الخطر الحقيقي الذي يهدد الحضارة اليوم هو دولة الكيان الصهيوني التي صنعها الغرب لتفتيت العالم العربي واثارة الفتنة فيه حتى يسهل الهيمنة عليه واستغلال ثرواته، هذه الدولة المارقة تجسد بربرية القرن الواحد والعشرين بل فاقت في بربريتها و وحشيتها بربرية الشعوب الهمجية القديمة وبربرية هتلر خلال الحرب...
يكرر نتنياهو، كذاب القرن الواحد والعشرين، ومنذ بداية حرب الإبادة على غزة إن الحرب في المنطقة هي بين الحضارة والبربرية أو الوحشية، بين الدول المتحضرة التي تمثلها إسرائيل والبربرية متمثلة بأعداء إسرائيل ويقصد الفلسطينيين ومحور إيران، وهو كذب يعتبر جزءاً رئيساً من تركيبة وتكوين نتنياهو والصهيونية منذ بداياتها الأولى عندما زعموا إن فلسطين أرض بلا شعب ويجب أن تُعطى لشعب بلا أرض، بالإضافة الى تضليلهم للعالم بأساطير وخرافات التوراة وتاريخ بني إسرائيل!
هذا الإرهابي يتجاهل أن المنطقة التي يتحدث عنها كانت مهد الحضارات البشرية في مصر والعراق (بلاد الرافدين) والفارسية وحضارة الهند والصين ولاحقا الحضارة العربية الإسلامية في القرون الوسطي حيث كانت أوروبا تُعيش عصر الظلمات أما الولايات المتحدة فلم يكن لها وجود في ذلك الوقت.
الغرب بنى حضارته على ما حققته حضارات المنطقة وخصوصا الحضارة العربية الإسلامية حيث كانت أولى الجامعات في أوروبا تدرس العلوم باللغة العربية وكانت كتابات ابن رشد ملهمة للفكر العقلاني للغرب، وأن اليهودية مجرد ديانة قديمة لم تؤسِس لها حضارة وكل جهود دولتهم اللقيطة لم تجد أثرا لأي مَعلَم تاريخي يدل على وجود حضارة لهم لا في فلسطين ولا خارجها حتى لم يجدوا أثرا لهيكلهم المزعوم، أما يهود اليوم فهم لمم من كل بقاع الأرض.
الخطر الحقيقي الذي يهدد الحضارة اليوم هو دولة الكيان الصهيوني التي صنعها الغرب لتفتيت العالم العربي واثارة الفتنة فيه حتى يسهل الهيمنة عليه واستغلال ثرواته، هذه الدولة المارقة تجسد بربرية القرن الواحد والعشرين بل فاقت في بربريتها و وحشيتها بربرية الشعوب الهمجية القديمة وبربرية هتلر خلال الحرب العالمية الثانية، هي الدولة الوحيدة عبر التاريخ التي تتهمها الأمم المتحدة ومنظمات حقوقية دولية كمحكمة الجنايات ومنظمة العفو الدولية وهيومن رايت ووتش الخ بأنها تمارس حرب الإبادة والتطهير العرقي ضد الفلسطينيين، وهناك مذكرات اعتقال من محكمة الجنايات الدولية لنتنياهو وقادة جيشه بتهمة ارتكاب جريمة إبادة وتطهير عرقي، كما تخرج مظاهرات شعبية في عديد عواصم ومدن العالم وفي الجامعات حتى الغربية منها تتهم دولة الاحتلال بقتل النساء والأطفال وحرقهم أحياء، وهي الدولة التي لا تعترف ولا تحترم شعوب العالم ولا الشرعية الدولية كما يصرح علنا نتنياهو وقادة اليمين كسموترتش وبنغفير.
فهل توجد بربرية ووحشية أكثر من فقدان ربع مليون نفس بين قتيل ومفقود وجريح من مجموع سكان غزة الذي يُقدر 2 مليون ونصف وتدمير 80% من مساكن وبنية تحتية بما فيها مستشفيات ومدارس وجامعات ومساجد؟ هل توجد بربرية أكثر من اقتحام مستشفيات وقتل من فيها من مرضى وطواقم طبية؟ هل توجد بربرية ووحشية أكثر من اغتصاب جنود الاحتلال للأسرى الفلسطينيين؟ هل توجد بربرية أكثر من تجويع 2 مليون ونصف نسمة في القطاع ومنع دخول المساعدات الإنسانية بالرغم من مناشدات العالم والمنظمات الدولية؟ هل توجد بربرية أكثر من قصف البيوت على ساكنيها كما يجري في كل القطاع وخصوصا في جباليا في شمال القطاع؟ هذه الدولة تجسد بربرية العصر الحديث وهي مصدر الخطر الذي يهدد الحضارة الإنسانية وتضع العالم على حافة حرب عالمية ثالثة وقد تكون نووية.
يريد نتنياهو والآلة الإعلامية الصهيونية والتي تجد دعما من غالبية الإعلام الأمريكي من وراء هذا الخطاب العنصري المدجج بكل الأكاذيب التاريخية وحول مجريات الحرب أن يضلل العالم عن حقيقة الحرب والصراع في المنطقة، حقيقة أن أصل الحرب والصراع بدأ منذ عام 1948 مع قيام دولة الاحتلال وتشريد الشعب الفلسطيني من أرضه ثم رفضها لأية تسوية سياسية عادلة أو تنفيذ قرارات الشرعية الدولية التي اعترفت بها منظمة التحرير الفلسطينية بالرغم من أنها تمنح الفلسطينيين بالحق بدولة على حدود 22% فقط من أرضهم، وأن تدخل أطراف أخرى على خط الحرب والصراع سواء كانوا عربا أو ايران ومحورها كان لدعم نضال الشعب الفلسطيني فقط حتى وإن كان تدخلهم أحياناً لا يصب في صالح الفلسطينيين ويبعد الأنظار عن القضية كما جرى في الأشهر الأخيرة.
نتيجة التصعيد بين إسرائيل وإيران والذي يبدو حتى الآن أنه مدروس ولن يتجاوز قواعد اشتباك متفق عليها كما ظهر في الضربة الإسرائيلية الأخيرة يومه السبت السادس والعشرين من أكتوبر ردا على الصربة الإيرانية، وأي كانت حسابات الربح والخسارة التكتيكية بين الطرفين لن تغير الحقيقة وهي أن القضية الفلسطينية هي أصل الصراع ولن يتحقق السلام والاستقرار بالمنطقة إلا بحل عادل للقضية الفلسطينية، أو كما قال الرئيس الراحل أبو عمار إن فلسطين هي الرقم الصعب في معادلة الشرق الأوسط.
اضف تعليق