صرّح (نيكولاي ستاريكوف) الباحث الروسي المعروف والمتخصص في شؤون السياسة الدولية في لقاء معه: إنَّ الولايات المتحدة الأمريكية تجهّز لحرب طويلة الأمد وقودها الشرق الأوسط، ومن ضمن آليات تلك الحرب زعزعة الوضع في دول المنطقة عبر افتعال أزمات بين الحكومات وشعوبها.

إذ تَعْمد واشنطن بسبب قلقها في هيمنتها السياسية على العالم من جهة والمحافظة على نظامها الاقتصادي عبر قوة غطاء عملتها عالمياً (الدولار) من جهة أخرى، بلحاظ أنّ نظامها نظام رأس مالي أكثر ما يعتمد على الهيكلية الاقتصادية، لذا فهي تسعى جادة إلى زعزعة الاقتصاد العالمي وجرّه أسيراً للدولار، فإرباك منطقة الشرق الأوسط (الغنية بالثروات) واجهاض تطورها عبر افتعال أزمات تعد السبيل لتحقيق مبتغى واشنطن الرئيس.

إنّها (الثورات الملونة) السبيل لإثارة الفوضى وإراقة الدماء واصطباغ الشوارع باللون الأحمر مصداقاً عن تحقيق اشعال فتيل تشظي الأوطان إلى أشلاء يسهل السيطرة عليها .

يقول(نيكولاي ستاريكوف) بلحاظ تلك الرؤية: إذا كانت الحكومات غير قادرة على اطلاق النار على شعوبها فيجب مساعدتها بأيادٍ خفية عن طريق بعض الآليات مثل القناصة المجهولين وأثرهم في قنص بعض من رجال الأمن والمتظاهرين معاً كما حدث ذلك في أغلب عواصم الشرق الأوسط، إذ يعد ذلك كفيلاً لصناعة حال المواجهة غير المنضبطة في الشارع خاصةً إذا ما تزامن معها ضج اعلامي ممنهج.

أقول: لوقود تلك الثورات المغلوب على أمرها بجعلها حمراء أو سوداء آليات متعددة كما حدث في العراق كصناعة داعش وتهيئة مقومات بقائه وتعزيز قوته وجعله الأداة لتنفيذ مرتسم المخطط العالمي الكبير الذي كان أحد مصاديقه تجزئة العراق، فضلاً عن آلية القتل على الهوية في أحداث 2006م، وتفجير بعض المراقد المقدسة وأماكن لرموز وطنية وحضارية... الخ. مما يتطلب يقظة تؤمن بأنّ الثورات الملونة السلمية التي حملت لون البنفسج والورد والزعفران والزنبق والقرمز ثورات ينبغي أن لا تُصطبغ بالون الدم ولا تُعطر بنتانة عفونته.

مما يلزم أن تكون لنا رؤية استراتيجية تستقرأ كل الاحتمالات مع وضع مرتسم لحل كل السيناريوهات عبر استشراف المستقبل وقراءته حال تعرضنا لأحداث تربك والوضع وتخرجه عن السيطرة.

..................................................................
* الآراء الواردة في المقال قد لا تعبر بالضرورة عن رأي شبكة النبأ المعلوماتية.

اضف تعليق