اعترف برغم إني بالضد من سياسات السيد البرزاني بتعاطفي الشديد مع الشعوب الكردية في البلدان المتجاورة في المنطقة ورغبتها في الحصول على حق تقرير المصير، وليس من العدل النظر بعدائية للأمة الكردية التي تستحق أن تكون لها دولة بثقافة وجغرافيا مستقلة كماهو الحال مع أمم العرب والترك والفرس الذين ينعمون بوجود مستقل عبر التاريخ خاصة وأن الأمة الكردية لاينقصها المؤهل لتكون بمستوى الأمم والشعوب الأخرى.
قرار السيد مسعود برزاني بإجراء إستفتاء لتقرير مصير شعب كردستان وإقامة الدولة الكردية مشروع يلقى ترحيبا من أوساط كردية، لكنه لايلقى الحماس الكافي من بعض الأطراف المعارضة التي ترى فيه تكريسا لزعامة أسرة البرزاني على الإقليم، وتغييب للقوى الأخرى لكنه في النهاية ضرورة لمعرفة المصير، بينما تتصاعد التوترات في المنطقة والإقليم مع وجود الجماعات الإرهابية التي غيرت الكثير من الجغرافية السياسية والسكانية والعقائدية في المنطقة.
ويعلم السيد البرزاني جيدا إن إجراءاته لاتلقى الترحيب الكافي في بغداد وطهران وانقرة خاصة التي تتوجس أكثر من غيرها لوجود جغرافيا كردية داخل أراضيها وهي جغرافيا سياسية وإقتصادية مهمة، فتركيا من دون تلك الجغرافيا لاتكاد تكون بدولة، وهي تجهد لوقف التمرد الكردي وتشن حربا شرسة، بل وتدخلت لأكثر من مرة لمنع مشاركة الأحزاب الكردية السورية في مفاوضات جنيف التي تهدف الى إيجاد حل للأزمة المتصاعدة في هذا البلد.
الإنتخابات الأمريكية على الأبواب، وهناك رغبة لدى السيد البرزاني لإجراء الإستفتاء قبل تلك الإنتخابات التي قد تطيح بالديمقراطيين وتسمح بتولي الجمهوريين مقاليد السلطة في واشنطن ماسيعيد ترتيب العديد من الأوراق في المنطقة خاصة مع عدم رضا جمهوري عن سياسة الإدارة البيضاوية التي كانت وعلى مدى السنوات الثماني الماضية مترددة وغير قادرة على إتخاذ قرارات حاسمة، ويرى السيد البرزاني إن الإستفتاء المزمع فيما لو أجري قبل الإنتخابات الأمريكية فإن نتائجه ستكون إيجابية، ولن يكون بمقدور دول المنطقة ولا واشنطن أن تفعل شيئا، أو ترضخ لضغوط بسبب تسارع الأحداث وزخم مايجري في المنطقة والعالم.
كردستان مقبلة على قرارات حاسمة كما هي القضية السورية، وكما هو الوضع في العراق، والأيام المقبلة ستكون حافلة بالمزيد من التحديات التي يتوجب على العالم أن يتحرك حيالها ويتخذ مواقف نهائية.
اضف تعليق