لم تتفق الحكومة والبرلمان منذ عام ٢٠٠٣ والى اليوم على امر مثلما اتفقوا على ضرورة تحرير الفلوجة من ارهاب داعش، ولم يضرب مثلا حيا للوحدة بين مكونات الشعب العراقي معمدا بالدماء مثل الذي يجري على تخوم الصقلاوية واطراف حي الشهداء جنوب الفلوجة.. لكن ومع انطلاق عمليات تحرير المدينة منذ اكثر من عشرة ايام برز توجه عام دولي واقليمي؛ ومتصيد محلي؛ يسعى الى حرف المعركة عن اهدافها في محاربة داعش وتحرير ارض البلاد الطاهرة من دنس الارهاب، في جانبين:
- "إعلامي" يسعى الى تشويه حقائق المعركة وتزييفها وتمزيق وحدة القوات المشتركة، وتقوده قنوات اعلامية معروفة بولاءاتها الاقليمية المعادية للشعب العراقي.
- "انساني" وتقوده منظمات غير رسمية مثل العفو الدولية ورسمية تابعة للأمم المتحدة خبرنا مواقفها سابقا والتي لا تستند في اغلبها الى حقائق وانما توقعات وتقارير بعيدة عن الواقع على الارض. ويسعى هذا التوجه الى استثمار معاناة المدنيين الابرياء بتغليبها على كل ملفات المعركة المتمثلة بتحرير الكرمة والانتصارات المتتابعة والبطولات التاريخية التي يسطرها ابطال القوات المسلحة والحشد الشعبي والعشائري.
فلماذا استهداف وحدة الشعب العراقي في قضية مهمة مثل تحرير الفلوجة؟ ومن يسعى الى تمزيق وحدة الصف! اذا كان الجميع ضد الارهاب؟؟ ولماذا استهداف الحشد الشعبي دون القوات المسلحة والحشد العشائري رغم ان الجميع في جبهة واحدة؟ وما هذا الاهتمام المفرط بالمدنيين الابرياء في الفلوجة!! هل يخفي وراءه غايات اخرى ام انه انساني بحت!! وان كان كذلك فاين كان هذا الاهتمام وابناء الشعب العراقي يذبحون كل يوم قتلا وتفخيخا على يد الارهاب الذي تسعى العمليات العسكرية الحالية لتخليصنا من شروره!!.
وفي هذا السياق ينبغي إيضاح حقيقتين على جانب كبير من الأهمية في استهداف عملية تحرير الفلوجة، هما:
الاولى– ابراز حماية المدنيين رغم انه موضوع شائك اثناء العمليات العسكرية والكل يعلم انهم وقود الحروب بين الدول، فكيف الحال في حرب مع عصابات كداعش التي تستخدم المدنيين دروعا بشرية، ومنذ اكثر من عامين تحتجز مئات الآلاف من سكان الفلوجة وتمنع خروجهم من المدينة. ورغم ذلك فان قواتنا المسلحة توقف المعركة بين الحين والآخر للسماح للمدنيين بالخروج من المدينة عبر ممرات آمنة وتبذل جهودا واسعة في اغاثتهم.. وكل ما يشاع خلاف ذلك هو مغاير للحقيقة تماما.
الثاني- التركيز على مشاركة الحشد الشعبي في المعركة والتحذير غير المبرر والبعيد عن المنطقية من انتهاكات افتراضية؛ حشدت لها منظمات دولية ووسائل اعلام محلية واقليمية معروفة؛ بصورة ممنهجة وقبل بدء المعركة ومع تقدمها.. ولا نعرف أليس الحشد الشعبي جزءا من المؤسسة الأمنية، أليس هو من حرر ديالى، الم يشارك القوات الأمنية في تحرير صلاح الدين، أليس عناصره من ابناء هذا البلد ام انهم جاؤوا من كوكب آخر، اليس الحشد العشائري فرعا رئيسيا منه وهو يعمل في عمق الجبهة التي تلامس المدنيين المحاصرين ولم نسمع عنه شيئا، الا يبذل افراده الغالي والنفيس من اجل القضاء على الارهاب في كل بقعة من ارض العراق منذ عامين.. فلماذا هذه الطائفية والانتقائية في التعرض لموضوع دون غيره رغم ان الاثنين واحد.
نعم.. ابناء الحشد بشقيه الشعبي والعشائري والقوات المسلحة بكافة صنوفها واحدة وما التمييز بينها او فبركة مبررات الفرقة والتناحر الا لغايات واضحة تأتي في مقدمتها: ايقاف المعركة الحالية في الفلوجة اولا؛ منع الحشد الشعبي من المشاركة في معركة الموصل القادمة ثانيا؛ وثالثا تقسيم ابناء البلد الواحد في اقاليم متناحرة مستقبلا، واخيرا سرقة النصر الذي سيتحقق بسواعد العراقيين الشرفاء في الفلوجة اليوم وفي الموصل غداً بإذن الله.
اضف تعليق