إذا أردت البناء التربوي، والجمالي، والتهذيبي، والإجتماعي، والإقتصادي، والأخلاقي.. فعليك بإشاعة الثقافة بالمجتمع، والتي تنير الدرب، وتزيل العتمة، وترتقي بالذائقة، وتعلم الإنسان الكمالات النفسية، بعيداً عن الأمراض الإجتماعية (لنفاق- والحسد -والرياء).
والثقافة تمتص الطاقات لدى الشباب بتوظيفها لقيّم الفكر والجمال في الأدب، والفن، والرياضة، وأحد أهم الأساليب المهمة في الترويّج الثقافي (الإعلام المرئي) فضلاً عن المقروء-والمسموع، كما عبرت عن ذلك بحوارنا لقناة العراقية بالبرنامج الأهم ثقافياً –بين قوسين- لأن التأثير "المرئي" أكثر فعاليةً و تأثيراً على المتلقي بفعل تأثير الصورة على الذهن كما يقولون سايكولجياً إنها اكثر بألفي مرة على الكلمة المكتوبة، فالإعلام الثقافي يحفز المتلقي على تطوير قابلياته بالقراءة –البحث- التقصي العلمي –المتابعة –الحضور للأنشطة الثقافية بتنوعاتها.. وبعد زوال جمهورية الرُعب، وثقافة التعبئة (الشخصنة) لتمجيد الدكتاتورية، رغم ذلك بقي برنامج عدسة الفن، وعالم السينما، والعلم للجميع باقياً في الأذهان.
ثم تنفس شعبنا الصعداء، وكان الفضاء الإعلامي أحد مظاهر عهد الحرية، فبثت أكثر من -50 فضائية- بدلاً من فضائية واحدة ورديفتها الشباب، لكن الفضاء الإعلامي إنشغل بالواقع السياسي، وكل فضائية تمجد حزبها وصنمها، وأسعدنا بأن تصبح لنا فضائية ((قناة الحضارة)) مُعبرة عن المعطى والمنجز الثقافي العراقي، بكل ألوانه وتجلياته، لكن للأسف الشديد أغلقت هذه الفضائية المهمة، وهي أحد منجزات (وزارة الثقافة) بإلغاء قناة الحضارة ومكافئات الأدباء، كما عبرت عن ذلك بمقالة خاصة لصحيفة –الصباح- وزارة الثقافة العراقية بين عهدين....
لقد خطت معظم الدول العربية خطوات مهمة بالإرسال الفضائي الثقافي كما خصصت أغلبها قنوات مهم كفضائية مصر الثقافية، وفضائية السعودية الثقافية وغيرها وأولت اهمية فائقة بمعظم القنوات بالبرامج الثقافية لا نحن !!! وطن الكتابة والفكر والادب والفن.
نأمل من فضائياتنا بعد (إغلاق قناة الحضارة) أن تزيد من برامجها الثقافية، فقد صُدعت رؤوس شعبنا بالسياسة الخائبة لنخبة من سياسي الصدفة. بالطبع هناك برامج مهمة مثل (حوار مع مؤلف) لخالد الوادي بالمسار، وبرنامج (أبواب) بالحرة وبرامج ثقافية روتينية اسبوعية بالقنوات الأخرى قدمت فيها عشرات الحوارات الثقافية وأتابعها بإهتمام لكنها لم تفِ بالمطلوب فالثقافة ليس ببرنامج اسبوعي فقط إنها حراك يومي مع المشهد الثقافي برمته ومع المبدعين العراقيين بكل مجالات العطاء، نأمل لبرنامج –بين قوسين- "المزيد من التطور ورصد الثقافة العراقية بكل تنوعاتها ويا ليت أن يُقدم في الاسبوع لمرتين أو أكثر، فالثقافة تحليق بفضاءات المعرفة الجمالية بعد ان شوهت السياسة العقول العراقية..
اضف تعليق