جرائم الكيان المحتل في لبنان ايقظت دول العالم على خطر سلوكياته، وعند كل حدث تكنولوجي كبير يحدث هنا وهناك، ستدار الأعين نحو اسرائيل، وستكون المتهم رقم واحد، والنتيجة لا أمان لمِنْ يتعامل او لا يتعامل مع اسرائيل، بسلام او بدون سلام...
لم أقلْ ”إسرائيل” في العنوان، وانما ”ملّة صهيون”، لأنَّ هذه الملّة بتلموديتها واجتهادات حاخاماتها، هي التي تُدير الكيان المُحتل فكراً وعملاً، مواطناً ومجتمعاً ودولة عند العالم، وكيان مُحتلْ ومغتصب عند الله والتاريخ، والعرب والشعوب الحُرّة (للاستزادة عن معرفة تاريخ ودين ”ملّة صهيون، راجع مقال بعنوان :الفاشيون لا يقدحون من رؤوسهم، هذا ما يأمرهم به التلمود، صحيفة الاخبار اللبنانية، 5 تشرين الاول 2023، الكاتب بيروت حمود ، الموقع https://al-akhbar.com/Palestine/370663)
الجرائم البشعة التي ارتكبتها ”ملّة صهيون” في غزّة وفي لبنان، هي تأكيد ”لماهية هذا المخلوق“، واقصد ”ملّة صهيون” والذي لم ير العالم منه الاّ الفجور وأبشع .
لم اقلْ في العنوان جرائم التاريخ، وانما اكتفيتُ بجرائم الأمس، ولا اقصدُ ”صبرا و شاتيلا” ولا المجاز والمقابر الجماعية التي ارتكبت بحق المدنيين من نساء و اطفال ومنذ عام 1936 و حتى تاريخ النكبة عام 1948 (انظر جريدة هآرتس اليسارية، والتي نشرت خبر وصور هذه المقابر في 21 يناير عام 2021)، ولا غيرها التي ارتكبها الكيان المحتل في لبنان (مجزرة قانا الاولى عام 1996، وقانا الثانية عام 2006, وصبرا وشاتيلا عام 1982، والقائمة تطول وتتعدى فلسطين ولبنان إلى كل العالم العربي)، اقصدُ باستخدام عبارة ”جرائم الامس”، جرائم حدثت في الأمس القريب، في وطننا العربي وفي لبنان والعراق وسوريّة، وسأعود على ذكرها والتوقف عندها .
الحديث او الكتابة عن ”ملّة آل صهيون”، و الهادفة إلى التفكير والتأمل بأمرهم وبتاريخهم والتدقيق بصحة ما حّلَ بهم (النازية، والمحرقة)، أصبح أمرا ممنوعا في اوروبا. أمرٌ ممنوع وليس محذورا، من يحاول التشكيك بعدد ضحايا النازية، او بتفصيلات ما جرى على يد هتلر، ”ومن تعاون معه على اصطياد اليهود الرافضين للصهيونية ولدولة اسرائيل” يلاحق بتهم جنائية بقوة القانون. وبادرت فرنسا في تشريع قانون (قانون كيسوت la loi de Gyssot ) ، بتاريخ 1990/7/13، وتبعتها دول اوروبية بتبني قوانين مشابهة .
اساتذة فرنسيون من جامعة باريس وجامعة ليون، جُرّدوا من ألقابهم العلمية وعوقبوا وطردوا من عملهم الجامعي، لأنهم اعدوا بحوثا تشكك في ارقام ضحايا الهولوكست، وقصة الفيلسوف الفرنسي جارودي، وآرائه عن الهولوكست وإسرائيل معروفة، حيث تعرّض إلى شتى أنواع التنكيل والمطاردة القانونية، وتمت محاكمته في فرنسا بسبب كتابه المشهور ” la Mythe d’ Israël ” أساطير إسرائيل (للمزيد عن المؤلف راجع “غوغل ” Roger Garaudy).
العبرة بذكر ما تقّدم، وباختصار شديد، هي ان الصهيونية الحاكمة في مقدرات الغرب جعلت من الهولوكست امراً مقدساً، يمنع تناولها الاّ بالحسنى والمظلومية .. لماذا؟
لأنَّ الهولوكست الحقيقية التي شهدها التاريخ، ليست هي التي صنعتها وسوقتّها وفرضتها الصهيونية، ولمنع اكتشاف الحقيقية، والتعرف على تفاصيلها، وعلى الذين ساعدوا هتلر وتعاونوا معهم، أُسدِل الستار بقوة القانون من الدولة، وبالعنف والتهديد من العصابات الصهيونية، على المشاهد والسرديات التي ألفّت رواية الهولوكست .
ما يجري في فلسطين وغزّة ولبنان، من قوة لا إنسانية وقدرات غير بشرية في ارتكاب الجرائم، يدعونا صراحة إلى التفكير ملياً في حوادث اخرى، وقعت قبل سنوات في بلداننا العربية :
هل بقي شك يساور النفوس عن هوية الفاعل في جريمة تفجير مرفأ لبنان، بتاريخ 2020/8/4 ؟
هل ما زلنا نشكُ ببراءة ”ملّة آل صهيون” من جريمة اغتيال الشهيد رفيق الحريري في عام 2005/2/14؟
الاستخدام المُتقن لتكنولوجيا الموت والغدر من قبل الكيان المحتل، والذي شهدناه في تفخيخ وتفجير اجهزّة النقال وغيرها، تكشفُ الغاز اغتيال الشهيد الحريري و تفجير مرفأ بيروت، وربما حتى تفجير طائرة الرئيس الإيراني رئيسي !
مَنْ سيكون خلف صناعة الإرهاب وافواج الارهابيين، والذين انتشروا وقتلوا بإجرام لا يختلف عما فعله آل صهيون، في العراق وفي سوريا وفي لبنان، غير ملّة آل صهيون؟ واهدافهم معروفة، لا تحتاج إلى الذكر والتذكير .
حتى العمليات الإرهابية التي جرت في بلدان اوروبية، سّوقت باسم الإسلام والعرب، بيَدَ ان فاعليها ليسوا الاّ تكفيريين، تدربوا في معسكرات صهيونية أمريكية، والهدف هو الإساءة للإسلام وللعرب، وتأليب الرأي العام العالمي ضد العرب و الإسلام .
ويحضرني، ونحن ذكرنا جرائم الإرهاب في العراق، ما ذُكِرَ في وسائل التواصل الاجتماعي، من قول نُسِب للسيد باسم القزويني، جاء فيه: ”أعادت لنا صفقة شراء اجهزة “البيجر” في لبنان ذكريات مؤلمة ترتبط بصفقة شراء الأجهزة المزيفة لكشف المتفجرات في العراق عام 2007، وخسارة العراق لآلاف الاروح وملايين الدولارات ..” .
مَنْ يا ترى ستكون له مصلحة في ان تكون الأجهزة غير فاعلة، وتسمح بمرور المفخخات والارهابيين بأسلحتهم، غير الكيان المحتل وجماعاته وعصاباته المُسلحة؟
جرائم الكيان المحتل في لبنان ايقظت دول العالم على خطر سلوكياته، وعند كل حدث تكنولوجي كبير يحدث هنا وهناك، ستدار الأعين نحو اسرائيل، وستكون المتهم رقم واحد .والنتيجة لا أمان لمِنْ يتعامل او لا يتعامل مع اسرائيل، بسلام او بدون سلام .
اضف تعليق