لماذا فشلت الأنظمة العربية والإسلامية في مقاطعة المنتجات الأمريكية والاوروبية كنوع من الردع للأولوية الأمريكية بالأمن الإسرائيلي؟، هناك نماذج مختلفة من الإجابات ووقائع يسجلها التاريخ، النتيجة الواقعية لها بداية عصر صهيوني جديد، معالمه واضحة في صفقة القرن ومشروع الشرق الأوسط الجديد بقيادة إسرائيل...

ما بين العصر الصهيوني الاول والعصر الصهيوني الجديد، ثمة ثغرات وفشل في إدارة السلطة، بات مطلوبا اليوم التفكير الإيجابي بما يمكن فعله لمواجهة الهجمات الجديدة، وقائع العصر الصهيوني الاول مع نهاية الحرب العالمية الأولى وتطبيق اتفاق سايكس بيكو.

لم يكن عند العرب سواء في مصر غير ثورة ١٩١٩ وعند العراقيين ثورة ١٩٢٠.. كلا الثورتين انتجت نظام حكم ملكي بعد مؤتمر وزارة المستعمرات في مصر كلاهما محكوما باتفاقات أقرب إلى نموذج الانتداب!!

هكذا بدا العصر الصهيوني تطبيق وعد بلفور ثم الاستغراق في استثمار النفط وقناة السويس.. ولم تنجح الأنظمة العربية الاتيان بما لم يأت به الأوائل لمواجهة او ردع العصر الصهيوني الاول حتى انطفاء قوة الإمبراطورية البريطانية واستبدالها بالقوة الأمريكية خلال الحرب العالمية الثانية التي انتجت نموذج الكيان الصهيوني على خلفيات وقائع بريطانية.

وعلى عهود الصراع العربي الصهيوني.. لم تفرض اي دولة عربية نموذجا لمعادلة القوة.. فكانت محاولات جمال عبد الناصر.. وغيره من الزعماء العرب في خلق قدرات تصنيع عسكرية.. او التفكير بالمشروع النووي العربي.. الا في الإطار الاستهلاكي في الحروب كذخيرة زبما تصل الى ذخيرة المدافع والدبابات.. ولم توازن القوة العسكرية للاساطيل الأمريكية.. او الأدوار التي لعبتها المخابرات المركزية في التعامل مع الامن الإسرائيلي كأحد أولويات الامن القومي الأمريكي.

الأكيد ان سلاح النفط استخدم مرة واحدة.. ولم يتكرر ذلك في أفضل الأحوال.

السؤال المركزي.. لماذا فشلت الأنظمة العربية والإسلامية في مقاطعة المنتجات الأمريكية والاوروبية كنوع من الردع للاولوية الأمريكية بالأمن الإسرائيلي؟؟

هناك نماذج مختلفة من الإجابات ووقائع يسجلها التاريخ.. النتيجة الواقعية لها بداية عصر صهيوني جديد... معالمه واضحة في صفقة القرن ومشروع الشرق الأوسط الجديد بقيادة إسرائيل!!

وقائع العجز المتراكم في مواجهة العنجهية العدوانية لإسرائيل وهي تكرر جرائم مليشيات الهاعانا وشتيرن في تهجير سكان فلسطين عام ١٩٤٨.. بذات الوحشية في غزة وجنوب لبنان.. بموافقة واسناد أمريكي واوروبي بل وعربي.. يتكرر السؤال ما الرد المتوقع عربيا واسلاميا لمواجهة العصر الصهيوني الثاني؟؟

ربما تكون الإجابة مكلفة جدا لمحور المقاومة الإسلامية بقيادة فيلق القدس الإيراني.. والدولة الإيرانية تحاول إعادة ترتيب الأوراق المطلوبة لمواجهة التهديدات الواقعية للأمن وسلامة الدولة الإيرانية في اراضيها.. وخير مثال على ذلك زيارة ابن الشاه لإسرائيل!!

الموقف العربي يتعامل مع حل الدولتين.. المقبول من إسرائيل شكلا والمفروض موضوعا.. الشروط التي تضعها على طاولة المفاوضات حتى وفق منطق اتفاق اوسلو ترفع عليه اليوم عملية عسكرية بعنوان السيوف الحديدية!!

نتائج متغيرات طوفان الأقصى في غزة.. ثم جنوب لبنان.. واخيرا سوريا.. تجعل المراهنة على حلول عربية مجرد اوهام!!

اما محور المقاومة الإسلامية المنهج العسكري الذي يعتمده لحرب استنزاف يمكن أن تفجر المنطقة بحرب شاملة نتيجة مواقف أمريكية واوروبية تحتاج نفط وغاز شرق المتوسط واعادة تكوين اعدادات المنافسة الاقتصادية بين الشركات متعددة الجنسيات وفق حسابات الربح والخسارة في انتاج المعرفة... المخاوف الأمريكية من الصين ليست عسكرية او اقتصادية بل من تطور قدرات البحث والتطوير المعرفي في عالم الذكاء الاصطناعي الجديد!!

هل ثمة نموذج من التفكير المنطقي الإيجابي لمواجهة تهديدات العصر الصهيوني الجديد؟؟

هناك نموذجين.. الأول.. دوام المقاومة الفلسطينية... وبقاء رأيتها خفاقة بدعم شعبي عربي إسلامي وتلك مسؤولية الشعوب العربية والإسلامية قبل حكوماتها.. وهناك الكثير مما يمكن أن يكون في تنظيم ديمومة هذا الدعم الكمي والنوعي.

النموذج الثاني.. مسؤولية الحكومات العربية والإسلامية في وضع نموذجهم لمضمون حل الدولتين.. من خلال التحشيد والمناصرة الدبلوماسية... وكما حمل مجرم الحرب الدولي النتين ياهو خارطة الأعداء والأصدقاء أمام الأمم المتحدة ... مطلوب ان تكون هناك خارطة جغرافية بتفاصيل حل الدولتين.. واللجوء لمحكمة العدل الدولية في توصيف الجرائم الصهيونية وفق الفصل السابع.. نعم ستكون هناك معارضة أمريكية.. ولكن سيظهر تأثيرها حتى نسبيا كما ظهر تأثير حرب فيتنام على الرأي العام الأمريكي... سيما َمع المخاوف الصهيونية من التحول في الرأي العام للشباب الجامعي من موضوع معاداة السامية. 

التهديد الصهيوني الأكثر خطورة في عصره الجديد.. تضارب المجتمعات العربية والإسلامية طائفيا.. هناك طالبان في أفغانستان.. وربما سيتم إعادة رسم الخارطة السورية بنموذج أقرب إلى فكر الاخوان المسلمين ولكن بربطة عنق حديثة.. وما يمكن أن يحدث من تداعيات الدومينيو المجتمعي بفواعل الخطاب الطائفي سواء في العراق. او في إيران. واكرر لم تكن زيارة ابن الشاه لإسرائيل سياحية!!

لذلك أيضا نصف الكأس في التفكير الإيجابي.. ما سبق وان وصفته المرجعية الدينية العليا ب(النخب الواعية).. واول هذه النخب خطباء المنابر الدينية.. في تعزيز كل المشتركات في تفاسير الشريعة للمداهب الإسلامية.. واستبعاد الخلافات التاريخية بعناوين مقدسة.. لان اشترار تلك الخلافات عين الهدف الصهيوني في تشتيت المجتمع العربي والإسلامي...

هذا غيض من فيض التفكير الإيجابي.. ويبقى من القول لله في خلقه شؤون!!!

اضف تعليق