إن الموظف المتفاني يتمتع بروح إيجابية وقدرة على التعاون، مما ينعكس على بيئة العمل ككل، فهو لا يتردد في مساعدة زملائه وتقديم الدعم لهم، ويعمل بروح الفريق لتحقيق الأهداف المشتركة، كما أنه يسعى إلى تطوير مهاراته باستمرار، مؤمنًا بأن النجاح رحلة مستمرة تتطلب التعلم والنمو المستمر، وبعد هذا كله يشعر وكأنه يسير عكس السير!...

كل ما ينقل عن المؤسسات الحكومية سيء، وتوجه لها التهم وبالخصوص للموظفين الذين يشكلون السواد الأعظم في دوائر الدولة، اذ تدور التهم في فلك الفساد وسوء الإدارة وتراجع الإنتاج، ونظرا لكثرة الظواهر السلبية انزوت الإيجابية في مكان سحيق وتكاد لا تذكر على السنة المتحدثين.

الحديث الذي يدور في الأوساط الشعبية يركز على الترهل الوظيفي والرتابة وعدم الإنتاج، بينما هنالك العديد من الحالات التي تستحق الذكر والوقوف عندها والاشادة بها، فمن بين الركام والسوداوية هنالك من يشعل جذوة الامل بعيدا عن نظرة التشاؤم التي تعم ارجاء الدوائر الحكومية.

هنالك عطاءات ومبادرات استثنائية وإنسانية تحصل في معظم المؤسسات لم يسلط عليها الضوء، فالموظف المتفاني هو القلب النابض لأي مؤسسة ناجحة، يعكس الصورة المشرقة للموظف المثال الذي يجب ان يحتذى به في الإخلاص والاجتهاد. 

شريحة مهمة من الموظفين لا يتوقفون بتقديم واجباتهم الرسمية او اليومية، بل يسعون دائما الى تقديم الأفضل، واضعين مصلحة المواطن او المراجع نصب اعينهم، الى جانب نجاح المؤسسة.

ومن الأشياء الغائبة عن اذهان الموظفين الحكوميين ولنقل الاغلب هي سمعة المؤسسة العاملين فيها، كلٌ يؤدي مهامه بأقل جهد ويبحث عن المصالح الشخصية الوقتية، ينظر الى المؤسسة مكانا لخدمة ذاته، في المقابل لا يحرص على تحسين صورتها عبر المعاملة الحسنة مع المراجعين.

بينما الموظف في المؤسسات الاهلية تجده حريص كل الحرص على عودة الزبون او العميل الى المؤسسة، ويأتي ذلك عبر الاستقبال اللطيف والمرونة في التعامل، والنصيحة في بعض الجوانب التي يغفلها المراجع، وارشاده الى الصواب منعنا لوقوعه في مشاكل إدارية او قانونية في بعض الأحيان.

نجد في المؤسسات الحكومية هذا النوع من الموظفين في الدوائر الحكومية لكن ماهي نسبتهم؟

نسبة ضئيلة ممن يتعاونون مع المراجعين وعادة ما تجدهم محاربين من قبل الزملاء والإدارة العليا في المؤسسة وكأنهم يسيرون عكس السير، فالموظف المخلص يتعرض الى مهاجمة مستمرة ونراه يتنقل بين الأقسام بحجة عدم الالتزام او التدخل فيما لا يعنيه.

الموظفون من هذه الشاكلة هم الذين لا يضعون المعرقلات في طريق المعاملة، ويدفع بما يمكن نحو تخليصها، ففي بعض الأحيان يكون الموظف على استعداد تام لإرجاعك لمحافظك وان في العاصمة على تأييد او ورقة غير مهمة، لكن مزاجية هذا الموظف وقفت حائل دون قبولها وتمشية الامر.

ومن يبتعد عن التصرفات والآراء الشخصية في المؤسسات هو الموظف الذي يستحق التكريم والترقية المستمرة، ذلك لان المؤسسة تنهض وتتحسن وظيفتها ويتطور عملها بالتفكير الصحيح والآراء السديدة التي تجعل صاحبها عنصرا مهما لا غنى عنه في المؤسسة.

وكذلك يمكن لهذا الموظف ان ينمي عملية الابتكار ويخلق جوا وظيفيا وان كان ضيقا بحكم التضييق الذي يناله وكما أسلفنا، لكنه قادر على إحداث نقلة نوعية في بيئة العمل بالاعتماد على مهارته الفردية، التي تكون بمثابة المعول الذي يهدم المعوقات، وينسف جميع الإشكاليات ويحقق النجاح غير المتوقع.

إضافة إلى ذلك، فإن الموظف المتفاني يتمتع بروح إيجابية وقدرة على التعاون، مما ينعكس على بيئة العمل ككل، فهو لا يتردد في مساعدة زملائه وتقديم الدعم لهم، ويعمل بروح الفريق لتحقيق الأهداف المشتركة، كما أنه يسعى إلى تطوير مهاراته باستمرار، مؤمنًا بأن النجاح رحلة مستمرة تتطلب التعلم والنمو المستمر، وبعد هذا كله يشعر وكأنه يسير عكس السير!

اضف تعليق