عزيزي المتزوج حديثاً هل تعي اهمية الحوار بين الزوجين؟، وهل فكرت يوما بعد ظهور مشكلة او عارض معين ان تبدأ بالحوار؟، وبرأيك ماهي الامور التي تستحق ان نقف عندها بعقد جلسة حوارية هادفة غير تقليدية؟، ثم كيف يمكن تعزيز الحوار بين الأزواج وتفعيله؟...
بعد ان يتم الزواج على اتم وجه وبعد أشهر او ربما اسابيع قليلة يطفو الى السطح امر لم يكن يحسب له حساب فيصيب العلاقة بالفتور وقد تصل لمرحلة الانفصال، انه غياب الحوار بين الازواج او الصمت الزواجي الذي بات من الحالات الشائعة بين اوساط المتزوجين سيما المتزوجين حديثاً لأسباب عديدة سنتحدث عنها.
عادة ما يمتلك في فترة الخطوبة وبداية الزواج الشريكان رغبة كبيرة في الحديث عن مشاعرهما ومشاريع المستقبل والتفضيلات والتصورات ويستمر الحديث بينهما حتى ساعات متأخرة من الليل وحتى ساعات طوال في النهار، غير انه هذه الرغبة تبدأ بالتلاشي تدريجياً ويتحول الحديث في الكثير من الحالات الى شبه رسمي وبشكل مختصر يبقي الكثير من التساؤلات قائمة من دون اجابات كما يميت الكثير من اللهفة ويطفى شرارة الشوق.
عزيزي المتزوج حديثاً هل تعي اهمية الحوار بين الزوجين؟، وهل فكرت يوما بعد ظهور مشكلة او عارض معين ان تبدأ بالحوار؟، وبرأيك ماهي الامور التي تستحق ان نقف عندها بعقد جلسة حوارية هادفة غير تقليدية؟، ثم كيف يمكن تعزيز الحوار بين الأزواج وتفعيله؟
رغم تعدد الدوافع المؤدية الى هذه الصمت الزواجي الا انها في النهاية تؤدي وبالضرورة الى لانقطاع التواصل بين الزوجين كنتيجة واحدة بالتالي فإن انقطاع الحوار يعني تفاقم هذه المشاكل وتطورها لتصبح أزمات مزمنة تتجدد اثارها عند كل مرة تحدث مشكلة مما يحدو بالشريكين الى اللجوء الى الحلول الفردية التي غالباً ما تنعكس سلباً على علاقتهما.
وقد وجدت دراسة نفسية " أن هناك علاقة وثيقة بين مقدار الوقت الذي يقضيه الزوجان في الحوار وبين رضاهما عن العلاقة، ويبدو أن الحوار الشخصي حيث يخبر أحدهما الآخر عن تفاصيل يومه والأحداث التي مرت به ومشاعره كان له النصيب الأكبر، وهو ما يطلق عليه حوار (كيف كان يومك عزيزي؟)".
اين تكمن اهمية الحوار؟
الحوار الهادف سواء الذي يتعلق بالمشاعر والاحاسيس او الذي يتعلق بالتجارب الشخصية البعيدة عن المسؤوليات والقرارات الأسرية يوصل إلى ترسيخ هذا النوع من الحوار الى خلق جو أسرى امن ولطيف، كما يؤدي الى توقف النزاعات المفاجئة والانقلابات الثورية فكل شيء في مرمى النظر والمعرفة، حتى المشاعر السلبية ستبدو أوضح وأقل تأثيراً لأن الشريكان يتبادلان الحديث عنها في وقتها.
وتكمن اهمية الحوار بين الزوجين ايضاً في انه يعزز ثقافة الحوار العائلي وهو بمثابة قانون عائلي يتعلمه جميع افراد الاسرة، اذ يعتاد الطفل على البوح عما في صدره بحرية وثقة وهو ما يجعله ذو شخصية قوية لديها امكانية التحاور ونقل هذه الثقافة الى المحيط، والعكس يخلق ابناءاً متخوفين من ابداء اي رأي او التعبير عن ذواتهم وهو ما يجعلهم في مشاكل مجتمعية ودراسية ما يفوت فرص كبيرة عليهم.
متى يغيب الحوار بين الزوجين؟
مجموعة كبيرة من العوامل التي تؤدي لغياب الحوار بين الزوجين ومنها: العناد الذي يبديه احد الزوجين تجاه اراء ومقترحات زوجه مما يؤدي بالآخر الى عدم تقبل الكلام وبالتالي يحل الصمت، ومن المسببات ايضاً الفارق الفكري والعقلي بين الزوجين وهو ما يحدث هوة كبيرة بينهما وبالتالي يرون ان طريق حل الخلافات مسدود ويفضلون الابتعاد عن الحوار، إضافة إلى إرهاصات الزواج التي يمر بها معظم الأزواج ومحاولة اثبات الذات والشخصية، وغيرها من العوامل التي تبطئ وتضعف التواصل بين الأزواج.
اما ما نوصي به ليبقى الاجواء رطبة في إطار العائلة الواحدة فهو: فتح باب الحوار لمدة (10) دقائق يومياً لحوار شخصي بعيد عن الأسرة وهمومها وعن العمل والأطفال والديون والمشاريع لاستشعار هموم الاخر ومشاكله ومقترحاته، وهذه الدقائق القليلة من الحوار سيعيد العلاقة الى مرحلة ما قبل الانهماك الزوجي.
ثم من الاهمية بمكان ان يقوم الزوجان بطرح الاسئلة المفتوحة ذات الاجابة التفصيلية التي تحض الآخر على الحديث والشرح والتوضيح هي النوع الأفضل في فتح حوار جذاب وممتع وفعال، ومن ثم لابد من فتح حوار بدون مناسبة سيما بعد العودة من الدوام والدخول في الوقت العائلي سيشعر الطرفين بالاهتمام المتبادل وذا هو المراد.
اضف تعليق