شكلت هجمات باريس ضربة موجعة ومتوقعة للسلطات الفرنسية، التي لم تستطع تدارك هذه الدربكة الامنية غير المسبوقة في تاريخ فرنسا الحديث، مما وضعها تحت مشرط الاعتداءات الارهابية وبنحو متصاعد، وهذا يعني تهديد المصالح الفرنسية على مختلف الأصعدة.
يرى الكثير من المحللين ان هذا التصعيد الأمني المضطرد في فرنسا، هو نتيجة للسياسة التخبط المتبعة في مواجهة الارهاب من السلطة الفرنسية، الى جانب تعزيز العلاقات والمصالح مع بعض الدول المصدرة والراعية للمنظمات الارهابية، ناهيك تجنيد ودعم بعض المجاميع الإرهابية بصور غير مباشرة في بعض الدول الساخنة أمنيا، إذ تظهر الاضطرابات الامنية الخالية، فشل السلطات الفرنسية في حفظ نفسها من التطرف الداخلي، وكذلك عدم ادراك الخطر الكامن من عقدها للصفقات المسلحة مع بعض الدول في الشرق الاوسط الداعمة للإرهاب والمصدرة له في المنطقة، لتدفع ثمن اخطائها اليوم وربما بالمستقبل القريب، ما لما تتدارك نفسها على المستويين الامني والسياسي.
إذ يرى اغلب المحللين ان عقد صفقات عسكرية مع السعودية ودول الخليج في وقت سابق من العام الحالي، يؤكد دخول فرنسا ميدان الشرق والاوسط وهذا يعني دخولها عالم الصراعات الدولية المباشرة، فيما يرى بعض المراقبين ان هجمات باريس جسدت اعتداءات غير المسبوقة ومخاوف كبيرة لأجهزة الاستخبارات والشرطة الفرنسية التي كانت تتوقع خلال الأشهر الماضية حصول مثل هذه الهجمات، غير أنها عجزت عن منعها.
وعمدت السلطات الفرنسية إلى اتخاذ تدابير جديدة بعد الاعتداءات على صحيفة "شارلي إيبدو" الساخرة ومتجر المنتجات اليهودية والتي أوقعت 17 قتيلا في كانون الثاني/يناير في باريس، فخصصت عناصر ووسائل جديدة لمكافحة الإرهاب وعبأت قوات الجيش وأقرت قانون استخبارات، غير أن كل هذه التدابير لم تكن كافية على ما يبدو.
بحسب المراقبين ان الهجمات المنسقة التي تبناها تنظيم "داعش" ونفذها ما لا يقل عن ثمانية مسلحين وانتحاريين، جرت على نطاق واسع وأسفرت عن حصيلة طائلة بلغت ما لا يقل عن 128 قتيلا غير أنه تم تدبيرها بدون لفت الانتباه، وكان جميع المهاجمين انتحاريين يضعون أحزمة أو سترات ناسفة شغلوها لتنفيذ اعتدائهم قبل أن تقتلهم الشرطة، وهي سابقة في فرنسا ومؤشر إلى أن تنظيما جهاديا موجودا في فرنسا يملك خبير متفجرات قادرا على صنع الأحزمة والسترات الناسفة، الأمر الذي يتطلب مهارات خاصة.
فيما يرى خبراء امنيون ان مشاركة باريس في مكافحة تنظيم "داعش" في العراق وسوريا تثير وستواصل إثارة تعبئة آلاف المتطوعين الدوليين الذين ينضمون إلى صفوف التنظيم الجهادي، وعدد أكبر من رواد الإنترنت الذين يعتنقون أفكار الجهاديين والذين نشروا رسائل على مواقع التواصل الاجتماعي تمجد الاعتداءات ومنفذيها وتتوعد بهجمات جديدة.
ويرى هؤلاء الخبراء إن الجهاديين تعلموا على مر السنين وبفضل آلاف الصفحات من التعليمات على الإنترنت، كيفية استخدام الوسائل الفنية التي تسمح بعدم رصدهم. وفي طليعة هذه الوسائل مواقع مثل واتساب للرسائل الفورية والهواتف الذكية من أحدث جيل التي لا يزال من المستحيل على المحققين فك أنظمة تشفيرها، علما ان فرنسا تشكل أكبر مصدر للمتطوعين الغربيين لما يسمى بـ الجهاد الإسلامي للاشتراك في صراعات مسلحة في سوريا والعراق والقتال الى جانب جماعات ومنظمات ارهابية راديكالية.
من جانب اخر يرى المتخصصون بشؤون الارهاب أنّ تزايد العمليات المسلحة منذ منتصف العقد الفائت يشير إلى فعالية إجراءات مكافحة الإرهاب في الحؤول دون تنفيذ عمليات كبيرة الحجم، مثل هجمات نيويورك وواشنطن (2001)، من ناحية، ونجاعة دعاية تنظيم القاعدة التي تقوم على دعوة المتعاطفين معها إلى تجنب التخطيط وتنفيذ هجمات كبيرة الحجم، والتركيز على هجمات صغيرة الحجم ضد أهدافٍ مدنية وعسكرية في الدول الغربية، من ناحيةٍ أخرى. ويبدو أنّ دعاية "داعش" تصيب نجاحاً أكثر مما حققته القاعدة.
فمنذ دعوتها في سبتمبر، حصلت عدة عمليات إرهابية في الدول المشاركة في الائتلاف الدولي ضد "داعش"، اثنتين في كندا، وواحدة في كلٍ من نيويورك وبريطانيا واستراليا،،واثنتين على الأقل
في استراليا، فضلاً عن الهجمات في مصر والسعودية.
على صعيد مختلف يرى محللون آخرون أن ظاهرة الهوس بمعاداة الإسلام أثرت بشكل مباشر على ضعف الاهتمام بقضايا المسلمين في أوربا، حيث ازداد البعد العنصري ضد المسلمين من خلال التحريض على الكراهية حيالهم، في ظل عدم الاندماج الذي أدى الى قيام معازل اجتماعية، فاستمرار مسلسل الانتهاكات الحقوقية المتمثلة بالعنصرية والتميز والإقصاء والحرمان في فرنسا، جعل كل هذه العوامل تسهم في رواج التطرف داخل المجتمع الاوربي.
على صعيد أخر أذكت هجمات باريس جدلا محتدما في أوروبا بشأن كيفية التعامل مع تدفق مئات الآلاف من اللاجئين ومهاجرين آخرين فروا هاربين من الحرب في سوريا ومن العراق وليبيا، وفي بادرة على خلافات محتملة في الأفق قالت بولندا إن الهجمات تعني أنه قد يتعذر عليها الآن أخذ حصتها من المهاجرين بموجب خطة الاتحاد الأوروبي لإعادة توطينهم. ويأتي من سوريا كثير من المهاجرين الذين يتدفقون على أوروبا حاليا.
أما على الصعيد الداخلي يصطدم النداء الى الوحدة الوطنية الذي اطلقه الرئيس فرنسوا هولاند بعد اسوأ اعتداءات تشهدها فرنسا، بانتقادات المعارضة اليمينية لسياسته الامنية واستراتيجيته في سوريا مع اقتراب استحقاقات انتخابية.
الى ذلك تعددت مظاهر التضامن اثر اعتداءات باريس الدامية التي ندد بها القادة السياسيون والفنانون والرياضيون في العالم باسره اضافة الى الوقوف دقيقة صمت ووضع اكاليل الزهور واضاءة المباني بالوان العلم الفرنسي.
وعليه يجمع المحللون بأن أجندة فرنسا من اجل الهيمنة والنفوذ السياسي خارجيا، باستخدام أدوات محلية لتحقيق أجندات خارجية، تسببت بأخطاء سياسية أمنية مكلفة، فالملاحظ بأن قضية الإرهاب تشكل ضغطا كبيرا داخل المعترك السياسي الأمني الفرنسي حاليا، وربما تبقى ضمن هذا الاطار الى أمد غير معلوم!.
الاستخبارات الفرنسية: لا يمكن القيام بشيء!
في سياق متصل قال "آلان شويه" المسؤول السابق في الاستخبارات الخارجية الفرنسية "لا يمكن القيام بشيء" مؤكدا أنه "لا يمكن في أي من الأوقات وقف ثمانية أشخاص مصممين تم تدريبهم في الخارج وأرسلوا أو دخلوا إلى هنا ويجري تحريكهم من سوريا، من الانتقال إلى التنفيذ". بحسب فرانس برس.
وتابع أن "مسلحي كانوا بالتأكيد يعرفون بعضهم من قبل وتم تدريبهم على عدم لفت الانتباه والبقاء خارج شاشات الرادار والتحرك بشكل معزول والضرب معا"، وقال "بوسعكم إن أردتم إقامة غوانتانامو فرنسي في لارزاك (منطقة ريفية في جنوب فرنسا) واعتقال آلاف الشبان العائدين من سوريا فيه، لكنكم لن تنجحوا يوما في منع ثمانية شبان من حمل السلاح"، وقال آلان شويه "هذا ما هو جديد، وهذا ما سيشكل بالتأكيد أحد محاور التحقيق. أن خبير المتفجرات ثمين للغاية ولا يشارك أبدا في الهجمات. وبالتالي، فهو هنا، في مكان ما...".
من جانب آخر قال مصدر في الشرطة طالبا عدم كشف اسمه "يجب بالطبع تعبئة كل وسائلنا لكن علينا أن نكون على يقين بأن هجمات أخرى ستقع"، وأضاف "من السهل للغاية لشاب ما أن يجد قطعة سلاح ويأخذ سيارة وينتقل إلى التنفيذ. انظروا إلى إسرائيل، إنها دولة صغيرة جدا تملك وسائل أمنية هائلة وخدمة عسكرية من ثلاث سنوات، وهي تتلقى ضربات باستمرار"، كما أن الهجوم على صحيفة شارلي إيبدو الذي نفذه شقيقان كانا معروفين منذ سنوات لدى الأجهزة المختصة يثبت أنه إضافة إلى الجهاديين العائدين إلى البلاد، ينبغي أيضا مراقبة عناصر الشبكات الجهادية السابقين، ما يرفع عدد المشتبه بهم إلى مستويات لا يمكن التعامل معها.
خلايا إرهابية نائمة!
على صعيد ذي صلة قال مصدر قريب من التحقيق "كل شيء ممكن في الوضع الراهن. قد يكون هؤلاء عناصر قادمين من الخارج لكنهم حذقون ومدربون بشكل سمح لهم بتفادي راداراتنا. لكنهم قد يكونوا أيضا عناصر نائمين، لا يظهرون أي خطورة منذ سنوات"، وتابع "أنها المشكلة الأبدية المتعلقة بالأولويات. نعد قوائم بناء على درجة الخطورة المفترضة، لكن كيف يمكننا التأكد من أننا لم نخطئ؟"، وبالرغم من تعزيز الوسائل في متناول المحققين وأجهزة مكافحة الإرهاب هذه السنة، إلا أن العمل ما زال جاريا على تجنيد العناصر وتدريبهم وتنفيذ العديد من مواد قانون الاستخبارات، وهو ما لم يتحقق بعد.
كيف سترد فرنسا؟
من جهته تعهد الرئيس الفرنسي فرانسوا أولوند غاضبا برد "قاس" على موجة هجمات نفذها مسلحون وانتحاريون وأودت بحياة 129 شخصا في انحاء باريس واصفا الهجمات التي أعلن تنظيم داعش المسؤولية عنها بانها عمل من أعمال الحرب ضد فرنسا.
وقال مسؤول في مجلس مدينة باريس إن أربعة مسلحين قتلوا بطريقة وحشية 87 شابا على الأقل كانوا يحضرون حفلا لموسيقى الروك في قاعة باتاكلان. وشن رجال كوماندوس من قوات مكافحة الإرهاب هجوما في نهاية الأمر على المبنى. وتم انقاذ العشرات بينما استمر نقل الجثث، وقتل أكثر من 40 شخصا آخرين في خمس هجمات أخرى في باريس منها تفجير انتحاري على الأرجح أمام ستاد فرنسا حيث كان أولوند ووزير خارجية ألمانيا يشاهدان مباراة دولية ودية في كرة القدم. بحسب رويترز.
وقال أولوند إن تنظيم داعش نظم الهجمات من الخارج وبمساعدة داخلية. ويركز محققون عملهم لمعرفة إن كان المهاجمون من فرنسا أم من الخارج، وقال البيت الأبيض إنه لا توجد معلومات تتناقض مع التقييم المبدئي للحكومة الفرنسية بأن تنظيم الدولة الإسلامية يقف وراء هجمات باريس، وقال البيت الأبيض في بيان بعد اجتماع الرئيس باراك أوباما بمجلس الأمن القومي "راجع الفريق المشهد من وجهة نظر مخابراتية ولا توجد لدينا أي معلومات تتناقض مع التقييم الفرنسي المبدئي بمسؤولية داعش".
وقال مصدر مقرب من التحقيق إن أحد المسلحين القتلى كان فرنسيا له صلات بتنظيم الدولة الإسلامية وإنه كان تحت المراقبة من قبل أجهزة الأمن، وقال وزير يوناني إن حامل جواز السفر السوري الذي عثر عليه قرب جثة أحد الانتحاريين قد مر عبر جزيرة ليروس اليونانية في أكتوبر تشرين الأول الماضي، وقال مصدر بالشرطة اليونانية إن الرجل وصل إلى ليروس مع 69 لاجئا حيث تم تسجيله وأخذ بصماته. ورفضت الشرطة الكشف عن اسمه، ولو تأكد هذا فسيكون لنجاح متشددين في التسلل لشن هجمات في أوروبا في ظل موجة اللاجئين الحالية تبعات سياسية خطيرة.
لكن رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس قال إن بلاده لا تنوي وقف غاراتها في سوريا. وحث الرئيس التركي رجب طيب إردوغان قادة عالميين ينتظر حضورهم إلى قمة العشرين في بلاده على منح الأولوية لمكافحة الإرهاب قائلا إن هجمات باريس أظهرت أن وقت الاكتفاء بالكلام قد ولى، وألغى أولوند مشاركته في قمة العشرين المقررة في أنطاليا التركية بعد إعلان حالة الطوارئ في أنحاء فرنسا للمرة الأولى منذ 1945. وسيحضر بدلا من أولوند وزيرا الخارجية والمالية/، وقال أولوند بعد اجتماع طارئ لقادة الأجهزة الأمنية "يجب على الدولة أن تتخذ الاجراءات المناسبة في مواجهة حرب".
ضحايا اجانب والمنفذون متعددو الجنسية
فقد جزائريان وتونسية ومغربي حياتهم في الاعتداءات التي شهدتها باريس مساء الجمعة. وإضافة لهؤلاء خلفت اعتداءات باريس الدامية عددا من الضحايا الأجانب، من بينهم ثلاثة بلجيكيين، وثلاثة تشيليين، وبرتغاليان، ورومانيان، وبريطاني، وإسباني، وأميركية-مكسيكية، وإسبانية-مكسيكية، قتل حوالي 20 أجنبيا في الاعتداءات التي شهدتها باريس مساء الجمعة وأسفرت بحسب حصيلة موقتة عن 129 قتيلا و352 جريحا.
فقد أفادت عائلات وحكومات بعض الدول وكذلك بعض مواقع التواصل الاجتماعي بأن عددا من الأجانب كانوا من بين ضحايا اعتداءات باريس. وبحسب المعلومات الأولية الرسمية وشبه الرسمية فإن جنسيات الضحايا الأجانب متنوعة حيث تم إحصاء ضحايا من أوروبا وشمال أفريقيا وأمريكا اللاتينية والولايات المتحدة، والقتلى الأجانب هم ثلاثة بلجيكيين وثلاثة تشيليين وبرتغاليان ورومانيان وتونسية وجزائريان ومغربي وبريطاني وأمريكية-مكسيكية وإسبانية-مكسيكية، وإسباني، بحسب ما أفاد أقارب لهؤلاء او حكوماتهم، من جهتها رجحت الخارجية السويدية أن يكون بين القتلى مواطن سويدي ولكنها لم تتأكد من ذلك حتى الآن.
زعزعة داخلية
يصطدم النداء الى الوحدة الوطنية الذي اطلقه الرئيس فرنسوا هولاند بعد اسوأ اعتداءات تشهدها فرنسا، بانتقادات المعارضة اليمينية لسياسته الامنية واستراتيجيته في سوريا مع اقتراب استحقاقات انتخابية. بحسب فرانس برس.
لكن الظرف السياسي تغير. فرغم اشهر من عمليات القصف في العراق وسوريا، فشل التحالف العسكري الدولي في صد داعش ما ادى الى دعوات المعارضة في فرنسا الى تحرك اوسع منسق مع روسيا وحتى مع نظام الرئيس السوري بشار الاسد برأي البعض.
وباتي ذلك قبل عام ونصف العام من موعد الانتخابات الرئاسية في 2017، وفيما تقوم الاحزاب بحملة لاقتراع اقليمي في كانون الاول/ديسمبر يتوقع ان يمنى فيه الحزب الاشتراكي الحاكم بهزيمة.
العالم يتضامن
في مدريد وقف مئات الاشخاص دقيقة صمت قبل ان تنشد رئيسة البلدية وجموع معها النشيد الوطني الفرنسي. وبالتوازي مع ذلك وقف اسبان دقيقة صمت امام بلدية برشلونة ثاني اكبر مدن اسبانيا.
وتمت اضاءة برج التجارة العالمي بنيويورك الذي شيد اثر اعتداءات 11 ايلول/سبتمبر 2001، واوبرا سيدني الشهيرة بالوان العلم الفرنسي.
وفي اوسلو وزع بائع زهور مجانا عشرات الورود على الناس ليضعوها امام سفارة فرنسا. وفي كييف حمل الرئيس ووزراؤه ورودا الى السفارة الفرنسية.
واكد القادة الاوروبيون لفرنسا وقوفهم معها في مكافحة الارهاب، وقال رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون "افكارنا وصلواتنا للشعب الفرنسي وسنفعل كل ما بوسعنا لمساعدته"، واعربت الملكة اليزابيث الثانية عن "صدمتها العميقة وحزنها" وذلك في رسالة تعزية وجهتها الى الرئيس الفرنسي.
وخاطبت المستشارة الالمانية انغيلا ميركل الفرنسيين قائلة "نحن نبكي معكم" واعدة ب "خوض المعركة معا ضد الارهابيين".
من جهته قال رئيس الوزراء الايطالي ماتيو رينزي "مثل كل الايطاليين اعرف اليوم ان الارهابيين لن ينتصروا" فيما اكد نظيره الاسباني ماريانو راخوي "اليوم جميعنا فرنسا".
وقال الرئيس الاميركي باراك اوباما ان هذه الاعتداءات "ليست فقط هجوما على فرنسا" بل "هجوم على الانسانية جمعاء وقيمها الكونية".
ودان الامين العام للامم المتحدة بان كي مون "الاعتداءات الارهابية الدنيئة"، مؤكدا "وقوفه الى جانب الحكومة والشعب الفرنسيين".
وقال البابا فرنسيس في مقابلة عبر الهاتف مع احدى قنوات التلفزة "اشعر بالصدمة، لا افهم هذه الامور التي يرتكبها بشر (...) لا يمكن ان يكون هناك تبرير ديني او انساني. هذا غير انساني".
وفي فيينا حيث يشارك في اجتماع دولي حول سوريا قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ان اعتداءات باريس "تبرر" تكثيف "الكفاح ضد مجموعة الدولة الاسلامية".
ودعا رئيس وزراء بلجيكا مواطنيه الى تفادي زيارة باريس.
واعربت العديد من الدول الافريقية التي تشهد بدورها اعتداءات متطرفين اسلاميين، عن تضامنها مع فرنسا. وندد رئيس نيجيريا محمد بخاري ب "الاعتداءات الوحشية" في حين وقف نظيره المالي ابراهيم بوبكر دقيقة صمت ترحما على الضحايا.
واجل الرئيس الايراني حسن روحاني زيارته لاوروبا ووصف الاعتداءات بانها "جريمة ضد الانسانية".
وفي بكين أبدت الصين "صدمتها العميقة" "وادانتها الشديدة" للاعتداء، مؤكدة على لسان وزارة الخارجية ان "الارهاب هو عدو الانسانية جمعاء والصين تدعم بقوة فرنسا في جهودها (...) لمكافحة الارهاب".
بدورها اكدت كندا "تضامنها مع فرنسا" اثر "الاعتداءات الارهابية"، مشيرة الى انها "ستعمل مع المجتمع الدولي للمساهمة في منع وقوع مثل هذه الاعمال الرهيبة والعبثية".
من ناحيته وجه الرئيس التركي رجب طيب اردوغان "تعازيه الحارة" الى فرنسا، مطالبا ب"اجماع للمجتمع الدولي ضد الارهاب".
وفي القاهرة دعا امام الازهر الشيخ احمد الطيب "العالم باسره الى التوحد للتصدي لهذا الوحش" الارهاب، واعتبر علماء الدين في السعودية ان هذه الاعتداءات "منافية" لتعاليم الاسلام.
ومن باريس ندد الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي السبت بالاعتداءات "الوحشية" التي شهدتها باريس مساء الجمعة وذلك اثر لقاء قصير مع نظيره الفرنسي فرنسوا هولاند بقصر الاليزيه.
وفي القاهرة، اعلن المتحدث باسم الرئاسة المصرية علاء يوسف ان "مصر تعرب عن ثقتها الكاملة في أن مثل هذه الأحداث الإرهابية لن تضعف عزيمة الدول والشعوب المحبة للسلام، بل ستزيدها إصرارا على مكافحة الإرهاب ودحره".
وفي عمان، قال وزير الدولة لشؤون الإعلام والناطق الرسمي باسم الحكومة الأردنية محمد المومني "إن بلاده تقف مع الشعب الفرنسي الصديق في مواجهة هذه الاعتداءات الدامية والغاشمة والتي روعت المدنيين والأبرياء".
وفي الخليج، أعربت دولة الكويت عن استنكارها للهجمات "الإرهابية" التي استهدفت العاصمة الفرنسية، بحسب ما ذكرت وكالة الانباء الكويتية "كونا".
بدورها أكدت وزارة الخارجية القطرية أن "الأعمال التي تستهدف زعزعة الأمن تتنافى مع المبادئ والقيم الأخلاقية والإنسانية كافة".
كما دانت دولة الإمارات العربية المتحدة الاعتداءات. وبحسب وكالة انباء الامارات "وام"، أعرب الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات في برقية للرئيس الفرنسي "عن إدانة بلاده واستنكارها الشديد لهذا العمل الإرهابي".
كما اعرب العديد من مشاهير الرياضة والفن عن تضامنهم عبر شبكات التواصل الاجتماعي عبر عبارة تم تداولها هي "براي فور باريس" (صلوا لاجل باريس).
اضف تعليق