يظهر العديد من الأشخاص على مواقع التواصل الإجتماعي وهم يقومون بتعذيب أبنائهم، أو مقربين منهم بأساليب تعذيب مختلفة ويمارس المجتمع أشكالا من السلوكيات الشاذة غير المألوفة والتي تتطلب دراسة وبحثا عميقين.
هناك من يبث وعلى المباشر وعبر الفيس بوك مقاطع تظهره يستنشق الأرجيلة التي تحتوي كميات من المخدرات غير المعروفة، والتي بدأت تدخل العراق من منافذ عدة والخشية أن يكون العراق ممرا وسوقا أيضا لهذه البضاعة الرائجة والمدمرة للشعوب والتي أهلكت أمما أخرى.
المجتمع العراق بعد العام 2003 ظهر مختلفا، وماكان مخفيا ومسكوتا عنه في عهد البعث وحكم الدكتاتورية صار مباحا، فالنظام البعثي تمكن من قهر المجتمع العراقي وإذلاله وتركيعه ودفعه ليكون عبدا لسلطة (الرجل الآله) الذي يقول فيسكت الجميع، ولايتحدثون إلا كببغاوات يرددون أقواله الخالدة، بينما هم يحتفظون بملايين الأمنيات والمكنونات والرغبات والأماني التي تنتظر لحظة لتنفجر، وتفجر المكان حولها.
بعد العام 2003 خرج ملايين العراقيين الى العلن، فقد كانوا قبل ذلك التاريخ ولعقود يعيشون في الهامش، وفي الزوايا المظلمة، ولايعرفون سوى مايقرره النظام، وحتى العالم الخارجي كان ممنوعا عليهم. فلا سفر، ولا قنوات فضائية، ولا أنترنت، ولا مواقع تواصل إجتماعي كتلك التي تدفقت مثل تسونامي جارف بعد العام 2003.
فالشذوذ كما هو معلوم لذوي المعرفة والدارسين والباحثين وأولي البصيرة، هو الخروج عن المألوف، أو ممارسة فعل غير طبيعي، ولذلك نتحدث عن شذوذ جنسي وشذوذ أخلاقي وشذوذ فكري وشذوذ في السلوك، وقيل في الحديث الشريف من شذ عن الجماعة فقد شذ الى النار، بمعنى الخروج عن الجماعة والإتفاق الصالح الى الإنحراف والفعل الشائن.
الشذوذ في العراق تحول الى ظاهرة مخيفة خاصة مع ضعف سلطة القانون، وتحول الدين الى ممارسات إستعراضية مقيتة وجالبة للإشمئزاز، فليس معقولا أن يكون العراقيون على هذه الدرجة من التدين، ويمارسون كل تلك الأفعال الشاذة من (سرقة وقتل وذبح ونفاق وكذب وتجاوز على الحقوق وظلم وتعدي وإبتزاز وسطو مسلح وتزوير للسجلات العامة والإستيلاء على أملاك الآخرين من مواطنين وممتلكات دولة)، وبينما يتحدثون عن المعرفة والخير والإيمان والآخرة والعذاب والنار نجد أنهم يمارسون كل مايبعدهم عن الجنة، ويقربهم من النار هذا إذا كان هناك الكثير منهم مايزالون يؤمنون حقيقة بالآخرة والجنة والنار.
أحد الأشخاص، وقد عرف عنه أنه إستولى وسرق الملايين، وربما المليارات يقول لبعض الأشخاص المولعين بالمناصب والمفاسد، نحن متحدون لمحاربة الفساد الذي يهدد دولتنا.. فإذا كان الفاسد يريد محاربة الفساد فكيف يمكن أن نتعرف على المفسدين، وكيف نضمن القدرة على محاسبتهم؟
إنه مجتمع شاذ بالفعل.
اضف تعليق