لا يمكن بأي حال من الأحوال أن نفصل ما حصل في سوريا عن الأحداث الإقليمية الحاصلة في المنطقة منذ مدة سبقت طوفان الاقصى بكثير الى ما بعده منذ اكثر عام حيث الأحداث في فلسطين ولبنان واليمن وعدوان اسرائيل والتحالفات في المنطقة التي اعادت نظام المحاور بقوة الى الساحة الدولية...
لا يمكن بأي حال من الأحوال أن نفصل ما حصل في سوريا عن الأحداث الإقليمية الحاصلة في المنطقة منذ مدة سبقت طوفان الاقصى بكثير الى ما بعده منذ اكثر عام حيث الأحداث في فلسطين ولبنان واليمن وعدوان اسرائيل والتحالفات في المنطقة التي اعادت نظام المحاور بقوة الى الساحة الدولية في الدول العربية لاسيما الخليجية منها، ناهيك عن الفواعل الدولية الفاعلة والمؤثرة للمشهد ممثلة بامريكا وبريطانيا والاتحاد الاوربي وتركيا (التي كانت الاداة الواضحة لتنفيذ الاحداث الاخيرة) بعد سلسلة ليست قصيرة نسبيا من التنسيق والتدبير والاستعداد والتهيؤ فيما بين كل الاطراف الدولية المذكورة اعلاه من جهة والجماعات المسلحة من جهة اخرى .
لا نود التوسع بالتحليل بقدر ما نريد ان نقول ان الواقع السوري الجديد هو ولادة ارادات خارجية عدة وعلى راسها اسرائيلية تركية قطرية امريكية وبقدر معرفتنا بتاريخ وسيرة ونهج الجماعات المسلحة (الارهابية) من تجربة دامية بعد ان قتلوا وسبوا واغتصبوا ويتموا الالاف من العراقيين على الاراضي العراقية (سنكتب مقالا لاحقا عن خيارات العراق في التعامل مع الادارة السورية) وكثير منهم كان مسجون ومعتقل في السجون العراقية ومنهم زعيم الادارة الحالي ابو َمحمد الجولاني احمد الشرع، الذي اصدر القضاء العراقي بحقه مذكرة القاء قبض لوجود مدعين بالحق الشخصي عليه واعترافات الارهابيين ضده.
فان المشهد السوري سيكون كالاتي:
١- المبالغة في الترويج والتركيز على فكرة ان الهدف الحقيقي تحقق بابعاد ايران وحلفاءها (الشيعة) عن سوريا.
٢- الترويج لفكرة ان اسرائيل غير عدو في الوقت الحالي (وان احتلت اجزاء من سوريا ودمرت منظومتها العسكرية) تمهيدا للتطبيع معها لاحقا .
٣- ستسعى امريكا واسرائيل وتركيا في اقناع حلفائهم باعطاء الشرعية السريعة لهذا النظام الذي يلبي طموحات كل منهم على حدة.
٤- ستسارع تركيا الى مفاوضات بشان كل المسائل المتعلقة بالمياه والقواعد العسكرية وغيرها لفرض واقع جديد.
٥-البدء بعمليات ملاحقة ومعاقبة كل من البعثيين المؤيدين للنظام وضباط الجيش وقوى الامن والموظفين الرسميين كمرحلة اولى لتليها تصفيات للعلويين والشيعة في البلد كمرحلة ثانية مستفيدين من واقع تقلد زمام القوة من جهة وسكون وترقب الطرف الاخر بالمقابل.
٦-ستنتظم مجموعات مناوئة لهذا الواقع الجديد اولها من المنتسبين في الجيش والعناصر الامنية وسيكون هدفها اسقاط النظام الجديد وثانيها من بقايا تشكيل جيش الدفاع الوطني الذي تشكل كرديف ومساعد للجيش السوري لمواجهة الارهاب انذاك ومعظمهم من الشباب العقائدي وثالثها ستكون تنظيمات متحالفة من الفئتين اعلاه فضلا عن الشباب الاحرار الذين سيواجهون الاعتداءات الصهيونية ويشكلون جبهات تحرر ضده ولن تكون هذه الجماعات بمفردها بل ستكون محل استقطاب الكثير من الدول الاقليمية والدولية العربية والاسلامية والدولية (حتى التي تدعم الادارة الجديدة).
ما حصل في سوريا لا يقتصر اثره عليها بل سيشمل المنطقة كلها بما فيها المطبعين والحياديين وسنكون امام مشروع خارطة الشرق الاوسط الكبير برسم اسرائيلي فمن لا يرى ضوء الشمس من الغربال فهو اعمى.
اضف تعليق