلبيات فهي لا تكاد تذكر امام هذه الايجابيات التي يجب ان يلتفت اليها الوالدين ولا يغفلونها.
اضف تعليق