تعرضت مدينة (دير الزور) شرقي سوريا خلال الأيام الماضية لهجوم مباغت وواسع شنّه تنظيم داعش بعد حصار دام سنتين سيطر خلالها على ما يقارب 60% من المدينة ولا زالت المعارك محتدمة بين الجيش السوري والتنظيم حتى كتابة هذه السطور، فما هي الأهداف والأسباب التي دفعت التنظيم الإرهابي للقيام بهذا الهجوم وفي هذه المرحلة ؟؟
لهذا الهجوم أسباب (عسكرية، مادية، نفسية) نلخصها بالآتي:
أسباب عسكرية:
1.يحاول داعش تحقيق مكاسب عسكرية مستغلا الظرف العسكري والسياسي المضطرب في سوريا والمنطقة.
2. يسعى الى توسيع العمق الجغرافي الدفاعي والمجال الحيوي لمناطق سيطرته استعدادا للمعركة المقبلة.
3. يدرك داعش الأهمية الإستراتيجية لمحافظة دير الزور باعتبارها متاخمة للحدود العراقية باتجاه منطقة الجزيرة وبادية الأنبار الشمالية والغربية.
4. مرحلة ما بعد الموصل بدأت بعودة داعش لاستراتيجة (حرب العصابات) والعودة إلى الصحراء وهذا يستلزم تعبويا بالنسبة لداعش السيطرة على امتدادها ومفاصلها الحيوية ودير الزور منصة الصحراء الغربية المتقدمة.
5. مدينة دير الزور التي يحاصرها داعش منذ مطلع 2015 تعد ممرا استراتيجيا للعمليات والإمداد ما بين الرقّة وألبو كمال المجاورة لمدينة القائم عند الحدود العراقية.
6. يسعى داعش الى الحصول على أسلحة وذخائر من خلال السيطرة على مخازن الأسلحة الكبيرة في مطار دير الزور العسكري.
أسباب مادية:
داعش يعتبر دير الزور أحد أهم مصادر التمويل ويسميها ( ولاية الخير) لاحتوائها على آبار نفط وغاز ومناطق زراعية وخزان بشري وهو حريص على إكمال سيطرته عليها بعد افلاسه وانهيار نظامه الاقتصادي الريعي..
أسباب نفسية
يسعى تنظيم داعش إلى إيجاد معادل ميداني من خلال تحقيق مكاسب عسكرية وان كانت محدودة لتعويض خسارته في الموصل ومنح عناصره ومقاتليه وأنصاره حافزا معنويا ونفسيا يرمم الأضرار الجسيمة التي لحقت ببنيته المعنوية المتهاوية..
حرب الصحراء
التحليل الدفاعي والتقييم الاستراتيجي لتحركات داعش هو أنه باشر بنقل نشاطه إلى الصحراء والعودة الى (مرحلة ما قبل التمكين).. (حرب العصابات والكر والفر والإرهاب الجوّال) وهذا يقتضي منه إحكام السيطرة على بعض المناطق والعقد ذات البعد الحيوي للسيطرة على الصحراء وبضمنها ( دير الزور، تدمر، الحدود السورية مع العراق، القائم) ونستدل على استراتيجية داعش الجديدة قيامه بهجمات إرهابية في المحافظات المتاخمة للصحراء مثل( النجف الأشرف، كربلاء المقدسة، سامراء، الشرقاط، بلد )..
وهذا يقتضي التخطيط والاستعداد لتقويض مشاريع داعش الإرهابية وإحباط نواياه العدوانية..
اضف تعليق