في اقتصادات "تنافُسيّة" عليكَ النهوضُ سريعاً بعد "النَطحةِ" الأولى، أو تتوالى عليكَ "النَطحات" لإجبارِكَ على مُغادَرةِ السوق كـ "مُنتِج" مُهيمِن، لتبقى بعد ذلكَ مُجرَّدَ مُنتِجٍ غيرَ مؤثِّر، وسيكونُ من الأفضلِ لـ "الناطِحينَ - المُنافِسينَ" أن تعودَ من جديد لتصبحَ مُجرّدَ "مُستَهلِكٍ" لسلعِ الآخرين. لا أحدَ الآنَ بوسعهِ أن "ينطَحَ" هكذا سوى ترامب...
في اقتصادات "تنافُسيّة" عليكَ النهوضُ سريعاً بعد "النَطحةِ" الأولى، أو تتوالى عليكَ "النَطحات" لإجبارِكَ على مُغادَرةِ السوق كـ "مُنتِج" مُهيمِن، لتبقى بعد ذلكَ مُجرَّدَ مُنتِجٍ غيرَ مؤثِّر، وسيكونُ من الأفضلِ لـ "الناطِحينَ - المُنافِسينَ" أن تعودَ من جديد لتصبحَ مُجرّدَ "مُستَهلِكٍ" لسلعِ الآخرين. لا أحدَ الآنَ بوسعهِ أن "ينطَحَ" هكذا سوى ترامب.
ترامب يُراهِن على أنّ لا أحدَ سينهضُ سريعاً بعد تلقيهِ لـ"نَطحتهِ" الأولى هذه. الوقوفُ على قدميكَ و"نَفضُ" التراب عنك سيستغرقُ وقتاً. ترامب يُراهِن على هذا "الوقت". ترامب يُراهِن أيضاً على عدم قدرة "المنطوحينَ" على "التعاونِ" من أجل "نفَض" تُرابِ "نَطحَتهِ" عن الآخرين.
"الآخرونَ" مُتنافِسونَ بشراسةٍ فيما بينهم، وبما يُعزِّز من مكاسبِ "نطحهم" دون كُلفةٍ باهظةٍ على الاقتصاد الأمريكي. في البداية سيُحاوِلُ كُلّ "منطوحٍ" نفضَ الترابِ عن نفسهِ أوّلاً. بعدها سيكونُ لكلِّ حادثٍ حديث، ولكلِّ مقامٍ مقال. ليسَ صعباً أبداً، ولاحِقاً، "تكييف" النطحات.
"نطحات" ترامب "براغماتيّة"، وهي "مدروسة" وليست "عشوائيّة" كما يعتقِد البعض، وهو يعرِفَ كيفَ ينطَح، ومَن ينطَح، وهو من يُحدِّد مستوى وشِدة النَطحة، ولكُلِّ نَطحةٍ "ذرائعها" الخاصّة بها.. والعِبرة بالخواتيم. من لا يعرِفُ كيف "ينطَح"، وليست لهُ أصلاً أيّةَ قُدرةٍ على"النَطحِ" عليهِ أن يجعلَ "مؤخِرّة" اقتصادهِ "المكشوفة" على استعدادٍ تامّ لتلقّي كُلَّ أنواعِ "النَطحات". وعلى أصحاب هذا النوع من "الاقتصادات - المؤخِرّات" المكشوفةِ أن يَحذَروا.. فبعضُ النَطحاتِ "خارِقات- حارِقات".. بل و مُميتات.
وهذا الذي يحدثُ في العالم الآن، هو ما يجِبُ أن يحدثَ عندما تُريدُ الرأسماليّةُ (كنظام عالمي) أن "تُجَدِّدَ" نفسها.
لإنجاز هذا "التجديد"، وبهدف تجاوُز الرأسمالية لأزماتها البنيويّة، يجب "تجديد" نمط إدارة الدولة "القائدة" لهذا النظام.. أي "تجديد" الرأسماليّة الأمريكيّة لنفسها باستخدام "المنظومات" الاقتصادية والسلوكيّة والقِيميّة والفكرية لمن يكونُ بوسعهِ فِعلُ ذلك.. وليس هناك من هو مؤهّلٌ للقيامِ بذلكَ الآن أكثر من الرئيس الحالي للولايات المتحدة الأمريكية، دونالد ترامب.
هذه القيم البربريّة، وهذا السلوك المُتوحّش، وهذه "البذاءة السلوكيّة" ليست غريبةً عن نمط التصرُّف و"السلوك العام" للرأسمالية عندما تشعرُ بالتهديد. منذُ "التراكم البدائي لرأس المال"، والرأسمالية تفعلُ ذلك. بوسع "الماركسيّين" التحقّقَ من ذلك من خلال قراءة كتابات كارل ماركس، وبوسع غير الماركسيّين معرفة ذلك من خلال مُراجعة التاريخ الاقتصادي الذي كتبهُ "آخرون" غير كارل ماركس. وإذا كنتم تعتقدون أنّ "زعماء" دُوَل أخرى على شاكلة فلاديمير بوتين، وشي جين بنغ قادرونَ على عَكس هذا "الاتّجاه العام" للأشياء.. فأنتم واهِمون.
هؤلاء "الطغاة" و"الدكتاتوريّون" (الكبار في بلدانهم)، هم "هامشيّونَ" و"صِغار" في مواجهة القوّةِ الاقتصادية والعسكرية للولايات المتّحدة الأمريكية.. وهؤلاء الذينَ "يُمَثِّلونَ" أمامنا دورَ "الخصوم" هم في أسوأ وأضعف حالاتهم الآن.. وهُم غيرُ مؤهّلينَ للمواجهة، ناهيكَ عن "النصرِ" فيها.. بل أنّ هؤلاء (ومن خلال براغميّتهم السياسية- الاقتصاديّة) تحوّلوا إلى "سماسرة صفقات"، وأصبحوا (من خلال دورهم ووظيفتهم "التجاريّة"هذه) جزءاً رئيساً من "المنظومة" الامبرياليّة ذاتها، ولن يُجازِف أحدٌ منهم بإطلاق رصاصةٍ واحدة على "حاملات طائرات" شركة الهند الشرقيّة "الماركنتيليّة-الترامبيّة" التي تحومُ حول حدودهم الآن. ورُدّها.. إن استطعتَ إلى ذلكَ سبيلا.. أو.. التَزِم الصمت. التَزِم الصَمت.. وأنتَظِر.. على الأقلّ في هذه اللحظة الفارقةِ و "المُلتَبِسة" من تاريخ الكون.
اضف تعليق