مايزال تنظيم داعش الذي يصفه العرب والمسلمون والغربيون وأتباع الديانات السماوية والوضعية بالإرهابي مايزال يحكم سيطرته على مدن عدة في العراق وسوريا واليمن وليبيا ويتواجد في مصر وتونس والجزائر وبقية البلدان على شكل خلايا نائمة ويقظة كذلك، وبرغم أن هناك ملايين من المسلمين يدعمون داعش لكن الغالب من أتباع الديانة المحمدية يدركون أن التطرف الداعشي والقاعدي وكل مسمى ديني متشدد صار سببا في البلاء والأذى الذي يلحق رويدا بالمسلمين ويسئ لسمعتهم في بقية الأرض، وصاروا بسبب سلوكيات المتطرفين غير مرحب بهم في الغرب ويلاقون التعنت والمعاملة السيئة وتشديدا في الإجراءات عند السفر واللجوء والعمل حتى مع الذين يعيشون في أوربا وأمريكا من عقود طويلة.
بالأمس فوجئت بكتاب وإعلاميين عرب ومسلمين ورجال دين ودعاة وفقهاء يدعون بالنصر للدواعش ويصفون المعركة بأنها في مواجهة الرافضة بالرغم من أنها تجري بقيادة الحكومة العراقية التي فيها العديد من القادة من طوائف عدة وديانات وقوميات مختلفة، كما أن المئات من أبناء الفلوجة والأنبار يتطوعون ويعملون ضمن الجيش والحشد العشائري لتحريرها من داعش، وإذا ماكانت بعض التصريحات تصدر من هنا أو هناك، ومن طرف ما وغيره ضد المواطنين في الفلوجة أو ضد المدينة ذاتها من البعض فهذا لايعني أن الرأي والشعور هو أمر مرتبط بنزعة عند الجميع للتشفي والإنتقام، ولابد من التحرك بالتوازي بين مايفعله داعش من شرور وعدم الإهتمام أكثر من اللازم بتصرفات فردية أو حين تصدر من مجموعات صغيرة والمهم هو العمل الجماعي بالتعاون بين القوات النظامية وأبناء العشائر والحشد الشعبي وعدم تصوير المعركة أنها حرب ضد السنة، بل هي حرب مقدسة لتطهير الفلوجة من الإرهابيين وإعادتها الى الحياة والى أهلها ولتبدأ الحياة من جديد فيها وفي مدارسها ومساجدها ومعاملها وأسواقها ومنتدياتها.
العراق بلد التنوع المذهبي والقومي ولابد من وجود مقاتلين من الشيعة والكرد في الجيش ومن بقية الطوائف وليس معقولا أن ندين الهجوم العسكري على الفلوجة ونكيل الإتهامات لهذا الطرف أو ذلك، بينما الداعشيون هم من جوعوها وفرضوا الحصار عليها، ثم ماهي الحكمة من وجودهم فيها ورهن سكانها وتعذيبهم وتجويعهم ولماذا لايغادر الدواعش المدينة وكل المدن التي سيطروا عليها؟
إذن لابد من ترك الإتهامات جانبا والعمل الجاد على تحرير المدينة وطرد من بقي من الإرهابيين فيها وإعادتها الى حضن الوطن والى أهلها وتعميرها ثانية..
اضف تعليق