فصائل كثيرة في العراق تعتبر نفسها جزءا من محور المقاومة وسيطال العراق شئنا ام ابينا جزءا من الشر الاسرائيلي الذي يعبث بالمنطقة خصوصا بعد الضربة الصاروخية الايرانية الأخيرة... لكن بوجود المرجعية الدينية الرشيدة صمام الامان وتوجيهاتها السديدة اولا؛ فلا خوف على العراق. كما اننا لسنا قريبين جدا...
السؤال الذي يطرح نفسه منذ عام تقريبا ومع بداية عملية طوفان الاقصى: هل ستقود الاحداث في غزة الى حرب شاملة في المنطقة ام الى تهدئة دائمة؟.
المتابع للأحداث في منطقة الشرق الاوسط الغنية بالنفط منذ اكثر من سبعة عقود الى اليوم، يجدها ما تكاد تهدأ حتى تشتعل بسرعة باي وسيلة او طريقة بسبب شهية الدول الكبرى للصراع في المنطقة والمسارعة الى السيطرة عليها بسبب غناها بالنفط والثروات الطبيعية اولا؛ وموقعها الجيوستراتيجي المتميز ثانيا؛. لذا فان من يسيطر عليها يستطيع ان يدعم وضعه في مواجهة القوى الاخرى.
ومنذ اكثر من عقدين فرضت معادلة جديدة من قبل ايران ومحور المقاومة في لبنان وخصوصا بعد تحرير الجنوب اللبناني عام 2000 وحرب عام 2006 بين حزب الله اللبناني واسرائيل، وهي معادلة الردع وشهدت المنطقة خلال هذه الفترة معطيات جديدة اخلت بتوازنات الدول الكبرى ونظرتها للمنطقة، حتى توسع هذا المحور العقائدي ليشمل فصائل في العراق وسوريا واليمن، وليتمكن من افشال مؤامرة داعش التي حاولت اعادة رسم خارطة الشرق الاوسط بظهور خلافة مذهبية متطرفة بمساعدة فتوى الجهاد الكفائي.
كما ان هذا المحور افشل المؤامرة على سوريا وحال دون سقوط نظامها خلافا لرغبات امريكا والغرب... ومع قوة وتلاحم وتوسع محور المقاومة اصبح يهدد المصالح والوجود الامريكي في المنطقة وحتى وجود الكيان الصهيوني نفسه، لذا كان لا بد من عمل لإيقاف هذا التوسع، وهنا كانت ردة الفعل غير المتوازنة والمعدة مسبقا تجاه عملية طوفان الاقصى، حيث دمرت اسرائيل قطاع غزة تماما ولمدة عام كامل تقريبا بقصف لم تشهد له حروب المنطقة مثيل سابقا وبدعم وغطاء امريكي بريطاني غربي واضح.
وما ان استكملت جريمة ابادة غزة حتى تحولت اسرائيل الى لبنان بشكل مركز حيث اغتالت امين حزب الله العام الشهيد حسن نصر الله وكبار قادة الحزب وحولت اجزاء كبيرة من الضاحية الجنوبية لبيروت الى اكوام من الحطام، وهجرت اكثر من مليون لبناني واحكمت الحصار برا وبحرا على البلاد وسط سكوت عالمي ودولي يشابه السكوت عن الجرائم في غزة.
والسؤال: هل سيتوسع الصراع الى العراق، ام سنكون بمنأى عما يجري؟.
من الطبيعي ان فصائل كثيرة في العراق تعتبر نفسها جزءا من محور المقاومة وسيطال العراق شئنا ام ابينا جزءا من الشر الاسرائيلي الذي يعبث بالمنطقة خصوصا بعد الضربة الصاروخية الايرانية الأخيرة... لكن بوجود المرجعية الدينية الرشيدة صمام الامان وتوجيهاتها السديدة اولا؛ فلا خوف على العراق. كما اننا لسنا قريبين جدا من هذا العدو مثل غزة وبيروت ثانيا؛. لذا لن تتوسع الحرب الشاملة الى العراق، وان كان سيناله الكثير من شررها المتطاير.
اضف تعليق