ياليت الطّرام يعود يوماً فأخبره بما فعل "البلي ستيشن".
كنّا أطفال في السبعينيات، نمارس عدة ألعاب نحن نصنعها، منها: لعبة الطّرام هو "ويل" أطار الدراجة الهوائية، وندفعه بآلة من حديد، فيمشي سريعاً، ونتسابق به في شوارع الحي.
البنات كذلك عدهن لعبة جميلة تسمى"الصگلة"، هي عدد من الحصى تقلبها في كفها.
آباءنا كانوا أميّين، لكنهم سامعين من خطيب المنبر، ينقل الأحاديث مثل: "أترك ولدك يلعب في سبع وأدبه في سبع واصطحبه في سبع"، فلذلك كنّا نلعب النهار كله.
قبل في المدارس الابتدائية، نعتمد على المعلم فقط، لأن أكثر الآباء والأمهات لا يعرفون القراءة والكتابة، وتخرج منّا شباب حصلوا على شهادات مرموقة، كالطب، والهندسة، والقانون، وغيرها من الشهادات.
في الوقت الراهن المستوى التدريسي في العراق، دون المستوى المطلوب، والاعتماد أصبح على ولي أمر الطالب، وإذا كان ولي الأمر أمّي فالطالب يعيش حالة المسكنة والبؤس، ولا نعرف السبب أين؟ فقد أختلط الحابل بالنابل.
هل السبب في المعلم؟ أم في الطالب؟ أم في ولي الأمر؟ لو في "الأتاري" و"بلي ستيشن"؟، والأستاذ أصبح مثل الطبيب، وفتح له عيادة خاصة، فأختلف أسلوب تدريسه، بين العام والخاص! وحتى لا يغتاظ علينا بعض الأساتذة، فكلامي ليس بمنطق العموم.
بعد المشقة والتعب والجهد الكبير، الذي يبذله الآباء حتى يصل أولادهم إلى الكليات، ويأملون منه التخرج والتعيين، حتى يعينهم على مكاره الدهر، لأن كثير من الآباء حالتهم المادية ضعيفة، ويعانون مشاكل مالية في المصروفات على أبناءهم أثناء دوامهم في الجامعات.
في النهاية ضاعت أحلام الأب، وذهبت سدى أماني الابن في التعيين والزواج والاستقلال، فبطبيعة الحال، الشاب له احتياجات كثيرة في الحياة، والبطالة لها آثارها النفسية والجسدية والاخلاقية والاجتماعية الخطيرة عليه، لكن المسؤولين مثلما لا يفقهون في السياسة والادارة شيء، كذلك لا يفقهون في هذه الآثار المنتجة من البطالة.
عقب نيل الشهادة، يجد الطالب المتخرج، ان والده حضّر له "الطّرام" ليطوف به في الشوارع، والأم حضّرت لأبنتها الحصى لتمارس لعبة "الصگلة"، إلى ان يأتي لها عريس لديه وظيفة، وبالتالي خسرنا الأولاد والبنات، وكأن لسان حال الآباء والأمهات يقول: نحن لا نريد جيل ثاني او ثالث للهاتف النقال، ولا حاسوب ولا نت ولا ولا…، نحن نريد تعيين لأبنائنا، نريد مستقبلهم، وارجعوا بنا إلى الاجيال السابقة، عندما يتخرج الطالب يجد له وظيفة يتقوت بها ويخدم المجتمع.
آلاف يتخرجون من الجامعات كل سنة، وأصبح لدينا تراكم هائل من البطالة في صفوف الشباب، فما هو الحل؟ إذا كان في الميزانيات الانفجارية للدولة، ولم يوجد تعيين، فكيف بميزانية التقشف؟!.
يا مسؤولي الدولة، هل عندكم حل لهذه المشكلة العويصة؟ أعتقد لا يوجد حل سوى سن قانون تقاعد جديد، على ضوء الخدمة بغض النظر عن العمر، كأن يكون كل من له خدمة 30 أو 35 عاماً، يخرج تقاعد، والراتب الذي كان يقبضه سابقاً، يقسّم بينه وبين المتعين الجديد، مثلاً: موظف خدمته 30 عاماً راتبه مليون ونصف، يخرج تقاعد، ويعطى 750 والنصف الآخر للتعيين الجديد.
هذا الحل هو أقل الضررين، وإذا عندكم حل ثاني يا مسؤولون يا عباقرة أفعلوه وخلصونه من هذه المشكلة، فالخريجون من الطلاب تستغيث وتنادي، يا مسؤولون ارحمونا بالتعيينات يرحمكم الله!.
اضف تعليق