إنّ للحسين (ع) مكانة إصلاحية عميقة أثّرت في مسار الفكر الإنساني وأرست معالم دين محمد (ص)، لذا تُعتبر زيارة الأربعين أكبر مشروع إصلاحي يشمل جميع الأصعدة الفكرية، الاجتماعية، السياسية، والثقافية. فقد تغلغلت هذه الزيارة بعمق في الفكر الإنساني واندمجت مع أسس العقيدة، وساهمت بشكل مباشر...
طرحت (شبكة النبأ المعلوماتية) على مجموعة من النخب في المجتمع العراقي في ظل زيارة الاربعين التي تعزز العديد من القيم الانسانية والروابط الاجتماعي سؤالاً استطلاعياً حول دور الذي تؤديه الزيارة المليونية في تقوية النسيج الاجتماعي.
الدكتور مصطفى هيل الانباري، تدريسي في كلية الإمام الكاظم
ان النسيج الاجتماعي قائم على ثوابت من أبرزها الجانب العقائدي الذي يدعوا الى الترابط والتآزر وتقوية الوشائج بين أبناء المجتمع، زيادة على مبدأ الأخوة في الله، فمن موارد تحقيق النفع الخاص والعام في الدنيا والآخرة أن تقوي علاقتك بأخيك المؤمن وتحب له ما تحب لنفسك، وعلى هذا الأساس انبت المبادئ والقيم في مجتمعنا الاسلامي فأصبحت هذه المبادئ والقيم قواعد تحكم السلوك الإنساني في مظاهره المتعددة وتتجلى في محافل عده لاسيما التجمعات الكبيرة التي تتعدد أوقاتها على مدار العام الأمر الذي يسهم في تقوية أواصر الترابط الاجتماعي لاسيما وأن البذل والعطاء لا يكون لمصلحة شخصية وانما تحقيقا لغاية أسمى الا وهي الخدمة العامة مبذولة في سبيل الامام الحسين عليه السلام ما يجعلها خالصة من كل منّ أو رياء، والمنطوي في هذا الأمر أن أثره لا يكون لأيام معدودات بل يتعداه في صياغة الشخصية المجتمعية لاسيما في مجتمعاتنا فتجد صفة الكرم والجود والضيافة متحققة في جميع الأوقات استمرارا لما اسست عليه من أسس عقائدية وقيم مجتمعية، ومن أبرز المحافل التي تذوب فيها الحواجز هي زيارة الأربعين التي تعد من أبرز المحافل التي تتجلى فيها عوامل تقوية النسيج الاجتماعي وبصور يعجز اللسان عن وصفها لما يكون فيها من مظاهر العمل الجماعي في التكافل والتعاون وتقديم المساعدة بأنواعها المختلفة ما يبقي هذه الصور حاضرة في الأذهان موجهة المسيرة للأفراد نحو الاتجاه الذي يعزز تلك العلاقات الاجتماعية بين أبناء الدين والوطن.
نضال العزاوي، صحفية وباحثة اجتماعية
زيارة الاربعين صورة انسانية اجتماعية ستبقى على مدى التاريخ، اسهمت في التعايش السلمي بشكل كبير بين مختلف الجنسيات لان الهدف واحد وهو التوجه الى ابا عبد الله الحسين (عليه السلام ) على الرغم من اختلاف هوياتهم الا انهم كسروا جميع الحواجز بين الطبقات وسطروا ملحمة من التعاون فالكل يخدم ولكل واحد منهم هدفه الروحي وهو الوصول للحسين (عليه السلام)، هذه المناسبة هي انعكاسه اجتماعية تربوية تعاونية لها قيمة كبيرة جدا في بناء مجتمع اخلاقي يستطيع المجتمع ان يستفيد منها ويتمسك بها، فلو دققنا جيدا لشاهدنا صور اخلاقية تعاونية بالفطرة لم ننتبه اليها، ولو كانت هذه المناسبة دون احياء لبقية حبيسة التاريخ لم يستفد منها المجتمع. لهذا هي صورة انسانية على مد ى التاريخ.
صادق فرج التميمي، كاتب صحافي وروائي
بما أن زيارة الأربعينية هي قوة عقائدية تجمع ولا تفرق، لذا فأن واحدة من أهم أسباب تقوية النسيج الاجتماعي تدور حول تلك الجموع التي لا هم لها غير الانطلاق من مبادئ وقيم الثورة الحسينية، وهي بحد ذاتها تسهم إسهاما فاعلا بتقوية النسيج الاجتماعي من خلال إشاعة قوة الترابط المجتمعي وتماسكه وإبرازه بالشكل الذي يليق بالمسلم المؤمن في ألا يفرق بين هذا وذاك، وأن يسعى الجميع لإشاعة المودة والمحبة بين صفوف المسلمين جميعا.
ويقينا أن ذلك يساعد في بناء مجتمع سليم ومعافى ينال كل إنسان فيه نصيبه للاهتمام بتحقيق هذا الترابط، وبالمقابل فأن ما يُدمر هذا الترابط هو إشاعة الخلافات والنعرات والنزاعات ما يؤدي إلى إضعاف المجتمع وتخريب نسيجه المجتمعي.
من هنا يجب الحرص على نبذ الخلافات والتقولات التي تضر ولا تنفع، ليكون هذا الترابط بالنهاية ترابطا مباركا تلتقي عنده اواصر تقوية النسيج المجتمعي، وتزال حينها جميع الحواجز النفسية والثقافية ليس بين المسلم وأخيه المسلم وحسب بل بين المسلم بشكل عام وأصحاب الديانات الأخرى، وهذا ما نراه اليوم قد بدأ يتحقق بشكل اوسع أكبر في أعقاب زيارة وأخرى في كل مسيرة اربعينية تحصل.
خالد مهدي الشمري، قاص وروائي
زيارة الاربعين تساهم في تقوية النسيج الاجتماعي خلال الخوض في طرق سير زيارة الاربعين والبحث يتناول جانبا خاصا بعيدا عن الدين والامام الحسين الذي يمثل الدين والزيارة بحد ذاتها طريق الى الامام الحسين الذي هو طريق الى الله عز وجل .
لو نبتعد فليلا ونحن نشارك الاخرين في سفراتنا خارج العراق او حتى داخل العراق وخصوصا الاماكن المقدسة لأنها ملاذ العراقيين الوحيد بين الاستجمام والعبادة، نجد في هذه التجمعات هناك اشياء ايجابية حيث يتشارك الجميع بأعداد الطعام وايضا المشاركة في التنقل وغيرها والجميل ان هذه التجمعات تجمع عوائل من اماكن مختلفة اي ثقافات مختلفة وعادات مختلفة. كونا صداقات كثيرة وتربطنا بآخرين من محافظات اخرى وأحيانا من بلدان اخرى.
بعدان عرجنا الى نموذج للتعايش والتقارب بين الناس نعود الى اكبر تظاهرة مليونيه تستمر احيانا الى اسابيع تجتمع فيها الوان مختلفة من البشر ولا تقتصر على نوعية او جهة معينة يشارك الجميع لخدمة بعضهم بضا وحينما ندخل احد الاماكن التي تقدم خدمات نجد بان الاشخاص داخل هذا المكان يجمعهم حب الحسين فقط فهم من بلدان مختلفة وحتى وجدنا قوميات مختلفة لا تقتصر على جهة واحدة او قومية واحدة لذلك نجد ان الحسين هو من جمعهم لذلك نقول بان وجود هذه الزيارة لتقوية النسيج الاجتماعي مثلما الحسين عليه السلام جمع كل البشر وكان السبب بتوحدهم وايمانهم بالله عز وجل . وانا ك قاص قدمت صور قصصيه حول هذا الموضوع في مجاميعي القصصية ومنها قصة الرجل المسيحي الذي اراد ان يجمع مبلغ عملية جراحية وصار ينوي ان يسرق صناديق التبرع من داخل المواكب الا انه سمع قصة عليل كربلاء وهنا وجد نفسه يتفاعل مع القصة ويبكي ليجد نفسه قد شفي من علته وايضا شفي قلبه من ما كان عليه ليتوجه الى الله عن طريق ال البيت عليهم السلام.
تسنيم الحداد، مدربة تنمية بشرية وموظفة في مديرية شهداء كربلاء
يعرف النسيج الاجتماعي بأنه مجموعة العلاقات والروابط التي تربط بين الأفراد والمجتمعات، ويعبر عن مدى تفاعل أفراد المجتمع مع بعضهم البعض. يكون هذا النسيج أكثر قوة ومرونة عندما يكون التفاعل بين الأفراد إيجابياً وحضارياً، بينما يضعف في حالة وجود الخلافات أو الصراعات بين الأفراد، أو عند فقدان أحد أفراده.
من هذا التعريف، نفهم أن للنسيج الاجتماعي أهمية كبيرة في تحقيق التماسك المجتمعي. تعتبر الزيارة الأربعينية فرصة لتعزيز هذا النسيج الاجتماعي، فهي بمثابة تطهير للجسم من الفيروسات الفكرية التي تراكمت عبر السنوات.
في أيام الأربعين، نشهد توافد جميع الجنسيات وحتى الأديان المختلفة، حيث نرى مواكب من السنة، والإيزيديين، والمسيحيين يشاركون في استقبال زوار أبي الأحرار كأنهم أعز أصدقائهم أو أفراد أسرهم. يقدمون لهم الخدمة مهما كانت مناصبهم أو مكانتهم الاجتماعية، دون تكبر أو تململ.
لذلك، يمكن اعتبار الزيارة الأربعينية محطة لإعادة بناء النفس البشرية وزيادة الروابط الاجتماعية والثقافية والدينية. فهنيئاً لكل من استثمر هذه الأيام المباركة لإعادة هيكلته والتبرك هذه الزيارة المباركة. نسأل الله أن يرزقنا خدمة زوار أبي الأحرار، وأن يجعلنا من أصغر خدامه.
محمد الطائي، قناة العراقية الفضائية
ان الذي يلاحظ في المسيرة الأربعينية يرى قوَّة الترابط بين أفراد الزائرين كباراً وصغاراً رجالاً ونساءً أثرياء وفقراء رؤساء ومرؤوسين، فلا تمييز بين غني أو فقير ولا بين مشهور أو مغمور، فالكلُّ سواسية، بل في بعض الأحيان ينقلب الميزان وترى الكبير يخدم الصغير، أو المشهور يخدم المغمور، أو الرئيس يخدم المرؤوس، وهكذا. فترى الترابط الاجتماعي بأعلى صورة وبأجمل ما يكون، فهذا البناء إنَّما هو بناء نابع من هذه الزيارة المباركة. وهذا الترابط الاجتماعي ليس بين مدينة ومدينة، بل بين دولة ودولة، بل بين دول ودول وشعوب، فإنَّ هناك جماهير من عشرات الدول تلتقي فيما بينها فتكوّن أواصر ووشائج قويَّة، هذا فضلاً عن أنَّ هناك حواجز اجتماعية ونفسية وثقافية بين شعوب بعض البلدان الأُخرى بسبب حروب أو غيرها، ولكنَّنا نراها قد ذابت بسبب هذا الملتقى العامّ الحاصل في مسيرة الأربعين.
بتول الشمري، محامية
إن الوظيفة الأساسية لزيارة الأربعين منذ نشأتها وحتى الآن تكمن في تجديد العهد بين الشيعة والإمام الحسين عليه السلام. لهذا السبب، دُعيت إلى المداومة والاستمرار في إحياء هذه الشعيرة. وقد وردت العديد من الروايات التي تؤكد حث الأئمة عليهم السلام على زيارة قبر الحسين (ع) والمداومة على ذلك، مما كان له انعكاس واضح في تقوية النسيج الاجتماعي بين الأفراد وتعزيز الأواصر بينهم، حتى أصبحوا كالبنيان المرصوص بيد واحدة وهدف واحد: نشر العدالة والحرية والإنسانية، ونبذ الظلم والفساد، والتضحية في سبيل إعلاء كلمة الحق وإزهاق الباطل، وهو ما ثار من أجله الإمام الحسين (عليه السلام).
هذه الزيارة، التي استقطبت ملايين الناس من مختلف بلدان العالم، تمثل بوضوح امتداد رسالة الإسلام. فهي المناسبة الدينية الوحيدة التي تجسد رسالة الحسين بعد واقعة الطف. في زيارة الأربعين، نشهد زوال الفوارق الطبقية بين أفراد المجتمع الواحد وحتى بين المجتمعات المختلفة. يتجمع ملايين الناس من جنسيات مختلفة، وتذوب الفوارق بينهم، حيث يتساوى الجميع في حب الحسين، فلا فرق بين كبير وصغير، بين رئيس ومرؤوس، ولا عربي ولا أعجمي، ولا غني ولا فقير. الجميع يخدم بروح منشرحة ومحبة، وكل زائر يؤدي طقوسه بانسيابية وسلام في أرض الحسين.
يتجلى العطاء في أبهى صوره خلال هذه الزيارة، حيث يقوم بعض الناس بادخار المال طوال العام لإنفاقه في أيام الزيارة، لتأمين احتياجات الزائرين وتجهيز مأوى يليق بهم. بعضهم يقصر على نفسه في سبيل توفير ما يحتاجه الزائر، وهذا النوع من التضحية لا يوجد له نظير في أي زمان أو مكان، إلا لأتباع أهل البيت عليهم السلام، وبالأخص في شهر الحسين. هذا فخر عظيم لديننا الكريم.
من الجدير بالذكر، وهو ما يشرفني كتابته، هو زيادة الوعي الفكري وحسن التصرف لدى خدام الإمام الحسين (عليه السلام). فقد استبدل بعض أصحاب المواكب الحسينية البذخ في الطعام بتوفير دواء لمريض يعاني من مرض مستعصٍ، والتكفل بعلاجه وجعل ذلك في ثواب الإمام (ع)، أو التبرع بالمال المعد لهذه الزيارة لفك أزمة إنسانية أو إغاثة ملهوف. هذه هي قمة الإنسانية والوعي، وهي من ركائز النهضة الحسينية.
كما شهدنا في السنوات الأخيرة انتشار المتطوعين من أصحاب المهن الطبية في أماكن تواجد الزوار، حيث يمارسون عملهم ليلاً ونهاراً بإخلاص وتفانٍ. فالزائر يقطع مسافات طويلة ويتحمل الحر والتعب، وقد يتعرض لانتكاسات صحية، وهؤلاء المتطوعون كانوا خير سند ومعين.
هذا الوعي الجمعي يعزز ويقوي النسيج الاجتماعي، والذي ينبع أساساً من اقتداء الناس بالإمام الحسين ومبادئه.
ختاماً، أذكر قول الإمام الصادق عليه السلام: "لا تدع زيارة الحسين بن علي (عليهما السلام) ومر أصحابك بذلك، يمد الله في عمرك، ويزيد الله في رزقك، ويحييك الله سعيداً، ولا تموت إلا سعيداً، ويكتبك سعيداً".
عمار جواد الوراد، عضو هيئة إدارية لمعهد كربلاء للتنمية الإعلامية
إنّ للحسين (عليه السلام) مكانة إصلاحية عميقة أثّرت في مسار الفكر الإنساني وأرست معالم دين محمد (صلى الله عليه وآله)، لذا تُعتبر زيارة الأربعين أكبر مشروع إصلاحي يشمل جميع الأصعدة الفكرية، الاجتماعية، السياسية، والثقافية. فقد تغلغلت هذه الزيارة بعمق في الفكر الإنساني واندمجت مع أسس العقيدة، وساهمت بشكل مباشر في تعزيز النسيج المجتمعي والأسري وتقوية أواصره.
يمثل هذا التجمع الإنساني العالمي قيمة كبيرة في إذابة الفوارق الطبقية، ونشر روح المحبة والتواضع لله، وتحقيق المساواة بين الغني والفقير، الكبير والصغير، في خدمة سيد الشهداء (عليه السلام). كما يعكس مشروع الزيارة الأربعينية مدى اندماج الناس في الإقبال على الله عبر بابه، الإمام الحسين (عليه السلام).
لقد ساهمت زيارة الأربعين في تعزيز أواصر النسيج المجتمعي، وظهرت دلائل ذلك بوضوح في نفوس من ينغمسون في مفردات الخدمة الحسينية، حيث تتفتح القلوب قبل المنازل، ويُبذل الجهد البدني قبل المال. إن هذا العطاء على الصعيدين المعنوي والمادي هو رسالة محبة جسّدها خدمة الإمام الحسين (عليه السلام) على طريق العشق الإلهي، وهي رسالة تمتد من طفولة الإنسان حتى شيخوخته.
علي صحن عبد العزيز، صحفي
لم تكن الزيارة الأربعينية للإمام الحسين (عليه السلام) زيارة تقليدية لأداء طقوسها المعروفة، وإنما كانت نواة لبناء مشروع إصلاحي لواقع كل الطوائف والمذاهب بغية بنائها توعويًا فكريًا والعملي وتقويم مسارهم الفكري والعقائدي، ولقد تجاوزت الزيارة الأربعينية طابعها الديني لتكون أيقونة لتجمّع غير مسبوقٍ في العالم لما تجمعه من دلالات وأبعاد على المستوى الاجتماعي وتعزيزه لتكون مخرجاتها أكبر عملية اجتماعية وتفاعلية على عدة مستويات مختلفة، فهنالك المهندس والطبيب ورؤساء وشيوخ العشائر تجمعهم هذه الشعيرة المقدسة تحت خيمة هذه الخدمة، فما بالك لطبيب ينظف حذاء أحد الزوار، أو امرأة كبيرة في السن تطبخ الطعام ليلًا ونهارًا دون أي ملل أو كلل، هذه إحدى بركات هذه الزيارة في توحيد الأنفس والمستويات لتذوب في هذه الأجواء الروحانية، إنها حقًا ديناميكية ثورة زيارة الأربعين بمعناها الاجتماعي والذي فاق كل التصورات والدراسات من حيث الدلالة الامكانية عبر إدامة هذا الانصهار الروحاني الخالص، وكذلك هنالك نقطة مهمة فالزيارة لم تكن للمذهب الشيعي وإنما كانت في ضمير كل الأحرار والباحثين عن التحرر والحرية من سلطة الظالمين وجورهم بغية الانعتاق من قيود دهاليز الذل والانكسار.
انتصار الماهود، صحفية وكاتبة
تفضل، يا زائر، هلا وسهلا بك. تفضل، يا زائر، هلا بزوار أبو حسين. عليك بالعباس، تفضل يمنا، بحق الزهراء وأم البنين لا تتخطى موكبنا، هلا بيك.
وجوه سمراء، بشوشة ومضيافة، تردد هذه الكلمات على طول طريق الزائرين المتوجهين إلى قبلة العشق الإلهي. ينادونك لتكون ضيفًا عليهم في مواكبهم. عجيبة هي كربلاء، وعجيب هو حب الحسين. لن يسألك أحد من أنت، من أين أتيت، أي جنسية تحمل، أو أي لغة تتحدث. فكل ما يهمهم أنك ذاهب إلى الحسين عليه السلام. تتحدث لغة الحسين، وهذا هو ما يهمهم، وما يجمعنا جميعًا هو حب الحسين.
ترى العراقيين يتسابقون في قري ضيوفهم وتقديم الأفضل والأحسن من الخدمات لزوار وضيوف أبي عبد الله، والهدف والغاية هي حب الحسين عليه السلام. لن تتوقع ما الذي يقدمه أصحاب المواكب بإمكانياتهم الخاصة، تلك الإمكانيات التي لن تستطيع حتى الدول أن توفرها. مائدة ممدودة على طول طريق كربلاء، خدمات طبية وإنسانية، محاضرات دينية، وكرم لا مثيل له. إنها نعمة خص بها أهل العراق، وحب حباهم الله به.
لقد أصبحت كربلاء المقدسة عالمًا مصغرًا، لكنه عالم عظيم يجمع كل الأطياف والمذاهب واللغات. هل تعلم أن أصحاب المواكب الحسينية هم من أوائل المطبقين لمبدأ التكافل الاجتماعي الإسلامي؟ حين تسير في طريق الزائرين ترى الجميع يتسابق على تقديم الخير والإحسان والمساعدة. مواكبهم لا تقدم الطعام فقط، بل هناك من يقدم الوعظ الديني وتمرير الرسائل الاجتماعية المختلفة التي توثق الصورة الإنسانية التلاحمية بين جميع المسلمين الذين يجمعهم حب الحسين عليه السلام.
وفي الختام، الحسين عليه السلام وزيارة الأربعين رسالة إنسانية عظيمة يجب أن ننقلها للأجيال القادمة، ونؤسس لجيل مؤمن بكل المبادئ الإنسانية والإسلامية التي قامت من أجلها ثورة الحسين.
اضف تعليق