شبكة النبأ: عززت فرنسا من تواجدها العسكري في التحالف الدولي الذي دعت اليه الولايات المتحدة الامريكية لمحاربة تنظيم ما يسمى (الدولة الاسلامية/ داعش)، بعد ان ارتفع عدد مقاتلاتها الى تسع طائرات (من نوع رافال)، اضافة الى طائرة إمدادات من طراز (سي-135) وطائرة استطلاع من نوع (اتلانتيك2)، فيما اعنت الرئاسة الفرنسية تعزيز انتشار العسكري من خلال إرسال فرقاطة مضادة للطيران (اسمها جان-بارت) إلى الخليج قريبا، في مهمة وصفها خبراء الاهم للقوات الفرنسية (التي اصبحت شريك اساسي مساند للولايات المتحدة في التحالف الدولي) في مكافحة التنظيمات المتطرفة خارج حدودها الادارية، على الرغم من اقتصار الدور العسكري (في هذه المرحلة على الاقل) على الطلعات الجوية فقط، بخلاف ما قامت به في مناطق اخرى من العالم، وبالأخص في افريقيا.
الا ان مراقبون يرون ان اهمية هذه الحرب لفرنسا تكمن في عدد الجهاديين الفرنسيين اللذين انظموا الى تنظيم داعش، سيما مع وجود تقارير عالمية تتحدث عن وجود ما يقارب (3000) اوربي جهادي انتقلوا من فرنسا نحو سوريا والعراق، ثلثهم –تقريبا- من فرنسا، وهو امر افزع السلطات الفرنسية التي تظم اكبر جالية مسلمة في عموم اوربا، وان فرنسا باتت مجبرة على مقاتلة التطرف الفكري الذي يحمله هؤلاء المقاتلين خارج اراضيها، لان الامر سيكون كارثيا بالنسبة لها، في حال تمكن الجهاديين من العودة الى فرنسا لتنفيذ عمليات (تدربوا عليها خلال فترة تواجدهم مع التنظيم) انتحارية مشابه لما يجري في العراق وسوريا وغيرها من بلدان العالم، لكن في فرنسا.
ويبدو ان الخوف من انتشار الافكار المتطرفة التي يحملها التنظيم ويروج لها على مواقع التواصل الاجتماعي والمواقع الجهادية الاخرى المنتشرة على الانترنت، من خلال اعوانه المتمرسين على استخدام طرق التواصل وكسب الشباب، دفع فرنسا الى فرض المزيد من القيود والتشدد، من خلال خطة شاملة لمكافحة الارهاب في الداخل ايضا.
فقد اكدت وسائل اعلام اميركية ان ضابطا سابقا في الاستخبارات الفرنسية التحق بصفوف الجهاديين في سوريا واستهدفته غارة اميركية نهاية ايلول/سبتمبر، لكن باريس نفت ذلك، وذكرت مجموعة ماكلاتشي الصحافية الاميركية استنادا الى مصادر في الاستخبارات الاوروبية ان رجل الاستخبارات السابق الذي لم تكشف هويته، التحق بتنظيم القاعدة في افغانستان ثم في سوريا، واضافت هذه المجموعة التي تملك 29 صحيفة يومية اميركية انه "حادث انشقاق غير مسبوق على هذا المستوى".
وفي وقت لاحق اكدت هذه المعلومات نقلا عن مسؤولين اميركيين في الاستخبارات طلبا عدم كشف هويتيهما، واضافت ان "جاسوسا فرنسيا سابقا التحق بصفوف القاعدة واستهدفته غارة جوية اميركية في سوريا هدفها منع المجموعة الارهابية من تفجير طائرات في الاجواء الاوروبية والاميركية"، ونفت وزارة الدفاع الفرنسية تورط اي عميل فرنسي سابق، وقال مسؤول في الوزارة ان "المعلومات التي نشرت بشأن الانتماء المفترض لذلك الشخص المذكور الى اجهزة استخبارات وزارة الدفاع غير صحيحة اطلاقا".
من جانبها رفضت المديرية العامة للامن الخارجي (الاستخبارات الخارجية) الادلاء باي تعليق وكذلك وزارة الخارجية الفرنسية، وقال الناطق باسم الوزارة رومان نادال في مؤتمر صحافي الكتروني "لا نعلق على الشائعات الصحافية"، واضافت مجموعة ماكلاتشي ان ذلك العسكري السابق الخبير في المتفجرات كان بين الاشخاص الذين استهدفتهم طائرات اميركية قصفت مواقع جبهة النصرة، الفرع السوري لتنظيم القاعدة لكنه "نجا على ما يبدو"، ويبدو انه يقوم حسب الاميركيين، بدور اكبر من محسن الفضلي الزعيم المفترض لجماعة خراسان الموالية ايضا لتنظيم القاعدة، الذي يبدو انه قتل في تلك الغارة. بحسب فرانس برس.
من جهتها قالت اي بي سي نقلا عن مسؤولين اميركيين في مكافحة الارهاب "رغم التاكيدات على شبكات التواصل الاجتماعي من قبل اعضاء في القاعدة ليس هناك اي دليل على مقتل (محسن الفضلي)"، ونقلت الشبكة عن مسؤول استخباراتي قوله ان "ليس هناك اي اثبات بان قياديين في تنظيم الدولة الاسلامية قتلوا في الغارات الجوية اليومية" التي ينفذها الاميركيون والدول المشاركة في الائتلاف المناهض للجهاديين.
فيما اعلن مصدر في الشرطة الفرنسية انه تم العثور على فتاة فرنسية تبلغ من العمر 15 عاما يشتبه بانها تريد التوجه الى سوريا "للجهاد"، بعد اربعة ايام على اعلان اختفائها من منزل عائلتها، وفي هذه القضية التي اثارت ضجة في سائل الاعلام في فرنسا حيث توجد اكبر جالية مسلمة في اوروبا، اتخذت السلطات بحقها اجراء منع من الخروج ينص عليه القانون المصادق عليه في ايلول/سبتمبر للحؤول دون رحيل الراغبين في الجهاد، كذلك فتح القضاء تحقيقا تحت عنوان "اختفاء مثير للقلق" ودعا الى الادلاء بالشهادات، في حين لم تكن الفتاة مدرجة في سجل الاشخاص المطلوبين.
واودعت الفتاة واسمها آسية سعيدي قيد الحبس الاحترازي بناء على طلب من مدعي فيان (وسط شرق) ماتيو بوريت بتهمة "سرقة بطاقة اعتماد مصرفية" بانتظار استكمال التحقيقات، وصرحت الفتاة لقناة ال سي اي انها كانت راغبة في الجهاد متأثرة بعلاقات اقامتها عبر الفيسبوك، لكنها بعد ذلك عدلت عن تلك الفكرة لانها وجدت وظيفة في مرسيليا، وافاد مصدر قريب من الملف ان "والدي الفتاة عثرا عليها في حانة قرب محطة قطارات سان شارل بمرسيليا حيث كانت تعمل منذ بضعة ايام"، واوضح المصدر ان "الوالدين وزعا صورا كثيرة لابنتيهما في الحي وافاد شاب قال انه عثر على الفتاة لوالديها اعرفها" معربا عن الاسف لان الوالدين "ابلغا اولا وسائل الاعلام ثم الشرطة".
واعربت والدة الفتاة في تصريح لقناة "بي اف ام" عن سعادتها وقالت "قررنا الذهاب الى مرسيليا وبحثنا عنها كامل اليوم اننا سعداء جدا لانها لم ترحل الى الخارج"، وعرفت اسباب رحيلها للمحققين عن طريق حساب فتحته الفتاة على الفيسبوك خفية عن والديها مستخدمة اسما مستعارا، وقال بوريت ان "رسائل (الفيسبوك) كانت واضحة تدل على رغبتها بالفرار منذ عدة اسابيع بهدف مغادرة فرنسا من اجل الجهاد"، وقال المحققون ان الفتاة كانت على اتصال بشخص قال انه يريد مغادرة فرنسا "قبل نهاية ايلول/سبتمبر" وكتبت الفتاة على صفحتها على فيسبوك ان "اخا كان ينتظرها"، وتفيد الارقام الرسمية الفرنسية ان حوالى 950 شخصا متورطون في شبكات التجنيد نحو سوريا والعراق.
تحرك عسكري
بدورهم قال مسؤولون إن فرنسا سترسل مزيدا من الطائرات المقاتلة وسفينة حربية لضرب متشددي الدولة الإسلامية في العراق وستبحث مع الولايات المتحدة وضع استراتيجية للتحالف طويلة الأجل للتعامل مع أعمال العنف المسلحة التي يقوم بها متشددون بما في ذلك في سوريا، وكانت فرنسا أول بلد ينضم إلى التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة في توجيه ضربات جوية لمتشددي الدولة الإسلامية في العراق الذين سيطروا على مساحات كبيرة من سوريا المجاورة في سياق الحرب الأهلية المستمرة منذ ثلاثة أعوام هناك، ولكن فرنسا أثارت مخاوف من أن العمل العسكري في سوريا من شأنه خلق فراغ قد تستغله قوات الرئيس السوري بشار الأسد ودعت إلى جهود متضافرة لتعزيز وتدريب المعارضين المعتدلين للأسد على الأرض.
وقبيل زيارة إلى واشنطن يقوم بها وزير الدفاع جان إيف لو دريان للقاء نظيره الأمريكي قالت وزارة الدفاع الفرنسية ان فرنسا سترسل ثلاث طائرات مقاتلة اضافية من طراز رافال لتتمركز في الامارات وسترسل سفينة حربية الى الخليج لدعم القوات العراقية التي تقاتل تنظيم الدولة الاسلامية، وقال مصدر رفيع في وزارة الدفاع الفرنسية في بيان "سيعزز ذلك من قدرتنا على زيادة وتيرة العمليات في الأيام المقبلة"، ولفرنسا حاليا ست طائرات مقاتلة وطائرة مراقبة بحرية من نوع أتلانتيك 2 وطائرة للتزود بالوقود في قاعدتها في الإمارات العربية المتحدة في إطار مهمة "شامال" في العراق، ونفذت فرنسا ضربتين جويتين وحسب في العراق منذ بدء العمليات في منتصف سبتمبر أيلول، وسلمت 140 طنا من المعدات العسكرية لقوات البشمركة الكردية التي تخوض مواجهة مع الدولة الإسلامية في شمال العراق، وقامت أيضا بتدريب مقاتلي البشمركة. بحسب رويترز.
وقال المصدر في وزارة الدفاع "نحن (التحالف) ما زلنا في المرحلة الأولية، الهدف من هذه الضربات الجوية هو كسر الزخم الذي اكتسبته (الدولة الإسلامية) ومحاولة وضع حد لزمام المبادرة الذي يمسكونه وأن يبدأوا بتكبد الهزائم"، وسيطرت الدولة الإسلامية على مساحات كبيرة من شرق سوريا وغرب العراق في مسعى لإنشاء خلافة عابرة للحدود بين نهري دجلة والفرات وترويع الأهالي كي يستسلموا من خلال ذبح من يبدون مقاومة، وأخرجت قوات كردية عراقية مقاتلي الدولة الإسلامية من معبر حدودي استراتيجي مع سوريا وحصلت على دعم من أعضاء قبيلة سنية كبيرة في واحد من أكبر النجاحات منذ بدء القصف الذي تنفذه القوات الأمريكية على الإسلاميين، واشارت تركيا إلى أنها قد ترسل قوات إلى سوريا أو العراق وستسمح للحلفاء باستخدام القواعد التركية في مقاتلة الدولة الإسلامية، يأتي ذلك بينما يقصف التحالف متشددين يحاصرون بلدة على حدودها الجنوبية مع سوريا.
وقال المصدر الفرنسي الذي قدر عدد مقاتلي الدولة الإسلامية بما بين 25 ألفا و35 ألفا إن زيارة لو دريان لواشنطن ستركز على كيفية جعل القوات العراقية والكردية والسورية المعارضة تشن هجوما على الأرض، وأضاف "المرحلة المقبلة هي أن تستعيد القوات المحلية الأراضي، سيستغرق ذلك عدة شهور كي يتبلور"، وتابع قائلا "فيما بين الحلفاء (وهذا من ضمن أسباب توجهنا لواشنطن) يتعين علينا الاتفاق على كيفية الوصول إلى هذا الهدف والوسائل التي سنستخدمها من أجل تدريب وتجهيز الذين يقاتلون داعش"، وداعش اختصار غير رسمي للاسم القديم لتنظيم الدولة الإسلامية وهو "الدولة الإسلامية في العراق والشام".
وقالت فرنسا التي زودت المعارضين السوريين بكمية محدودة من السلاح في الماضي إنها ستعزز المعارضة المعتدلة لمقاتلة الأسد والدولة الإسلامية، وتقدر فرنسا أن عدد المقاتلين المعارضين للأسد يبلغ 80 ألف مقاتل، وينقسم تنظيم الدولة الإسلامية إلى 1500 مجموعة مقاتلة، ومن بين هؤلاء هناك 15 ألف مقاتل ينتمون إلى الجيش السوري الحر بينما ينقسم الباقون بين الجبهة الثورية السورية والجبهة الإسلامية، وتابع المصدر "الفكرة تكمن في إعطاء المعارضة القدرة على المقاومة واتخاذ زمام المبادرة ضد عدوين تواجههما"، مضيفا أنه في ظل ضعف الجيش السوري الحر والنزاعات الداخلية فإن التحالف بحاجة لتنسيق الجهود، وامتنع المصدر عن القول من هي الجماعات التي تدعمها فرنسا أو كيف قدمت المعونات لها ولكنه أشار إلى الطبيعة المفتتة للجماعات السورية قائلا إن تسليح المتمردين تم على أساس كل حالة على حدة.
تأييد الرأي العام
فيما أظهر استطلاع أجرته مؤسسة أي.إف.أو.بي. أن التأييد لتدخل فرنسا ضد متشددي تنظيم الدولة الإسلامية في العراق ارتفع ليصل إلى نحو 70 في المئة بعد أن ذبحت جماعة جزائرية إسلامية متشددة مواطنا فرنسيا في وقت سابق، ونفذت فرنسا (وهي أول بلد غربي ينضم للولايات المتحدة في ضرب أهداف في العراق) غارات جديدة غربي بغداد بعد يوم من مقتل ايرفيه جورديل كرد فعل انتقامي على التحرك العسكري الفرنسي، وقالت أي.إف.أو.بي. عن استطلاعها الذي شمل 1751 بالغا "بدلا من أن يضعف ذلك التأييد للتدخل وهو ما أراده الجهاديون تمخضت الجريمة عن نتيجة معاكسة".
ونظم مسلمو فرنسا دقيقة صمت أمام مسجد باريس الكبير بعد صلاة الجمعة ترحما على روح المتسلق الفرنسي إيرفيه غوردال الذي اغتالته جماعة "جند الخليفة" الإرهابية بأعالي جبال جرجرة بالجزائر وتضامنا مع عائلته وأقاربه، ورفع المصلون والمتضامنون، الذين بلغ عددهم نحو ثلاثة آلاف، عدة شعارات مناهضة للإرهاب ولتنظيم "الدولة الإسلامية"، معتبرا إياه بتنظيم "إرهابي" و"إجرامي ليس له أية علاقة بالدين الإسلامي"، ومن أبرز هذه الشعارات، "تنظيم الدولة الإسلامية منظمة إجرامية وإرهابية"، "الإسلام والمسلمون مع السلام"، "الدولة الإسلامية ليست إسلامية بل غير إنسانية".
وفي خطابه، شكر عميد مسجد باريس دليل بوبكر كل الذين حضروا من أجل الإثبات للعالم أنهم مسلمون متفتحون على الآخرين وأنهم غير متطرفين، مشيرا إلى أن "أولائك الذين اغتالوا إيرفيه غوردال في الجزائر باسم الإسلام ليس لديهم أيه علاقة بالدين الإسلامي"، وقال دليل بوبكر، "اليوم نعبر عن تضامننا مع إيرفيه غوردال ونقدم تعازينا لعائلته ولأقاربه"، مضيفان "الإسلام يدعو إلى الخير وينبذ العنف ويحترم الحياة ويحرم القتل"، مستدلا بالقرآن قائلا "عندما نقتل رجلا كأننا قتلنا الإنسانية جمعاء وعندما ننقذ رجلا كأننا أنقذنا الإنسانية بكاملها"، وأشار عميد مسجد باريس إلى أن التجمع الذي نظمه المسلمون يعبر عن "رغبتنا في العيش سويا في بلد واحد وموحد هو فرنسا، كلا حسب معتقداته الدينية"، وختم قائلا، "نحن الشعب الفرنسي الموحد والذي لا يستطيع أحد أن يفرقه".
من جهته، أعرب الأب ديبوسك وهو أسقف ضاحية إيفري الباريسية عن استياءه مما يعانيه المسلمون في فرنسا من "هجمات عنصرية" و"انتقادات ظالمة" من قبل بعض الجهات، دون أن يذكرها، وبصوت عال، قال للمشاركين، "جئت هنا لأطلب منكم أن ترفعوا رؤوسكم و تفتخروا بدينكم وبقيمكم الإسلامية"، وأضاف "علينا أن نتوحد للتغلب على الإرهاب ولكسب معركة السلام والأمن"، تابع" نحن متأكدون بأن الإرهاب لن يتوقف غدا، لكن في نفس الوقت يمكن لنا أن نربح المعركة إذا تمكنا من تربية أطفالنا في أجواء من الحرية والاحترام المتبادل والانفتاح على الأخر". بحسب رويترز.
وإلى ذلك، دعت رئيسة بلدية باريس آن إيدالغو المسلمين إلى الكف عن الاعتذار إزاء ما يقوم به الإرهابيون من أعمال "إجرامية" و" إرهابية" لأن لا علاقة لهم بها"، وقالت "نحن هنا لتكريم مواطننا المقتول من قبل مجرمين، نحن نعيش في بلد تعود على التنوع منذ قرون وفي عاصمة جعلت من التنوع أحدى قيمها الأساسية".
تهديدات جهادية
الى ذلك قرر المجلس الأعلى للدفاع والأمن الفرنسي تشديد الإجراءات الأمنية في الأماكن العامة ووسائل النقل للحيلولة دون وقوع هجمات إرهابية ضد المواطنين الفرنسيين والسياح، كما دعا المجلس، الذي عقد اجتماعا طارئا في باريس، إلى أخذ إجراءات أمنية إضافية لحماية المصالح الفرنسية عبر العالم والفرنسيين الذين يعيشون في الخارج، ويأتي هذا الاجتماع، الذي ترأسه فرانسوا هولاند، غداة مقتل الرهينة الفرنسي إيرفيه غورديل من قبل جماعة إرهابية تطلق على نفسها اسم "جند الخلافة" في منطقة القبائل بالجزائر، وفي كلمته، كرم فرانسوا هولاند المتسلق الفرنسي إيرفيه غورديل، قائلا بأن فرنسا بأكملها في حداد، ومؤكدا أن "هذه الجريمة لن تمر دون عقاب".
وأشاد هولاند "بالشراكة "الجيدة" بين فرنسا والسلطات الجزائرية التي نشرت عددا كبيرا من أفراد جيشها بهدف تحرير غورديل" حسب هولاند، كما دعا هولاند الفرنسيين، على اختلاف أطيافهم الدينية إلى "توحيد الصفوف" و"التضامن" ومعارضة كل الجماعات التي تحاول إضعاف فرنسا من خلال بث التفرقة بين مواطنيها"، من جهته بدأ البرلمان الفرنسي نقاشا حول ضرورة تشديد العقوبات ضد من يلتحق بالجبهات القتالية في سوريا أو في مكان آخر، وأكد المجلس الأعلى للدفاع والأمن أنه في تواصل مستمر مع شركائه الأوروبيين لتنسيق الجهود الهادفة إلى إبعاد الخطر الإرهابي عن المنطقة وسبل التصدي للجماعات الإرهابية التي تهددها.
وفي ما يتعلق بالالتزام العسكري الفرنسي في إطار التحالف الدولي، أكد وزير الدفاع جان إيف لودريان أن فرنسا ستقصف فقط مواقع تنظيم "الدولة الإسلامية" في العراق ولن تتدخل في سوريا، مشيرا أن بلاده تقدم مساعدات كثيرة للجيش السوري الحر"، وأضاف إن ضرب مواقع جهادية في سوريا غير وارد اليوم لأنه لدينا عمل كبير يجب القيام به في العراق".
من جهة اخرى عبر ثلاثة فرنسيين، يعتقد أنهم جهاديون، مطار مرسيليا قادمين من تركيا دون أن يتعرضوا لأي مشكلة، فبدلا من النزول في مطار باريس حيث كان الأمن الفرنسي بانتظارهم، بادرت السلطات التركية إلى تغيير رحلتهم إلى مرسيليا مما دفع وزير الدفاع الفرنسي جان إيف لودريان للتعبير عن أسفه لغياب التعاون مع الأجهزة الأمنية التركية، وحسب لودريان قامت السلطات التركية بتغيير الرحلة التي استقلها الجهاديون، وبعد أن أشار إلى "حالة فوضى" وأكد أنه سيتم "إيجاد حل بسرعة"، قال إن "مبادرة السلطات التركية تغيير الرحلة مؤسفة"، إلا أنه اعترف بوجود خلل في نظام قراءة جوازات السفر في مرسيليا، وقال "حدث عطل في مرسيليا وهذا الأمر أعرفه". بحسب رويترز.
وقال "هناك على ما يبدو حالة فوضى لكنها ناجمة إلى حد كبير عن الصعوبات وعن غياب تعاون جيد جدا مع الأجهزة التركية"، وأضاف أن "هذه الفوضى تدل على أنه يجب تعزيز العلاقات والوسائل والتحركات مع السلطات التركية"، ووصل الجهاديون الفرنسيون الثلاثة العائدون من سوريا عن طريق تركيا إلى فرنسا بدون أن تعترضهم أي مشكلة، بينما كانت أجهزة الأمن بانتظارهم، وحتى أعلن توقيفهم في مطار أورلي بالقرب من باريس، لكنهم وصلوا إلى مرسيليا، وأحد الجهاديين الثلاثة زوج سعاد مراح، شقيقة محمد مراح الشاب الذي قتلته الشرطة في آذار/مارس 2012 بعدما شن هجمات قتل خلالها سبعة أشخاص بينهم أطفال في مدرسة يهودية، وقال لودريان إن "هذا لا يمنع أنه منذ أيام نوقف كل يوم أفرادا يشتبه بانتمائهم إلى شبكات جهادية ويم حبسهم وإحالتهم على القضاء"، وتابع أن السلطات "في حالة تيقظ بلا توقف".
اضف تعليق