دوليا تطورت اليات وأساليب التعاطي والتوظيف لهذه العلوم في تسويق الاهداف فكانت اغلب الدول ومنها العراق، تؤسس دوائر أبحاث لتحليل الرسائل التي تهدد الامن المجتمعي العراقي مقابل تلك التي يمكن لها التداخل مع هذه الرسائل للتشتيت عبر الشائعات البيضاء وغيرها من الوسائل والاساليب...

منذ قديم الزمان كانت حرب الشائعات نموذجا للحرب الناعمة.. تداخلت فيها تقنيات إيصال الرسائل وتحليل ردود أفعال المتلقي حتى خضع لمدارس أكاديمية تميزت عراقيا بمدرسة الاجتماع السياسي وكتاب الرأي العام لاستاذنا المرحوم الدكتور صادق الأسود.. ومدرسة الحرب النفسية لاستاذتنا الدكتورة حميدة سميسم وكتابيها عن الرأي العام والحرب النفسية... وما طرأ عليهما من تطورات تحت عناوين علم النفس السياسي او علم النفس الاعلامي.

دوليا.. تطورت اليات وأساليب التعاطي والتوظيف لهذه العلوم في تسويق الاهداف فكانت اغلب الدول ومنها العراق... تؤسس دوائر أبحاث لتحليل الرسائل التي تهدد الامن المجتمعي العراقي مقابل تلك التي يمكن لها التداخل مع هذه الرسائل للتشتيت عبر (الشائعات البيضاء) وغيرها من الوسائل والاساليب.

في عراق اليوم.. تتداول مختلف المنصات الإعلامية في برامج التوك شو او عير منصات التواصل الاجتماعي الكثير من الرسائل التي تهدد السلم الاهلي العراقي من خلال طروحات شعبوية.. تفرز الهويات الفرعية كاولوية تتقدم على الهوية الوطنية لعراق واحد وطن الجميع.

السؤال الأهم ما مسؤولية النخب والكفاءات الاعلامية المتصدية للسلطة في التخطيط الاستراتيجي والادارة الإعلامية...؟؟

وفق القوانين النافذة.. هذه المسؤولية مناطة بهيئة الإعلام والاتصالات.. في مواجهة ما عرف بالمحتوى الهابط.. كما هي مسؤولية كبيرة لابد وان يتصدى لها جميع النخب لاسيما في النقابات المهنية ومنظمات المجتمع المدني ومؤسسات اعلامية كبرى.

السؤال المقابل.. هل ثمة اتفاق وطني لتحديد العدو والصديق من خلال تلك الرسائل الناعمة الموجهة للمجتمع العراقي؟؟ 

وهل هناك توصيف قانوني لتجريم مثل هذه الطروحات الشعبوية او الطائفية او التي تبث رسائل التفرقة او التشجيع على الإرهاب او الجريمة المنظمة او تجارة المخدرات والسلاح والاتجار بالبشر من خلال منشورات أقرب عن الرقيق الأبيض في المنتديات الليلية وغيرها من الأمور على منصات التواصل الاجتماعي؟؟

واقع الحال هناك تهديدات خارجية بهذه الحرب الناعمة تتمثل بما عرف عن الوحدة ٨٢٠٠ في قسم المستعربين للموساد الصهيوني.. والتي بات لها رموز عراقية تتفاعل معها بشكل علني!!

يضاف إلى ذلك نشاط وحدة التأثير الاستراتيجي التي نقلت أعمالها من ساحة القتال تحت سلطة البنتاغون إلى مجلس الأمن القومي الأمريكي لحماية ونشر المعلومات السيبرانية.

كذلك هناك مؤسسات مثل مجموعة ام بي سي وغيرها السعودية وهناك مؤسسات .. مصرية تعمل لصالح السعودية والامارات والكويت لتمويل أعمالها حتى الدرامية لاسيما في شهر رمضان المبارك.

وايضا هناك مؤسسات إيرانية منها ما يتبع الحرس الثوري ومنها ما يتبع لاطلاعات... وهناك اتحاد للاذاعات والتلفزيونات والمنصات الإعلامية يرتبط بمجموعة من الخبراء الاستراتيجيين..

وايضا هناك مجموعات كردية مؤسسات حزبية وحكومية.. كل منها يعمل لصالح منظومة القيم والمصالح التي يروج لها.

في ضوء كل ذلك.. هل هناك مؤسسات حكومية عراقية.. تناط بها مهمات التصدي للإعلام الشعبوي ورسائل التضليل الناعم وترويج أشكال مختلفة من الاثام المجتمعية من على المنصات الإعلامية الفاعلة في برامج التوك شو او منصات التواصل الاجتماعي؟؟

الاجابة الواقعية الواضحة... لا يوجد!!!!

لماذا..؟؟

لان نظام مفاسد المحاصصة وامراء عوائل المكونات. كل حزب بما لديهم فرحون.. وهم يتفاعلون وفق مصالحهم وعلاقاتهم مع أي من الأطراف التي تستهدف مفهوم عراق واحد وطن الجميع برسائل حرب التخريب الناعمة .. هكذا ظهرت عراقيا فاشيتنات وبلوكرات.. ومقدمي برامج.. ومحلليين يحملون شتى العناوين وينعقون في مختلف المجالات. فقط للتماهي مع نماذج حرب التخريب الناعمة.. فيما كل القيادات الحزبية للعملية السياسية.. تعترف بالفشل في مكافحة الفساد وتعلن القبض على طن من المخدرات في رصافة بغداد.. مثلا.. وليس هناك أي تعريف وطني لمهددات السلم المجتمعي لها مصفوفة قوانين نافذة..!!

من المسؤول ومن المستفيد؟؟

سؤال لكل من يتصدى للشأن العام لعل وعسى تهتم مراكز الأبحاث الحكومية ومنها الجامعية بمضامين مواجهة الحرب الناعمة وأفعالها المتعارضة.. ويبقى من القول لله في خلقه شؤون!!

اضف تعليق