واحد من اكثر منغصات الصحة النفسية في عصرنا الحالي هو القلق الذي يسيطر على عصرنا الى الحد الذي جعل عصرنا يعرف بعصر القلق، وعلى غير العادة ترتفع نسب القلق عند غالبية البشر لسبب او لآخر اكثر من القرون والازمنة السالفة، وليس لاحد ان يكون في مأمن من القلق، فلماذا نقلق؟...
واحد من اكثر منغصات الصحة النفسية في عصرنا الحالي هو القلق الذي يسيطر على عصرنا الى الحد الذي جعل عصرنا يعرف بعصر القلق، وعلى غير العادة ترتفع نسب القلق عند غالبية البشر لسبب او لآخر اكثر من القرون والازمنة السالفة، وليس لاحد ان يكون في مأمن من القلق فالجميع يشعر به من فترة لاخرى، فلماذا نقلق؟، وماذا يفعل القلق فينا؟، وهل للقلق جانب ايجابي؟.
يعرف القلق خوف من مجهول يولد حين نتعلق بهدف ونريد ضمان تحقيقه، فلا نستطيع تجنب التفكير الزائد و حل احتمالات قد تطرأ في طريق الإنجاز حتى و ان كانت تلك الاحتمالات لن تحدث كليا او جزئيا، ويدفع هذا الشعور الى التعثر وغياب التركيز وغير ذلك من السلوكيات غير الطبيعية.
طبيعي جداً ان يصاب احدنا لاي سبب كان بالقلق ويزول ذلك القلق عند زوال مسببه، لكن غير الطبيعي اصابة الانسان بالقلق المزمن الذي يجعل الانسان يشعر بالتوتر الدائم والاعتلال الجسمي مما يصعب عليه ادارة حياته بشكل سليم ويصعب عليه التوافق مع محيطه الاجتماعي الذي يمارس نشاطه فيه وهذا ما يستوجب العلاج لتقليص اثره على الانسان.
ما مدى خطورة القلق على حياة الانسان؟
خطور القلق كبيرة جدا على حياة الانسان لكونها تفقده لذة الحياة وتبعده عن رسالته التي يجب عليه ان يؤديها بواقعية واخلاص والعكس هو تحول الانسان الى اشبه بالبيهمة التي تأكل وتشرب وتنام، من هنا يجب على الفرد العمل على التخلص من القلق للسيطرة على مشاعره وأفكاره كضرورة لإدارة الضغوط بشكل فعال والتحكم في مجريات حياته بسيطرة وفاعلية ليستمتع بمعنى الحياة و يعرف قيمتها.
ما هي انواع القلق؟
للقلق نوعين اثنين لا ثالث لهما؟
اولهما القلق الايجابي الذي يحدث إذا كان سيلعب دوراً أساسياً في دفع الشخص لحل مشكلة ما أو تجاوزها، بشرط أن ينتهي بانتهاء الموقف، كما يحصل مثلاً عندما نرشد طلابنا في الاختبارات لتحفيزهم وإثارة دافعيتهم نحو النجاح والإنجاز ويعد هذا القلق الايجابي هو المحرك للكثير من سلوكيات الانسان والدافع بأتجاه انجازها بافضل الصور الممكنة.
أما القلق السلبي فهو قلق بلا مبرر لمجرد القلق ترتفع فيه حدة العواطف على العقل، فترى الأم قلقة على اولادها الذين كبروا وتزوجوا وانجبوا ويعيشون في بيوتهم مع زوجاتهم واولادهم وتظل قلقة حتى يمرضها القلق. و حين تسألها لماذا انت قلقة ستجيب بقلقة وحسب، بمعنى انها لاتعرف لماذا هي قلقة.
كيف نواجه القلق؟
لتقليل من اثار القلق الغير مريحة للانسان المصاب بالقلق ينبغي عليه ما يلي:
اول مايجب القيام به ممن يلحظ انه على مستوى عال من القلق السلبي هو اللجوء الى الطبيب النفسي او المختص النفسي ليخضع الى العلاج السلوكي المعرفي الذي يغير من نمط تفكيره عبر استراتيجيات هذا العلاج التي تعمل على اقناع المصاب بالمغادرة بالرضا والاقتناع التام، والتعامل معه بهذه الطريقة سيجعله اكثر ايجابية وبالتالي يحسن من حياته.
ثاني الامور التي يجب على الانسان اتباعها هي تجنب الافتراضات السلبية، فلا داعي لتحليل كل موقف على أنه يمثل خطراً، بل يجب الابتعاد عن الافتراضات غير المنطقية، على سبيل المثال لو ان احد مقرب حصل له مرض معين في قلبه وتوفي بعد ذلك فهذا لا يعني ان كل الم في القلب سيؤدي الى الوفاة، فلكل حالة ظرف وتفصيلات جزئية تختلف عن الاخرى لذا يجب الابتعاد عن التعميم والافراط في فرض الافتراضات السلبية.
وثالث الامور في طريق التخلص من القلق هو الابتعاد عن المبالغة في تفسير ووصف الاحداث التي تحصل وعدم وإعطائها أكثر مما تستحق لكون ذلك سيزيد من حجم الضغوط النفسية التي توصلنا الى عدم القدرة الاستمتاع بالحياة وتلك هي الخسارة التي لا نتمناها لانفسنا ولاقراننا من البشر.
اضف تعليق