من أبرز دوافع ومبررات الزواج هو الاستقرار النفسي فمهما وصل الانسان من مراحل الترف والراحة والمرح إلا انه ينقصه جانب الاستقرار النفسي الذي يكتسبه من خلال الحياة المشتركة التي تربطه بشريك روحي، حيث يؤمن هذا الارتباط حمايته من هواجس القلق والكآبة والوحدة، لان الانسان الرجل والمرأة...
يمثل الزواج العلاقة الانسانية الطبيعية بين الرجل والمرأة، والعلاقة هذه هي من تجعل الانسان يعيش إحساس السكينة والهدوء النفسي والاستقرار الروحي والجسدي في علاقته بالإنسان الآخر، وهوالمخرج للعزلة التي يحياها الانسان، لأن الانسان اجتماعي بطبعه، فهو بحاجه الى الحب الذي يتلذذ من خلاله مع من يقترن به ويستشعر بقربه منه، ولا سيما في السمات والسلوك، فعندما يتذوق الانسان النقي حلاوة الحب الطاهر لا يقصد غيره ولا يبحث عن بديل او أنيس يأنس به.
وتفضيل الزواج يعود الى ما يتركه هذا الامر -في حال اهماله-على حياة الانسان من الاضطرابات النفسية والعقلية والسلوكية الناجمة عن قمع المشاعر وكبت الرغبات، وبذلك يحرم الانسان نفسه واحدة من اهم الحاجات الاساسية التي ينبغي له التمتع فيها وهي الحاجة إلى الاشباع العاطفي والجنسي.
ومن ابرز دوافع ومبررات الزواج هو (الاستقرار النفسي) فمهما وصل الانسان من مراحل الترف والراحة والمرح إلا انه ينقصه جانب الاستقرار النفسي الذي يكتسبه من خلال الحياة المشتركة التي تربطه بشريك روحي، حيث يؤمن هذا الارتباط حمايته من هواجس القلق والكآبة والوحدة، لان الانسان الرجل والمرأة على حد سواء يجد في زوجه رفيق الدرب الذي يقاسمه فرحه وحزنه ويخفف عنه اعباء الحياة المرهقة التي لو استفحلت عليه لأفقدته صحته النفسية.
والداعي الآخر للزواج هو (مشاركة المسؤولية) فبعد ان تشعّبت الحياة وتعقّدت وسائلها، اصبحت الحاجة الى وجود شريك يقاسمه الصعاب والعقد الحياتية فالإنسان بمفرده (الذكر او الانثى) لا يمكنه النهوض بأعباء الحياة ومتطلباتها المعقدة والتي تأخذ بالتعقيد يوم بعد آخر، فبالزواج تتجلى ابهى صور التعاون ومشاركة الهموم وتوزيع المهام والمسؤوليات، وبذلك كونا جدار قوي بوجه الازمات والصعاب.
وهنا نؤكد على ضرورة تكافؤ الزوجين، لأن الارتباط بين غير المتكافئين يشوبه الكثير من المشكلات، فالكفاءة تعني توفر شروط اساسية يتوقف عليها نجاح العلاقة الزوجية وضمان استمرارها بالصورة الجميلة وبالود والاحترام، ولها شروط عدة تتمثل بالشرط الاخلاقي المتمثل بالعفة والشرف وحفظ الدين والعائلة، وشرط تقارب المستويات التعليمية للطرفين الذي ينعكس على طريقة التفكير واخاذ القرار الخاصة بالأسرة وهو ما ينعكس بصورة او بأخرى على تربية الاطفال وادارة امور البيت وغيرها من الامور التي تحتاج تقارب فكريا ومعرفيا بقدر معين، ولا نعني ان يكون الزوجان متطابقان تماماً لان الجميع يعلم بعدم وجود شخصين متطابقين في هذا الكون، فلكل انسان مزاجه الخاص وطريقة تفكيره المختلفة، ورؤيته الخاصة في الكثير من القضايا، والكفاءة ليس بزخرف الحياة المادي بقدر بل بالتقارب في السجايا والطباع والاخلاق .
وواحدة من اهم الجزئيات التي يجب الانتباه اليها في الزواج هي مسائلة الاختيار الصحيح المتأني المبني على اسس عقلية رصينة فلا ينبغي ان يكون الاختيار مبني على اساس الجمال لان الاختيار وفق هذا المعيار قد يسقط من الحساب سائر المواصفات الكمالية المطلوبة التي تفقد بريقها بين الطرفين بعد ايام من الزواج، فحب الانسان لشيء معين يعمي عيونه عن العيوب بدافع الرغبة والعاطفة، وصاحب الهوى في الغالب ينجر خلف عاطفته المتأججة غاضا طرفه عن عيوب محبوبه، صحيح أنّ العاطفة والود أو الانسجام النفسي من العوامل المساعدة على إدامة واستمرار الرابطة الزوجية، غير ان تجاهل المواصفات التي حددها العقل والشرع ليس صحيا ويؤدي الى نتائج غير محمودة في المستقبل وعليه فيجب أن لا تكون عاصفة الهوى هي المتحكم في الاختيار دون النظر والتعقّل في توفّر المواصفات المطلوبة في الشريك، مما يساهم في بناء أسرةٍ سليمةٍ قوية قادرة على إنتاج جيل واعٍ، لذلك تقع على الرجل مسؤوليةً كبيرة وهي اختيار الأم المناسبة لأبنائه.
و الدراسات تؤكد ان المتزوجين اكثر حصانة من الانحراف من اقرانهم العزاب، فالمتزوجين -فضلا عن- اشباعهم لحاجاتهم، فان ارتباطهم بزيجات يقيدهم بقيود تصدهم عن الكثير من الممارسات السلوكية غير المرغوب فيها، فربما المانع يكون بدافع الحرص والخوف على سمعة اسرهم من النقد، مما يجعلهم اكثر اكتراثاَ لإداء مسؤولياتهم الفردية والجماعية وبذلك حفظ الفرد نفسه من الانحراف.
في الختام نقول: منذ ان خلق الله آدم وحواء والزواج شريعة الله وسنته في ارضه وبدونه لا يتحقق الاستقرار النفسي ولا تستمر الحياة على الشاكلة الصحيحة، فحري بنا ان نذكر ان شبابنا الان في خطر يحيق بهم اكثر من ذي قبل نظرا لوجود وسائل الإعلام المختلفة والتكنولوجيا الحديثة والانترنت الذي يقدم السفور والتبرج على طبق من ذهب للباحثين عن الرذيلة والفساد الذي اخذت معدلاته بالارتفاع كما نلحظ يومياَ من خلال الانحلال الاخلاقي والانحراف الاجتماعي.
اضف تعليق