q

بينما ينشغلُ الرئيس الاميركي باراك اوباما في البحثِ عن عدّة مئات من عناصر ما يصفها بالمعارضة المعتدلة في سوريا لتدريبها، وعلى مدى ثلاث سنوات، على القتال وتجهيزها بما تحتاج للانخراط في حربه على الارهاب، تكون التنظيمات الإرهابية قد نجحت في تجنيد الآلاف في صفوفها ممن غسلت أدمغتهم ماكينتها (الأيديولوجية) حول العالم!.

لا ادري ان كان الرئيس اوباما قد انتبه الى هذه الحقيقة ام لا؟ ام انه يواصل الضحك على ذقنه؟ فبينما يعرف حتى السذّج من الناس ان الارهاب صناعة (ايديولوجية) التكفير والكراهية التي انفق عليها نظام القبيلة الفاسد الحاكم في الجزيرة العربية تحديداً اكثر من (٨٠) مليار دولار خلال العقدين الماضيين فقط، لم ينفق الاتحاد السوفياتي السابق سوى أقل من (٧) مليار دولار لنشر الشيوعية وعلى مدى (٧٠) عاما، الا ان الرئيس اوباما يصرّ على تجاهل هذه الحقيقة فيقرر مرة اخرى التعاون مع نظام القبيلة ليجمع له عدّة مئات من عناصر المعارضة المعتدلة لتساهم في برنامجه التدريبي، وهي الطريقة نفسها التي اتّبعتها الإدارات السابقة عندما تعاونت مع نظام القبيلة لبناء معارضة (معتدلة) في أفغانستان انتجت فيما بعد (القاعدة) و(طالبان) فماذا ستنتج لنا هذه المرة يا ترى؟.

اعتقد ان على البيت الأبيض ان يصغي قليلاً الى ما بدأ يتكلم عنه بصراحة عدد من زعماء الكونغرس وكبار المحلّلين السياسيين، عندما بدأوا يسمّون الأشياء بأسمائها، من خلال ذكر نظام القبيلة كأوّل واهم منبع للارهاب في العالم، من خلال جهوده الكبيرة والواسعة التي يبذلها لنشر ثقافة الكراهية حول العالم والتي انتجت كل هذا العنف والارهاب.

ففي تصريحات له على قناة (سي ان ان) قبل يومين قال النائب الديمقراطي البارز في الكونغرس الاميركي، كويس مورفي (نحن نعرف أن السعودية تقوم منذ عقود بتمويل المنظمات التي يقودها رجال دين من أتباع المدرسة الوهابية والتي تقوم بدورها بتمويل المعاهد التي تدرّب الجهاديين الإسلاميين) وأضاف (سيكون علينا اجراء مفاوضات قاسية مع حلفائنا في الأسابيع والايام المقبلة، فقد تركنا الامور تسير بهذا الشكل اكثر مما ينبغي ولكننا الان نعي تلك الحقيقة والخطر الذي يهدد اميركا وحلفائها).

اما محلل الشؤون الخارجية في شبكة (سي ان ان) فقد قال في حديث مع القناة هذا الاسبوع (إن المملكة العربية السعودية إلى جانب كونها أكبر مصدر للنفط في العالم فإنها أيضا تعتبر أكبر مصدر لأيدولوجيا الكراهية في العالم، ومن الضروري أن توقف تمويل الإرهابيين) وأضاف بوبي غوش (إن السعودية تستخدم وارداتها من النفط لنشر هذه الأيدولوجية، فهم يصلون إلى مناطق مسلمة فقيرة في العالم ويرسلون رجال دين ليعلّموا سكان هذه المناطق المنهج الوهابي أو السلفي بالإسلام، وأن كل من لا يتماشى مع هذه الايدولوجية فإنه مرتد أو يستحق أقسى أنواع العقاب) فيما قالت تيري سترادا وهي أرملة قتل زوجها في أحداث 11 سبتمبر/ أيلول، في مقابلة مع CNN (بالتأكيد السعودية لها صلة بالأعمال الإرهابية التي يشهدها العالم، نعم السعودية تمول الإرهابيين) مجددة مطالبتها بالكشف عن 23 صفحة سرية في التحقيقات بهجوم 11 سبتمبر حيث تشير بصورة قوية للدور الذي لعبته المملكة) على حد قولها.

ان تأثير (الأيديولوجيا الفاسدة) أشد خطراً وأكبر تدميراً من كل أسلحة العالم، لانها تغيّر العقل وتبدّل طريقة التفكير، ولذلك ينبغي وضع خطط مفصّلة لهزيمة ايديولوجيا الكراهية التي يرعاها ويحميها نظام القبيلة الى جانب الخطط الأمنية والاستخباراتية والعسكرية التي يعكف قادة التحالف الدولي على وضعها في حربهم على الارهاب.

اقترح على العراق، بصفته عضواً في التحالف الدولي في الحرب على الارهاب، واحد اكثر المتضررين من الارهاب، وكونه اليوم يقاتل الارهاب بالنيابة عن العالم وتحديداً دول المنطقة، ومنها نظام القبيلة الحاكم في دول الخليج، اقترح عليه مفاتحة واشنطن بصفتها زعيمة هذا التحالف الدولي، لتبني الأفكار التالية؛

اولاً؛ التحرك على الامم المتحدة لتجريم الفكر التكفيري الوهابي الذي ينشر الكراهية، فهو ليس جزءاً من حرية التعبير ابداً، انه يسبب بقتل الأبرياء ويغسل ادمغة الشباب المغرر بهم لتفجير انفسهم في الأماكن العامة، ويحرض على صدام الأديان والحضارات والمدنيات.

ثانياً؛ تجريم فقهاء التكفير ومحاصرتهم وفرض الإقامة الجبرية عليهم ومنعهم من الحديث والخطاب وحضور الدروس والقاء الخطب والمواعظ، وكذلك منعهم من السفر، فانهم كخلية السرطان المتنقّلة اين ما حلت قتلت.

ثالثاً؛ المبادرة فوراً الى وضع اليد على كل المساجد والمدارس (الدينية) المنتشرة في الغرب الممولة من قبل نظام القبيلة، كما فعلت الادارة الأميركية عندما وضعت يدها على كل أموال نظام القبيلة في الولايات المتحدة الأميركية على اثر احداث ١١ أيلول عام ٢٠٠١ ولحد الان، على اعتبار انه نظام سفيه لا يميّز بين المصالح والمفاسد ولذلك ينبغي منعه من التصرف بأمواله والتي هي بالأساس أموال شعب الجزيرة العربية استولت عليها الاسرة الحاكمة باللصوصية والدجل والتزوير والسرقات المنظمة.

رابعاً؛ اعجب ممن يرى الارهاب وقد بدأ يقاتله على أسوار باريس وواشنطن وغيرها من عواصم الغرب، كيف يسمح للارهابيين التكفيريين ان ينظّموا مسيرةً (حاشدة) لأنصارهم في شوارع عواصم الغرب وبحماية الشرطة؟ كما حصل ذلك قبل فترة في العاصمة الدانماركية كوبنهاغن؟.

على الغرب ان يتعامل بحزم اكبر مع الخلايا النائمة فهي ليست مشروع ارهاب مؤجل لبلداننا فقط، وإنما هو كذلك للغرب في آن واحد.

...........................
* الآراء الواردة لا تعبر بالضرورة عن رأي شبكة النبأ المعلوماتية

اضف تعليق