نحن الاباء والامهات نمارس الكثير من الاخطاء بحق ابناءنا في التربية، وهذه السلوكيات من شأنها ان تضعف شخصياتهم وتجعلهم منقادين دائماً وخاضعين لا يقون على ادارة حياتهم، وبالتالي قد تقوض احساس الطفل بذاته وتجعله هامشياً في الحياة بمداد ارواحهم المنكسرة التي ليس لها جبر ولا علاج بعد ذلك...
نحن الاباء والامهات نمارس الكثير من الاخطاء بحق ابناءنا في التربية، وهذه السلوكيات من شأنها ان تضعف شخصياتهم وتجعلهم منقادين دائماً وخاضعين لا يقون على ادارة حياتهم، وبالتالي قد تقوض احساس الطفل بذاته وتجعله هامشياً في الحياة بمداد ارواحهم المنكسرة التي ليس لها جبر ولا علاج بعد ذلك.
الكثير من السلوكيات التي توجه للأطفال ربما من دون وعي بنتائجها السلبية الوخيمة على نفسيته، لكون الكثير من الاباء لا يملكون ثقافة نفسية وطريقة للتعامل مع الطفل، ثم ان البيئة العربية البدوية وما تحيط بها من تقاليد قاسية لها سطوة على طريقة تربية الاطفال وهي ربما احد الاسباب الرئيسة في نمو الفرد نمواً سلبياً يعود بأثار سلبية عليه طلية سنوات حياته ان لم يصار الى تعديل لتلك السلوكيات المسببة للتربية الخاطئة.
ما هي الاخطاء التربوية؟ من الاخطاء التي يرتكبها الكثير من الوالدين انهم حين يصطحبون ابناءهم في رحلة سواء للتسوق او للترفيه او لزيارة احد من الناس فأنهم بدافع البخل لا يحجزون لهم مقعدا في السيارة ويجلسونهم في احضانهم، وهذا الفعل رغم ان البعض يعتبره عادياً، الا انه يحرج الطفل ويشعره بعدم الارتياح لكون لم يولى اهتماماً كافياً، والافضل هو حجز مقعد له مما يجعله يشعر بأهميته وشخصيته وهو ما يرفع لديه الثقة بنفسه التي تنسحب على مراحل عمره.
ويعمد الكثير من الوالدين بدافع رفع التكلفة عن الضيوف القادمين الى منزلهم بطلب من الضيوف عدم الوقوف لهم لأداء التحية، كما معروف لدينا وهذا الامر تعدي على حق الطفل في تقدير الذات واستشعار الاهمية، والافضل في مثل هذه الحالة تركه يلقي التحية على الضيوف بطريقة الكبار وعدم الاستخفاف به لكون صغير السن، وهذا الاحترام يمنح الطفل تقدماً نفسياً وما يجعله مبادراً لا خجولاً ولا منعزلاً عن المجتمع.
ومن الاخطاء التي ترتكب بحق الطفل انه حين يرافق احد ابويه لدعوة طعام فأن الوالدين في الكثير من الحالات يشركونهم في نفس الطبق المخصص لهم (الابوين)، وهذا التصرف قد يعتقد الابوين ان الطفل لا يلاحظه او لا يمثل له شيئاً لكنه في الحقيقة يتذمرون منه ولو امتلكوا الجرأة لرفضوه، والافضل هو اعطاءه طبق خاص به وان كان يكفيه ووالديه الطبق المقدم لهما لكون الامر مريح له نفسياً فهو ابراز لشخصيته وتكريماً له وبالتالي يصبح ذو شخصية واثقة من نفسها.
ويمثل الاعتداء اللفظي على الطفل واحد من اكثر الامور ايذاء للنفس فعبارات (انت غبي، انت وسخ) وما شكلها من العبارات يصدقها الأطفال خاصة وان سمعوها من آبائهم أو مدرسيهم أو غيرهم ممن يحبون ويثقون، كما يعتبر الأطفال بمقدرة على أن يرد مثل هذه الإهانات أو الإساءات بين الحين والآخر، والاستمرار بهذه الإهانات أو الإساءات يمكن أن تسبب الضرر في شخصية الطفل وستكون آثارها ستكون مدمرة، الافضل الابتعاد عن الكلمات هذه مع الاطفال وضبط النفس في حالات العصبية سيما اما الضيوف لان ذلك محرج لهم وربما يصعب نسيانه حتى مع الزمن.
من الاخطاء الكارثية التي نرتكبها بحق ابناءنا ايضاً هو اهمالنا لحديثهم والانشغال المستمر عنهم، وعدم منحهم الوقت الكافي للحديث او السخرية من كلامهم امام الاخرين سيعرضهم للحرج وبالتالي يفضلون عدم الجلوس مع الاخرين بوجود الاهل، والافضل هو منحهم فرصة للتحدث واثبات الذات وهو حاجة انسانية ملحة يحتاجها الكبير قبل الصغير.
ولعل اكبر الاخطاء التي ترتكب بحق الاطفال هو انتقادهم ونشر عيوبهم امام الاخرين وان كانوا الاقارب، والافضل التحدث معه على انفراد اذا اساء التصرف في سلوكية معينة وهو ما له اثر ايجابي في بناء شخصيته وتقبله للكلام الموجه اليه من الوالدين والاخذ به وعدم الامتعاض منه، هذه ابرز السلبيات التي ترتكب سهواً وعمداً بحق الاطفال ندعوكم قراءنا الاكارم الى الابتعاد عنها لأثارها غير المريحة على النفس الانسانية.
اضف تعليق