q

التاريخ سيخلد ذكرى الشهيد الشيخ نمر النمر الذي قتل ظلما بقطع رأسه وفصله عن جسده في 2/1/2016 م مع بداية العام الجديد من قبل سلطة الرياض، التي اختارت هذا الوقت ليكون رسالة للمواطنين وللعالم على طريقة داعش الإرهابية التكفيرية برائحة الدم والحقد والكراهية والإنتقام لزرع الرعب والخوف، وهم أي القتلة لا يعلمون انهم قدموا للشعب وللبشرية أفضل انموذجا وقدوة وأسوة حسنة في سبيل التمسك والتضحية واستمرار الحراك والمطالبة بالحقوق والإصلاح كما كان يتمنى الشهيد الثائر ضد الظلم والفساد والطغيان.

وكما قال الشهيد النمر قبل إعتقاله ثم اسشهاده: "أنا على يقين من أن اعتقالي أو قتلي سيكون دافعا للحراك"، والآن انطلق الحراك في كل مدينة في العالم، وحتما سيكون لدمائه دورا في نمو شجرة العزة والكرامة والمطالبة بالحقوق وتحقيق الاصلاح عبر الحراك في كل مدينة داخل البلاد.

شخصية الشهيد نمر باقر النمر -أشهر عالم قائد شجاع داعم للحراك والمطالب الشعبية السلمية والدعوة للحوار داخل المملكة -، ظلمت كثيرا وهناك تقصير في إعطاء هذه الشخصية الإنسانية حقها من الدراسات والكتابات والدفاع والتضامن وابرازها على حقيقتها كما هي ليتعرف عامة الناس والاعلام عليها بشفافية، ومن الأسباب التي ساهمت في ذلك غياب الإعلام الحر المنصف المعتدل وضعف الإعلام المؤيد، مما أدى إلى أن يكرر بعض المواطنين، وينقل بعض الإعلام الخارجي ما تنشره وسائل الإعلام الرسمية من إساءات وتشويه لشخصية الشهيد الشيخ النمر، وأحقر الأساليب والتزييف محاولة السلطة الزج باسمه ووضعه ضمن لائحة متهمة بإعمال إرهابية (لا أحد يعلم الحقيقة حولهم لان الاعلام الرسمي لا يثق به والقضاء يتفقد النزاهة والشفافية)، رغم تهمة الشهيد الشيخ النمر هي التعبير عن الرأي بشكل صريح وسقف مرتفع جدا.

ونتيجة لمواقف الشهيد الثائر الشيخ النمر الشجاعة في المطالبة بالحقوق ونقد السلطة تم التركيز على شخصيته الإصلاحية والحركية والسياسية بسبب الأحداث المصاحبة للحراك والإصلاح الشامل، وغياب دوره العلمي والثقافي والاجتماعي والأخلاقي والإنساني.

ولاشك ان طبيعة شخصية الشهيد الشيخ النمر الأخلاقية ومنها الزهد في الظهور في وسائل الإعلام وعدم الرغبة في البحث عن البروز والترميز والجاه ساهمت في عدم اطلاع وسائل الاعلام واغلب الناس على حقيقة شخصيته القيادية التي مازالت مغيبة.

من أعظم الصفات الفاضلة والسجايا الحسنة التي يتصف بها الرمز الشهيد الشيخ نمر النمر: الشجاعة والتواضع، بالإضافة الى العلمي فهو عالم دين بمرتبة أستاذ في الحوزة.

وهو رمز متواضع جدا في ملبسه ومسكنه ومجلسه وتعامله مع الكبير والصغير، الغني والفقير، والبعد عن الوسائل الإعلامية -رغم سعة علمه ومكانته وحضوره الإجتماعي- فاستوعب المجتمع ومن يلتقي به؛ وما العجب من إنسان يحمل قلبا طيبا رؤفا رحيما تتدفق منه المحبة والعاطفة، والابتسامة البريئة تشرق على محياه، ويتشرف بخدمة ومساعدة الاخرين.. أن يجمع الناس وبالخصوص الشباب المخلصين حوله.

وبعض الصور التي نشرت للشيخ العالم القائد النمر مع عامة الناس في المجالس أو في الأماكن العامة تبرز معدن الشيخ النمر من أصالة وشعبية وتسامح وحلم وتواضع، أما الصور التي في منزله وهو يلاطف الأطفال ببرائة تظهر مدى ما يحمل الشيخ الشجاع القوي من إنسانية ومحبة وقلب يحب البراءة.

هذا العالم الفقيه الشهيد البطل الشيخ نمر النمر الذي تتدفق من جوانبه المحبة والرحمة والعطف، يملك إيمانا عظيما قويا، ويملك إرادة حديدية لا تقهر، وشجاعة لا توصف، فهو إنسان مؤمن شجاع لا يخاف ولا يهاب أحداً في قول وفعل فيما هو حق، وترتعد فرائض اعدائه مهابة منه، حيث اعتقل من فرق عسكرية (النخبة) بإطلاق النار عليه وهو لوحده ليس بحاجة لحرس فهو شجاع متوكل على الله، وغير مسلح لأنه شخصية سلمية ضد العنف وإستخدام السلاح، واعدم لأنه رفض التنازل عن أقوله لإرضاء الحاكم.

أستشهد الشيخ نمر النمر وهو حر لم يتنازل عن كرامته ومواقفه، رافضا للعنف والإعتداء والقتل، داعيا للإصلاح والحوار والحرية واحترام التعددية.. ليكون قدوة ومدرسة في النضال السلمي وأسوة حسنة خالدة، وشعلة تنير درب الحرية والثورة.

وللحديث بقية..

...........................
* الآراء الواردة لا تعبر بالضرورة عن رأي شبكة النبأ المعلوماتية

اضف تعليق