الحق لا يزعل، وعلى الحكومتين ان تتقبلا النقد في هذا المجال، تعاني اغلب مناطق كربلاء من نقص في ساعات تجهيز الكهرباء، حتى ان اهاليها باتوا يستنجدون في الحكومة المحلية لإعادة الوضع السابق (قبل قرار الاستثناء)، زهدوا بالزيادة المزعومة والاستثناء الوهمي الذي اقرته وزارة الكهرباء...

الزيارة الاربعينية انتهت وهنالك اسئلة لا تزال معلقة لم تجيب عليها الحكومة المحلية ووزارة الكهرباء التي أعلن وزيرها قبيل الزيارة ان كربلاء مستثناة من القطع المبرمج وهو النظام المعمول فيه بتجهيز الطاقة الكهربائية في المدن العراقية.

الحق لا يزعل، وعلى الحكومتين ان تتقبلا النقد في هذا المجال، تعاني اغلب مناطق كربلاء من نقص في ساعات تجهيز الكهرباء، حتى ان اهاليها باتوا يستنجدون في الحكومة المحلية لإعادة الوضع السابق (قبل قرار الاستثناء)، زهدوا بالزيادة المزعومة والاستثناء الوهمي الذي اقرته وزارة الكهرباء.

معظم مناطق واحياء كربلاء تعاني من استمرار انقطاع التيار الكهربائي لساعات طويلة، تصل الى ست او خمس ساعات متواصلة وأحيانا أكثر من ذلك، وهو ما يضع الأهالي في حرج وهم يستقبلون الجموع المليونية القادمة لإحياء زيارة الأربعين التي تعد المناسبة الدينية الأكبر على مدار العام.

وزير الكهرباء الذي اعطى لكربلاء استثناء من القطع المبرمج، خلال زيارة الأربعين، يعلم بما تتمتع به المدينة من خصوصية على المستوى الديني والخدمي، وهي تحتضن ملايين الزائرين خلال شهري محرم وصفر، ويشكل ذلك ضغطا كبيرا على منظومات المياه وشبكة تصريف المياه الثقيلة.

والملف الاكثر تأثرا خلال الزيارة هو ملف الكهرباء، اذ تزداد الاحمال على الخطوط الناقلة من قبل أصحاب المواكب الخدمية المنتشرة على مداخل المدينة، وتستخدم الطاقة الكهربائية دون عناية او ترشيد، مما يؤدي في النهاية الى انفجار المحولات وانقطاع التيار عن اغلب مناطق المدينة.

خصوصية كربلاء تحتم على المعنيين ان يتعاملوا معها بشكل مغاير عما في المحافظات الأخرى، ومن المعيب ان يدخل الزائر الى أحد البيوت الكربلائية خلال الزيارة الاربعينية ولا يجد مكيف الهواء شغال لتوفير أجواء وبيئة مريحة للزائرين الذين قطوا مئات الكيلومترات مشيا على الاقدام، وهم بأمس الحاجة لمثل هذه الأماكن للشعور بالراحة ونزع المتاعب.

حلت الزيارة الاربعينية لهذا العام في أجواء شديدة الحرارة ويصعب على الزائر الاستمرار في المشي لساعات طويلة، اذ يجبره ارتفاع درجات الحرارة على الدخول في المواكب او البيوت، ولكن مما يؤسف له ان هذه البيوت والمواكب والحسينيات غير مؤهلة لاستقبال هذه الاعداد الكبيرة من الزائرين.

كربلاء تتميز عن المحافظات الأخرى بوجود ثلاث محطات لتوليد الطاقة، ناهيك عما تتمتع فيه من خصوصية تطرقنا لها في السطور السابقة، ومع ذلك فهي ربما تعامل بشكل أسوأ من المحافظات التي لا تحتوي محطة توليد واحدة، فالمدن الجنوبية تعطى ساعات تشغيل أكثر بكثير من كربلاء صاحبة الحصة الأكثر في عملية التوليد.

النصيب الأكبر في تجهيز الطاقة الكهربائية لعموم البلاد يقع على المولدات الاهلية، التي لا يتوانى أصحابها عن رفع سعر الامبير وهو محق في السعر الذي يطلبه، نظرا لعجز الحكومة المركزية والمحلية من الوقوف على المشكلة والعمل على حلها.

الحكومة المحلية في كربلاء في كل مناسبة تضع المبررات وتبين الأسباب التي ادت الى انقطاع التيار الكهربائي وعدم استمراره خلال الزيارة التي يشارك فيها اشخاص من ربوع العالم بأسره، باستثناء هذه المناسبة فلم تخبرنا بالسبب الحقيقي والمانع الرئيسي الذي يقف وراء هذا التلكؤ والتراجع بساعات التجهيز.

ولمعالجة هذه المشكلة يجب مراعاة النقاط الآتية:

أولا: فصل مدينة كربلاء عن منظومة الكهرباء الوطنية.

ثانيا: إذا كان ليس بالإمكان فصلها عن المنظومة الوطنية، فبالإمكان معرفة احتياجها من الطاقة على مدار السنة بما في ذلك الزيارات المليونية وتجهيزها فيه.

ثالثا: توزيع محطات توليد مؤقتة على مداخل المدينة لتخفيف الاحمال على الشبكة الوطنية واخراجها عن العمل.

رابعا: وضع آلية لترشيد الطاقة ومنع الاسراف في الاستخدام، لتقليل هدر الطاقة في عموم المناطق لاسيما العشوائية.

وأخيرا تبقى الأسئلة معلقة، هل تجد هذه الاقتراحات طريقها الى التنفيذ ام تبقى حبر على ورق؟

اضف تعليق