الاجراءات الامنية التي تقوم به الحكومة مهمة واستطاعت ان تقلص نفوذ هذه الجماعات وحركتها من خلال العمليات العسكرية الدقيقة التي تقوم بها القوات الامنية وآخرها الضربة الجوية التي تلقها التنظيم في جبال مكحول وشمال ديالى وكركوك وأسفرت عن مقتل قيادات مهمة في التنظيم الإرهابي، ولكن يبقى الجهد الاستخباري...

بالرغم من الهزيمة التي مني بها تنظيم داعش في العراق، والخسائر التي وقعت بين صفوف مقاتليه في نوفمبر عام 2017، وفرار أغلب المسلحين الى خارج البلاد بعد قتال استمر لسنوات، الا انه لم ينته بصورة تامة، وبقيت هناك بعض الخلايا التي تعيش على الحواضن في مناطق تعد مرتعا له خصوصاً في شمال ديالى وكركوك، بالإضافة الى بعض اطراف بغداد كقضاء الطارمية والذ ما زال يشهد ليومنا عمليات استهداف للقوات الامنية في تلك المنطقة، ولايزال يشكل خطراً على الامن الداخلي العراقي.

 فالأخبار والتقارير الامنية تشير الى ان هناك رسالة من والي العراق الى القيادات الميدانية في ديالى وكركوك بضرورة الاستعداد لانطلاق ساعة الصفر في بدء استهداف القوات الأمنية، خصوصاً مع حالة عدم الاستقرار التي تعيشها الحدود العراقية السورية والتي بدأت على أثر سقوط نظام الاسد في سوريا وسيطرة الجماعات المسلحة على اداة البلاد، الامر الذي يجعل الامور تتوضح اكثر فاكثر في الهدف من عدم الاستقرار الذي يسود المنطقة ويجعلها عرضة للاشتعال في أي لحظة.

تشكّل الخلايا النائمة لتنظيم داعش الارهابي والذي يقدر اعداداهم بحوالي 10 الاف مقاتل في سوريا اذ تشكل هذه التنظيمات تهديداً بالغاً يتمثل في عودة المقاتلين الى المناطق التي تم تحريرها في العراق، من أجل تنفيذ عمليات إرهابية ومواصلة نشاطها خصوصاً وأن تواجد مثل هذه الخلايا يساعد التنظيمات على القيام بعمليات إرهابية في المدن العراقية، لاسيما وأن قدرته على تجنيد عناصر جديدة سواءً من العراقيين او العرب او الجنسيات الاوربية، خصوصاً في المناطق التي يتواجد فيها وتنتشر فيها أفكاره، إذ تشير التقارير الخبرية أن فلول داعش تبنت أكثر من 100 عملية في جميع انحاء البلاد خلال شهر آب 2020.

تقرير للأمم المتحدة نشر في شباط 2021 يشير بأن تنظيم داعش حافظ على وجوده السري في العراق من أجل مواصلة نشاطه وتنفيذ علميات إرهابية، خصوصاً في المناطق الرخوة التي يتمتع التنظيم فيها بحركة سهلة، وان التنظيم ما زال يحتفظ بأكثر من 10 آلاف مقاتل في سوريا، وعلى الرغم من عدم قدرة التنظيم على التحرك بين الدول، بفضل الاجراءات الامنية التي تقوم بها هذه الدول والحملات العسكرية للقضاء عليه وإنهاء وجوده، الا انه ما زال يشكّل خطراً على الاستقرار في المنطقة وخصوصاً العراق والذي بسبب رخاوة بعض مناطقه ووجود الحواضن الارهابية تجعل حركة المسلحين سهلة وغير مقيدة.

الاجراءات الامنية التي تقوم به الحكومة مهمة واستطاعت ان تقلص نفوذ هذه الجماعات وحركتها من خلال العمليات العسكرية الدقيقة التي تقوم بها القوات الامنية وآخرها الضربة الجوية التي تلقها التنظيم في جبال مكحول وشمال ديالى وكركوك وأسفرت عن مقتل قيادات مهمة في التنظيم الإرهابي، ولكن يبقى الجهد الاستخباري هو المعول عليه في ملاحقة هذه الحواضن والخلايا والقضاء عليها وعدم السماح لاي مجاميع إرهابية أن تعكر الاستقرار السياسي والامني الذي بدأ العراق بالسير نحوه.

اضف تعليق