نحتاج الى العمل الجاد لتحسين مستوى الخدمات وتلبية احتياجات المواطنين بما ينسجم مع التطور الحديث، وكذلك وضع خطط مستقبلية وسريعة لمعالجة المشاكل والاخطاء مع تحديد مواطن الخلل والمخالفات ومعالجاتها وتعزيز دور القضاء والفصل بين السلطات والعناية بالاسرة والتربية والتعليم والصحة والامن...

لقد مرت التجربة السياسية في العراق بعد سقوط النظام السابق بأزمات ومطبات وتخبطات كثيرة، وكان لها الاثر الكبير على المستويين القريب والمتوسط، لما صاحبها من تراجع كبير في اغلب المستويات والاتجاهات، مع ملاحظة ابتعاد النخبة الحاكمة عن رغبات الشعب وتحقيق المكتسبات الوطنية ولو على مستوى الخدمات الا في الفترة الاخيرة.

حيث نجد التغير واضح في عمل الحكومات المحلية والمركزية وان كان عمل الحكومات المحلية دون المستوى، لكن افضل من السابق وهذا ينم عن وعي المواطن الذي علا صوته وبدأ يطالب بتنفيذ المشاريع وتحسين مستوى المعيشة بعيدا عن الشعارات والهتافات واصبح لايعير للالقاب والانساب اي قيمة بقدر ما يشاهد من نمو وتنمية في البلدان المجاورة مما عكس ايجابا على تعاطي المواطن مع المتغير تاركا خلفه الزعامات والقيادات بكل اتجاهاتها وانتمائها مطالبا بالبناء والاعمار وتسييد القانون والاستفادة من الموارد الطبيعية وتفعيل دور النخب والكفاءات والمثقفين للتصدي لحماية الشعب واملاكه من تلاعب الاقزام وسياسيي الصدفة. 

وبات الشعب يعي خطورة المحسوبية والمحاصصة والفساد والتمرد على القانون، نعم هناك مخلفات سلبية تركها النظام السابق ما زالت تبعاتها وامتداداتها موجودة ولها تأثير ولو نسبيا، وهناك ماهو جديد من السلبيات والمشاكل والازمات التي ظهرت بسبب تلك الزعامات الفاشلة ولاننكر ان بعضها مفتعل ومقصود من قبل بعض الاحزاب لغايات كثيرة منها ما يتعلق بالبعد الاقتصادي أو الديني أو السياسي، الا ان عمرها قصير، واوراقها مكشوفة. 

حيث اصبح اغلب السياسيين محل سخرية لكثير من المواطنين، لان عدم استقرار النظام السياسي بسبب تلك الزعامات والقيادات ادى إلى ضعف الاداء الحكومي وادخل العراق بازمات ومشاكل داخلية وخارجية مما عرقل مسيرة البناء والتنمية مع ضياع الثروة الوطنية باستحواذ السراق عليها واختزالها بشخصيات محددة حيث ظهرت سياسة الاقصاء والتهميش وخلق الازمات المتكررة وتسيد لغة الولاء للحزب بعيدا عن الولاء للوطن فلم تفعل القواسم المشتركة واهمال ثقافة الحوار فبرزت الزعامات والفردية والبيوتات التي تتحكم بمقدرات البلد .

نحتاج الى العمل الجاد لتحسين مستوى الخدمات وتلبية احتياجات المواطنين بما ينسجم مع التطور الحديث، وكذلك وضع خطط مستقبلية وسريعة لمعالجة المشاكل والاخطاء مع تحديد مواطن الخلل والمخالفات ومعالجاتها وتعزيز دور القضاء والفصل بين السلطات والعناية بالاسرة والتربية والتعليم والصحة والامن والسلام والعمل على تفعيل العدالة وازالة العقبات، هذه وغيرها من الأمور تصب في بناء الدولة السليمة.

اضف تعليق