مظاهر العنف الاسري وتداوله في موقع التواصل الاجتماعي

تداول اخيرا في مواقع التواصل الاجتماعي مشاهد العنف مع الاطفال خاصة في العراق، من خلال نشر مقاطع تعذيب الاطفال وحرق جلودهم او ضربهم بأدوات حادة، وفي الوقت الذي اصبحت فيه وسائل الاعلام جزءا اساسيا في حياتهم، اختلفت ردود الناس في مشاهدة هذه المقاطع، فمنهم من قذف الاب ومنهم من افتى بقتل الاب، واخرون ضغطوا على احزنني، ماذا علينا ان نفعل اتجاه هذه المقاطع المعنفة، نضغط على احزنني او فقط اعجبني، او قد نكتب تعليقا نعبر فيه عن رأينا الخاص او موقفنا اتجاه هذا الاب المجرم، او الام؟.

ماذا افعل وانا كل يوم ارى مقاطع التعذيب وصراخ الاطفال يتناولها البعض على صفحاتهم الخاصة من دون أي شعور في حجم هذا الوجع ومدى خطورة هذه المقاطع، ارسلت لي زميلتي رابطا لعشرة مقاطع فيديو منها، حادثة في محافظة جنوبية شغلت الفيس بوك حيث نشر فيديو لـ"أب يعض ابنته" مما ادى الى دخولها في المستشفى، تفاعل معها النشطاء في الفيس بوك مطالبين بفتح تحقيق في تعذيب هذه الطفلة البريئة.

وقد نَشرت خلال الساعات الماضية مقاطع فيديو تظهر الام وهي تعذب طفلتها الرضيعة في الشارع العام وامام الجميع وكان من المقاطع الاكثر مشاهدة، ويبدأ بث المقطع عندما تضرب الام طفلتها لتنام.. وكذلك حدثت ضجة اعلامية في السعودية بعدما تم نشر مقطع الاب الذي يعذب طفلته حتى يضغط على امها بالعودة، وسرعان ما اتخذت الاجراءات وتم توقيف الاب وارجاع الطفلة الى احضان امها.

فكرت كثيرا في كتابة شيء عن هذه المقاطع، لكن هل هناك من يقرأ؟ او يفعل شيئا اتجاه هذه الوحشية التي تفترس الأطفال وتمزق اجسادهم، من يستطيع ان يقف معي لنقول كلمة حق كفى عنفا يا ايها الاباء، كفى تعذيبا، جلود رقيقة لا تتحمل قسوتكم، مازلت اشك في إنسانيتكم وهل انتم بشر مثلنا، ليس لديكم انياب، ومخالب، تفترس الضحية وتغفو؟، في وقت يسوده الصمت في مطالبة حق الانسان والذي بات مفقودا في زمن القتل والاجرام، فكل شيء مباح.

ما علينا فعله لمكافحة هذه الظاهرة:

- تثقيف الإنسان وزرع ثقافة للأعنف في المجتمع من خلال محاسبة المعنفين.

- تخصيص دار لرعاية الاطفال والاهتمام بهم في حالة كانوا يتعرضون للعنف الاسري.

- مراقبة مواقع التواصل وحذف هذه المقاطع حتى لا تألفها العين فتكون مشاهدتها مقبولة عند الناس.

- تعميم ثقافة اللاعنف في المدارس والشوارع وعرض اسبابه ونتائجه.

- القيام بحملة اعلانية تنشر في المواقع التواصل عن العنف واثاره وبيان حقوق الاطفال. توحد الكلمة (كلن يعمل على شاكلته) من دون تفرقة او تميز فقط اعمل لصالح هؤلاء الاطفال وانقذهم من العنف وان كانوا على غير دين او ملة الانسانية هي التي توحدكم، كما قال الامام علي (عليه السلام ): الناس صنفان إما أخ لك في الدين أو نظير لك في الخلق.

ما هي مظاهر العنف؟ هي الاعتداء الجسدي، أو الجنسي، أو سوء معاملة، أو إهمال يتعرض له الطفل من قبل ابوية او من يعتني به، ويكمن أن يمارس العنف في البيت، أو في المدارس، أو في أي من الشارع، وفي تقرير مفصل عن منظمة اليونيسف عن العنف ضد الاطفال والذي يشمل الاعتداءات الاربعة وهي.

الاعتداء الجسدي: هو الاعتداء الجسدي الموجهة للطفل من قبل شخص اكبر منه، من الضرب والركل، والدفع والصفع والحرق، وإحداث الكدمات، وسحب الأذن أو الشعر، والطعن، والخنق، أو ربط وهز الطفل الذي قد يسبب متلازمة هز الرضيع، والتي يمكن أن تؤدي إلى الضغط المخي، وتورم في الدماغ، وإصابات المحوري المنتشر، ونقص الأوكسجين، الأمر الذي يؤدي إلى بعض المشاكل مثل الفشل في النمو الجيد والقيء والخمول، والنوبات، وانتفاخ أو توتر فجوة رأس الجنين، وتغيير في التنفس.

العنف الجنسي: يشكل العنف الجنسي ضد الأطفال انتهاكاً جسيماً لحقوق الطفل، ومع ذلك فهو يمثل أيضاً واقعاً عالمياً في كافة البلدان وبين جميع الفئات الاجتماعية، وهو يأخذ شكل الاعتداء الجنسي أو الاغتصاب أو التحرش الجنسي أو الاستغلال، أو المواد وفي عام 2002، أشارت تقديرات منظمة الصحة العالمية إلى أن 150 مليون فتاة و73 مليون صبي دون سن 18 سنة قد أجبروا على ممارسة الجنس القسري أو غيره من أشكال العنف الجنسي التي تنطوي على اتصال جسدي (دراسة الأمم المتحدة بشأن العنف ضد الأطفال). ومن المرجح أن هناك ملايين آخرين يتم استغلالهم في الدعارة أو المواد الإباحية كل عام، وفي أغلب الأحيان يتم ورغم ذلك فإن الحجم الحقيقي للعنف الجنسي ما زال مخفياً، بسبب طبيعته الحساسة وغير المشروعة.

العنف العاطفي: وهو الأصعب تعريفاَ قد يتضمن الشتم والسخرية والإهانة والهدم للانتماءات الشخصية والتعذيب أو القتل لحيوان أليف يخص الطفل أو الإفراط في الانتقاد والمطالب المفرطة والغير ملائمة والمنع عن الاتصال مع الآخرين أو الإذلال والنبذ الدائم. ويمثل الإهمال نسبة 54% من الحالات المؤكدة من العنف ضد الأطفال، و22% من العنف الجسدي و8%العنف الجنسي و4% من سوء المعاملة العاطفية و12% أشكال أخرى من سوء المعاملة، وذلك وفقا للجنة الوطنية الأميركية لمنع إساءة معاملة الطفل في عام 1997.

حالات الوفاة الناتجة عن العنف ضد الأطفال: عندما تكون وفاة الطفل ناتجة عن سوء معاملته أو إهماله، أو عندما تكون سوء المعاملة أو الإهمال من العوامل التي تساهم في وفاة الطفل، فحالات الوفاة الناتجة عن العنف ضد الأطفال معروف انه لا يمكن حصرها بشكل دقيق، حيث يقدر إن 60 إلى 85% من حالات الوفاة ترجع إلى سوء المعاملة ولا يتم تسجيلها في شهادات الوفاة.

إن الأطفال الناتجين عن حالات الحمل الغير مقصود هم أكثر عرضة للعنف والإهمال.

الإدمان قد يكون عامل أساسي لوقوع الإيذاء على الأطفال ففي أحد الدراسات الأمريكية وُجد أن غالبية أولياء الأمور الذين يسيئون لأطفالهم هم أولئك الذين ثبت تعاطيهم للمخدرات غالباً الكحول والكوكايين والهروين، وهم من يرفض غالباً الخدمات التي تفرضها المحكمة والأدوية.

الكبت والحرمان هو من يدفع الاباء الى ممارسة العنف مع الاطفال لتخفيف عن معاناتهم .

عدم الشعور بالمسؤولية امام هذا الطفل الذي اودعه الله ويسال عنه في يوم الحساب

الجهل العصري في الضرب الوحشية مازالت تعشش في عقولهم الخالية.

قسوة القلب والتي تأتي من عدم الايمان واكل الحرام.

نبذ العنف في احاديث أهل البيت (عليهم السلام)

فعن عبد الله بن سنان عن أبي عبد الله (عليه السلام ) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) من نظر الى مؤمن نظرة ليخيفه بها اخافة الله عز وجل يوم لا ظل الا ظله.

وعن محمد بن عبيد بن مدرك عن ابي عبد الله (عليه السلام) قال: من أعان على مؤمن بشطر كلمة لقى الله عز وجل وبين عينيه مكتوب آيس من رحمة الله.

--------------------
المصادر:
الاجتماع لسماحة المرجع ايه الله العظمى السيد محمد الشيرازي.
الامم المتحدة / منظمة اليونيسف العالمية / حقوق الانسان .