التعاليم الدينية توصي بالرفق والرحمة بأفراد العائلة، والإحسان إليهم، والتوسعة عليهم. فينبغي معالجة الخلافات الزوجية والعائلية باستخدام تقنيات الحوار والتفاهم والتواصل الإيجابي بين أفراد العائلة، وليس باستخدام العنف الأسري كالضرب واللطم والاعتداء على الزوجة أو الأولاد. استخدام أسلوب الضرب في صورة وجود الخلافات الزوجية، وكذلك...
ان التعاليم الدينية توصي بالرفق والرحمة بأفراد العائلة، والإحسان إليهم، والتوسعة عليهم.
فينبغي معالجة الخلافات الزوجية والعائلية -إن وجدت- باستخدام تقنيات الحوار والتفاهم والتواصل الإيجابي بين أفراد العائلة، وليس باستخدام العنف الأسري كالضرب واللطم والاعتداء على الزوجة أو الأولاد.
فإن استخدام أسلوب الضرب في صورة وجود الخلافات الزوجية، وكذلك في حالة عدم الرضا عن سلوك الأولاد، ليس علاجاً ولا حلاً للمشاكل العائلية، بل يعقدها أكثر وأكثر.
ان قسماً من الناس يظنون خطأ أن أفضل أسلوب للتربية وحل المشاكل هو استخدام العصا الغليظة، وهذا من أكبر الأخطاء الشائعة في مجال التربية وتعديل السلوك.
وقد أثبتت الدراسات العلمية العديدة خطأ استخدام الضرب كوسيلة في التربية، أو حل المشاكل، بل إن الضرب يعقد المشاكل في الحياة الزوجية، ولا يساهم في تربية الأولاد، بل يترتب عليه نتائج سلبية كثيرة في حياة ومستقبل الأولاد.
إن للضرب آثاراً سلبية ومدمرة لكيان الأسرة والعائلة؛ فالضرب يؤدي إلى تحطيم الشخصية، وجرح المشاعر والأحاسيس، وموت العواطف بين الضارب والمضروب، والعيش داخل المنزل بنكد وقلق واضطراب، بينما يجب أن يتحول المنزل إلى مكان للرحمة والراحة والطمأنينة، ومأوى للدفء العاطفي والروحي، وموقع للحياة الهادئة والممتعة.
و(الضرب) في حد نفسه محرم إلا في حالات استثنائية وقليلة جداً، وبهدف التأديب والتربية والتوجيه والإصلاح، كما لو ارتكب الطفل محرماً من المحرمات الكبيرة فيجوز ضربه بمقدار التأديب بحيث لا يصل إلى حد الدية، وليس بهدف الانتقام والتشفي.
ولم تكتفِ التعاليم والوصايا الإسلامية بالنهي عن الضرب واللطم والإيذاء، بل أوجب دفع غرامة مالية ضد ممارسي العنف ضد الزوجة والأولاد تتحدد بحسب نوع الضرب واللطم وتأثيره على الجلد كما هو مفصل في أحكام الديات.
والهدف من ذلك هو حماية الزوجة والأطفال من استخدام العنف ضدهم، وحماية المجتمع كله من انتشار ظاهرة العنف الأسري المحرم شرعاً وقانوناً؛ فالإسلام يهدف إلى نشر الطمأنينة والهدوء والاستقرار في كل أبعاد المجتمع، ومنه البعد العائلي والأسري.
فعلى الجميع الرفق والرحمة والتحنن على الأهل وأفراد العائلة كما أوصى رسول الله صلى الله عليه وآله بذلك بقوله: «خَيرُ الرِّجالِ مِن اُمَّتِي الَّذينَ لا يَتَطاوَلونَ عَلى أهليهِم، ويَحِنّونَ عَلَيهِم ولا يَظلِمونَهُم»، وعن الإمام علي عليه السلام - في وَصِيَّتِهِ إِلَى الإِمامِ الحَسَنِ عليه السلام- قال: «لا يَكُن أهلُكَ أشقَى الخَلقِ بِكَ».
اضف تعليق