بات الحديث عن التعديل الوزاري مجرد آثاره على مواقف الاغلبية الصامتة في تكوين الثقة التي حاول السيد السوداني ردم فجوتها معهم بعنوان عريض لحكومة الخدمة.. لذلك سيكون عدم الالتزام بنصوص تلك التصريحات بمثابة (كعب اخيل) امام شخص السيد السوداني للسقوط الحر في متاهات تلك الحلول...

ايام قليلة تفصلنا عن ذكرى ايام تشرين.. تلك الوقفة الشعبية الرافضة لنظام مفاسد المحاصصة والداعية لعراق واحد وطن الجميع، ما قبلها ليس ما بعدها.. لكن عودة الحديث عن ثورة الجياع سببا لاستذكار تلك الأيام.. يؤكد ان نظام مفاسد المحاصصة ما زال يقبض على السلطة.. وكل أشكال التجميل اللفظي والاجرائي باعتبار حكومة السيد السوداني حكومة خدمة عامة.. لم تمنع من التنابز بتهم الفساد.. تلك التي ورثت من عهود حكومات سبقت.. او تلك التي ظهرت في هذه الحكومة.

هكذا تحولت ازدواجيات ديمقراطية الاحتلال إلى حالة تصفية حسابات بين القوى السياسية من بوابة القضاء بانتظار قدراته الحيوية للانتهاء من ملفات كبرى مثل سرقة القرن ثم حكاية التنصت على أعلى مستويات الجهاز الحكومي.. ثم ما يتداول عن هدر الأموال في السكك الحديدية.. مرورا بعدم شفافية الإحالة والصرف لمشاريع فك الاختناقات المرورية!!

يحدث كل ذلك والعالم كله ومنه العراق على أبواب أزمة اقتصادية ضمن دورة الازمات الدولية.. وخاصة في سعر النفط الذي تعتمد عليه صرفيات رواتب جيوش من البطالة المقنعة في الجهاز الحكومي ناهيك عن جمهور الدرجات الخاصة وأصحاب حقوق العدالة الانتقالية.

قبل جلوسه على كرسي رئاسة مجلس الوزراء.. هناك تحذيرات من السيد السوداني عن ثورة الجياع.. وايضا مصفوفة حلول وبدائل واقعية لمعادلة الإنصاف في توزيع الثروة الوطنية باستقطاع نسبا من رواتب ومخصصات الدرجات الخاصة وغيرها من أبواب الموازنة العامة وتحويلها لرواتب الموظفين او أبواب المشاريع الاستثمارية.

هذه التصريحات المتلفزة التي يحتفظ بها العم غوغل.. حين تقارن بوقائع هذه الأيام.. تطفو أولويات الاستحواذ الاستراتيجي على دورة ثانية في رئاسة الوزراء.. تصطدم بثوابت الحلفاء السياسيين في مفاسد المحاصصة.. حتى بات الحديث عن التعديل الوزاري مجرد آثاره على مواقف الاغلبية الصامتة في تكوين الثقة التي حاول السيد السوداني ردم فجوتها معهم بعنوان عريض لحكومة الخدمة.. لذلك سيكون عدم الالتزام بنصوص تلك التصريحات بمثابة (كعب اخيل) امام شخص السيد السوداني للسقوط الحر في متاهات تلك الحلول بدلا من إنتاج وسائل التواصل مع الاغلبية الصامتة في ردم فجوة الثقة بالعملية السياسية برمتها واتساع شعبية (تيار الفراتين) الذي يتزعمه بوصفه مالك تلك الحلول الفضلى التي طبقت في ردم فجوة الثقة مع الاغلبية الصامتة.

هذه الخسارة ربما تكون جزئية ويمكن استثمار الوقت المتبقي من المدة البرلمانية لهذه الحكومة لإظهار تطبيقات مجزية في السياسات الحكومية.. الا ان مخاطر وقائع الانهيار المقبل بقوة في الازمة الاقتصادية الدولية وتداعياتها على طاولة السياسات الحكومية لاسيما مع الانخفاض المتوقع لأسعار النفط.. من دون ظهور قرارات جديدة جريئة كليا من السيد السوداني لتجاوز مخاطر هذه الازمة ومنها ما سبق وان اشره في احاديث متلفزة.. والسقوط مرة أخرى في بحور الدين الداخلي من خلال طبع عملة عراقية اكبر مقابل وثيقة دين حكومي للبنك المركزي العراقي. او الذهاب للاستدانة من دول اجنبية.. سيعجل بثورة الجياع.. لان تدوير صخرة سبزيف على ظهور الجياع في ضرائب جديدة او اسعار أعلى لمشتقات الوقود او غيرها من الإجراءات التقشفية لاسيما مع الارتفاع المتوقع لسعر صرف الدولار مقابل الدينار العراقي.. ستكون كلها على حساب الفقراء الجياع.. الذين هم على خط الفقر او ممن هم على خط هشاشة الفقر.. وهذا يمثل حوالي ثلث العراقيين.. فلكل سياسي يتصدى للسلطة وأولهم السيد السوداني.. تصور سيناريوهات ثورة الجياع؟؟

في المقابل.. يمكن إنتاج طاقة الحلول الإيجابية في مصفوفة حلول وبدائل واقعية ابسطها ما تمثل في تصريحات سابقة للسيد السوداني.. والذهاب بها وان عارضها الشركاء السياسيين.. ستولد فرضيات متجددة لعودة الثقة من الاغلبية الصامتة بشخصه.. .. فهل يتمسك بها السيد السوداني ام لا؟؟

سؤال بانتظار الاجابة الصحيحة عليه في وقائع الاشهر المقبلة .. ويبقى من القول لله في خلقه شؤون!!!

اضف تعليق