يجب ان نسأل هل يمتلك الحشد الشعبي غطاءا شرعيا للقتال في سوريا؟ وهل تمتد فتوى الجهاد الكفائي لتشمل الاراضي السورية ام انها مقتصرة على الاراضي والمقدسات العراقية؟
يبدو ان الاجابة ستكون بالنفي عن هكذا تساؤلات، وكما ورد الينا فان المرجعية لديها النية بإيقاف العمل بفتوى الجهاد الكفائي بمجرد تحرير كامل الاراضي العراقية من قبضة داعش الارهابية.
ثانيا، علينا مناقشة وضع بعض الفصائل العراقية التي تقاتل بجانب النظام في سوريا، اذ تواجه هذه الفصائل العديد من المشكلات ولعل أبرزها عدم تسجيل شهادات وفاة عراقية لشهدائها ويبقى وضعهم معلقا ناهيك عما تواجهه اسرهم بقضايا المواريث وغيرها، وحتى مسألة نقل جثثهم الى العراق اذ تكلفهم ماديا فيضطرون لدفنها في سوريا وخاصة لصغار المقاتلين، فالحكومة العراقية لا تعترف بوضعهم هناك وبالتالي يدخلون في الاشكال القانوني الذي يضاف الى الاشكال الشرعي.
ثالثا، موضوعة المعنويات والروح القتالية لها دور كبير في العراق اذ انهم يدافعون عن ارضهم ومقدساتهم وبالتالي هناك عقيدة قتالية واضحة المعالم في العراق، فهل ستكون لهم مثلها في سوريا، فسؤال المعنويات هو الاهم في موضوع قتالهم.
رابعا، وضعهم في القانون الدولي اذ تعد القوانين الدولية المقاتلين في مثل هكذا حالة (مرتزقة) وبالتالي سيسهل على اعداء الحشد الشعبي الصاق تهمة (الارهاب) بهم اسوة بداعش، فالحرب على الحشد الشعبي في أشدها واصدقاء وممولين داعش سيفرحون لدخول الحشد الشعبي العراقي الى سوريا لكي يطبلوا ويلصقوا به تهمة الارهاب التي يسعون اليها منذ سنتين، اذ سنعطي لهم الذريعة القانونية لإكمال ملفهم الذي يعملون عليه منذ سنتين.
خامسا، لدى الحشد قدرة على مسك الارض وارعاب داعش، فاذا ما ذهب الى سوريا فانه قد يعطي الفرصة لداعش لكي تهاجم المناطق الرخوة امنيا في العراق لان سيخلف فراغا كبير في مناطق عديدة في العراق. ان جر الحشد الشعبي في المستنقع السوري سيكون بمثابة القشة التي ستكسر ظهر البعير كما يقول المثل العربي، لذا ارى ان بقاء الحشد ضمن حدود العراق هو أفضل خياراته في الوقت الحاضر والله اعلم.
الاتفاقيات العربية لم يعد لها وجود بل اصبحت حبر على ورق، اما مبادئ حسن الجوار فان النظام في سوريا هو من أخل به، هل نسينا تدفق مقاتلي القاعدة من سوريا وتجنيدهم وجمعهم وارسالهم الى العراق من قبل هذا النظام؟ ارجوا ان لا ننسى ذلك فالذاكرة يجب ان لا تخوننا.
اما بخصوص القوانين الدولية ففي العادة بعد ان تضع الحروب اوزارها تبدٲ الدول بتقديم ملفاتها للمحاكمات الدولية لذلك انا أخشى على الحشد من ذلك خاصة ان لدينا معلومات عن وجود مثل هكذا ملف تعده دول كثير كقطر وتركيا والسعودية وحتى بعض ساسة العراق المتدعشين فالكل يسجل ويوثق ويفبرك وهو ينتظر الفرصة لكي ينقصوا بحرابهم على الحشد.
واود اضافة قضية اخرى وهي ان الجيش السوري على ابواب معركة الرقة بعد ان ينتهي من حلب والرقة اقرب للعراق لذلك جر الحشد الشعبي العراقي لهذه المعركة من قبل الحكومة السورية يوفر عليها الجهد اللوجستي بالإضافة الى توفير مقاتلين متمرسين على قتال وهزيمة داعش.
لكن كما قلت سوريا مستنقع ولا اظن ان الحشد سينجر لهذا المستنقع وهناك فرق بين التصريحات والتطبيق العملي، ولا اظن ان الحكومة العراقية ستوافق على ذلك فالسيد العبادي لن يدخل هكذا مغامرة من اجل نظام البعث في سوريا يجب ان لا ننسى ولا تأخذنا عواطفنا بعيدا، كما يجب علينا ان نتذكر ان الانظمة تزول لكن الشعوب تبقى ولا تنسى وعلينا عدم الانغماس في معركة ضحيتها في النهاية الشعب السوري الشقيق.
وان معركة الرقة سيكون الجيش التركي طرفا فيها ناهيك عن مقاتلي اكراد سوريا بالإضافة الى الجيش السوري والدعم الروسي والمقاتلين الموالين لسوريا، ويراد جرنا اليها من قبل الحكومة السورية وهذا ذكاء منهم ولكنه سيكون عكس ذلك بالنسبة لنا، ارجوا التأكيد على ذلك وعدم التفريط بأرواح شبابنا من اجل قضية خاسرة ونظام سيء وارض غير ارضنا وقضية ليست بقضيتنا. لينا عشرات الملفات بعد داعش ولا احد يرغب ان تكون سوريا احداها (خلينا بضيمنا) كما يقول المثل العراقي.
اضف تعليق