سنتحدث في هذا المقال عن امية من نوع آخر وليس الامية المعروفة لدى الجميع والمتمثلة بعدم القراءة والكتابة، فطلب العلم في الوقت الحالي يعيش حالة من الانتعاش ويحظى باهتمام كبير من قبل الأهالي الذي يحبون ان يروا أبنائهم وهم يحملون مراتب علمية مختلفة، وسينصب حديثنا عن الامية في التعامل وغيره من الممارسات...

سنتحدث في هذا المقال عن امية من نوع آخر وليس الامية المعروفة لدى الجميع والمتمثلة بعدم القراءة والكتابة، فطلب العلم في الوقت الحالي يعيش حالة من الانتعاش ويحظى باهتمام كبير من قبل الأهالي الذي يحبون ان يروا أبنائهم وهم يحملون مراتب علمية مختلفة، وسينصب حديثنا عن الامية في التعامل وغيره من الممارسات.

وسنحاول التفريق بين نوعين من الامية. قد تتعامل مع شخص يحمل اعلى الألقاب العلمية، لكنه في الوقت ذاته يكون بامية مطلقة من حيث احترام حقوق الآخرين وعدم الاعتداء عليهم باللفظ والفعل، يتجرد من اللقب العلمي ويتحول الى انسان غير سوي، ربما يتفوق عليه شخص لم يكمل مسيرته الدراسية وليس لديه الشهادة الابتدائية، وقد لا يقرأ ويكتب.

لم يتم إجراء أي دراسات أو استطلاعات الرأي خلال الأعوام الماضية عن محو الأمية بسبب انحسار محو الأمية، ومن المتوقع أنها شبه منتهية بما يتعلق بالقراءة والكتابة، أما في وقتنا الحالي فأعتقد أننا نحتاج إلى محو الأمية للعديد من الممارسات السلبية ومن أهمها.

نحتاج الى دروس وجهود لمنع الأشخاص من الوقوف في الأماكن الخاطئة والتجاوز على حقوق ذوي الإعاقة عبر الوقوف بأماكنهم في المواقف العامة، وكذلك لا يتم مراعاة حقوق كبار السن، ذلك انه يعد تعد صارخ على حقوقهم وكذلك مخالفة لقواعد السير والانضباط، يجب ان يعاقب عليها المخالف.

ونحتاج في كثير من الأحيان الى محو للامية من السائقين الذين لا يلتزمون في الإشارة الضوئية، ويعرضون حياتهم وحياة الآخرين الى الخطر، بهذا النوع من المخالفات، وقد يحتاج هذا الامر الى استراتيجية وحملة منظمة للقضاء على هذه الظاهرة التي اخذت بالانتشار في الوقت الحالي. 

وكذلك نحتاج محو الأمية عن عادة التنمر بين بعض الطلاب والطالبات لأنها تؤثر سلبا في نفسية الطلبة وعلى تحصيلهم العلمي، علما بأنه خلال الفترة الماضية كانت هناك حالة انتحار لطالبة، وكان السبب في ذلك تنمر زميلاتها عليها بأن أهلها لا يملكون دارا في مجمع سكني فخم، وليس لديهم سيارة فاخرة وغيرها من الأمور الموجبة للتفاخر.

مجتمعنا اليوم بحاجة التأكيد على ضرورة عدم إيذاء الجار، اذ ان البعض يسيء إلى جاره من خلال الوقوف في مواقف الجار من دون استئذان، أو إيذاء الجار عن طريق رفع الأصوات وإزعاج الجار وغيرها من الأمور التي تؤذي الجيرة، وفي مثل هذه المواقف نحتاج الى ممارسات ترفع من نسبة الوعي لدى الاسر التي لم تنتبه لمثل هذه التصرفات.

ونتمنى ان تنتهي او تتوقف حالة التصرف بعدم احترام الذوق العام، كأن يكون رفع صوت مسجل السيارة بما يحدث ازعاج للعجلات المتوقفة الى جانب بعضها في الازدحام المروري، وكذلك من الأمثلة على ذلك تجاوز الدور والنظام عند الذهاب إلى الطبيب أو في الأسواق أو عند قيادة المركبات فضلا عن مزاحمة البعض للناس في الطرقات وهي من العادات السيئة التي يجب ان يوضع حد لها.

نحتاج إلى محو الأمية لمنع الظلم ورد الحقوق إلى أصحابها في المعامل والمصانع وفي الوزارات والهيئات والشركات، اذ يوجد العديد من الموظفين لم يحصلوا على حقوقهم في الترقية أو في التقييم السنوي بسبب ظلم وتعسف المدير، وهذا إجحاف وظلم كبير، ومن الواجب ان يشمل محو الامية هذه الجوانب والوقوف عندها وعدم تخطيها لما في ذلك من تحقيق للمصلحة العامة.

ويحتاج التدخل في شؤون الآخرين الى جهود مكثفة تصب في محو هذه التصرفات من المجتمعات ولتعزيز هذه الثقافة وعدم الافراط في هذا الاتجاه نحتاج إلى محو الأمية عبر وضع حدود مناسبة بينك وبين الآخرين حتى لا تتم مضايقتهم، فالناس لديهم هموم ومشاكل مادية وضغوط أسرية ومشاكل صحية، ربما يتحرجون من الخوض بتفاصيلها وعرضها امام الآخرين.

وبعد ما سبق لا يمكن ان نحصر محو الامية في تعلم القراءة والكتابة، فتشخيص هذه المشاكل ومعالجتها يصب في صميم المعنى ويجسد المبدأ العام من المحو المنشود، لجعل المجتمع خال من الممارسات السلبية التي تضر بصورة او بأخرة في مصلحة الافراد ويؤثر على حياتهم اليومية.

اضف تعليق